نشاط كبير ولافت عاشه الممثل اللبناني شربل زيادة خلال الفترة الماضية وإلى اليوم، إذ كانت آخر أعماله الناجحة ما بين "بردانة أنا"، "دولار"، "الهيبة-الحصاد" و"إنتي مين"، ليبدأ عام 2020 بإنطلاقة قوية بعملين مهمين، هما "العودة" و"ما فيي 2"، إضافة لمشاركته في رمضان المقبل بمسلسل "دانتيل".

ففي هذه المقابلة التي أجريناها معه، تجدون حديثاً مشوّقاً عن آخر عملين له، إضافة إلى ما كشفه عن مسلسل "دانتيل" وغيرها من المواضيع.

بدايةً أخبرنا عن رأيك بأصداء مسلسلي "ما فيي 2" و"العودة" وأيهما أقرب لك؟

طبعاً أن سعيد جداً لأن الأصداء عنهما جميلة جداً، والأقرب لي هو "ما فيي 2" لسبب واحد هو أن في "العودة" انا ضيف ودوري لا مساحة كبيرة له، مع العلم أنها كانت تجربة جميلة جداً مع المخرج إيلي السمعان، وشركة الإنتاج "إيغل فيلمز" والممثلين أصدقائي.

و"ما فيي 2" أقرب لي لأن دوري لم يبدأ بعد بالشكل الصحيح، فمع الحلقات المقبلة يبدأ المشاهد بفهم شخصية "وليد" التي أؤديها بشكل أعمق، والتناقض بينه وبين "سلمى" التي تؤدي دورها الممثلة اللبنانية كارمن لبس، وإن كان سيبقى أم يرحل، أو أنه سيتبع حبه أو عقله.

ماذا ستكشف لنا الحلقات المقبلة من "ما فيي 2" عن شخصيتك ودورك؟

هناك الكثير من الأمور التي ستظهر، منها مثلاً سبب مجيء وليد وسلمى من أميركا إلى لبنان، ما هي القصة وراءهما، وقصتها هي وإبنتها "كارين" التي تؤدي دورها الممثلة اللبنانية سينتيا سامويل، ولماذا وليد قريب منهما إلى هذه الدرجة، وفي الحلقات الأخيرة التي لم نصورها بعد، تحصل مفاجأة بين سلمى ووليد.

هناك بعض التعليقات بخصوص "ما فيي 2" وهي أن سرد الأحداث ممل ومطوّل وأن العمل لا يستحق أن يكون 60 حلقة؟

العمل ليس فيلم أكشن، لكي تكون الأحداث سريعة، وهذا هو الجزء الثاني، فمن المفروض أن يتم تذكير المشاهدين ببعض أحداث الجزء الأول، لكي يكملوا القصة بالأحداث الجديدة والممثلين الجدد.

وأنا صراحةً لم أشعر بهذا الأمر، أي ببطء في الأحداث، ففي النهاية كل شيء يجب أن يأخذ وقته وكل شخصية يجب أن تأخذ حقها، خاصةً أن في العمل أكثر من قصة في الوقت نفسه تحصل، فهناك مثلاً قصة "عصام" الذي يؤدي دوره الممثل والإعلامي اللبناني وسام بريدي، و"يسما" التي تؤدي دورها الممثلة اللبنانية فاليري أبو شقرا، وقصة "يوسف" الذي يؤدي دوره الممثل اللبناني جو طراد و"لارا" زوجته التي تؤدي دورها الممثلة اللبنانية ناتاشا شوفاني، إضافة إلى قصة الممثلين اللبنانيين إلسا زغيب ووسام صباغ، وقصة "تفاحة" التي تؤدي دورها الممثلة اللبنانية ليليان نمري، و"يمنى" التي تؤدي دورها الممثلة اللبنانية زينة مكي و"دلع" التي تؤدي دورها الممثلة اللبنانية ميشيل وهبة.

فهناك أكثر من قصة تحصل مع بعضها في الوقت نفسه، وهنا أهمية هذا العمل، أي أنه ليس مبنياً على ممثلين فقط، بل كل ممثل في شخصيته هو بطل، فعلى الناس أن تحضره بإنفتاح قليلاً على هكذا أنواع من الأعمال.

سابقاً في مقابلتنا معك صرّحت أن الممثل السوري معتصم النهار حقق نجاحاً كبيراً أكثر من أي ممثل لبناني في لبنان، وهو الأمر الذي أثار ضجة كبيرة، واليوم تشارك معتصم العمل للمرة الأولى في "ما فيي 2"، فماذا تقول عنه؟ وكيف كان العمل معه؟

صراحةً، اليوم الأول الذي تعرفت به شخصياً على معتصم لم أكن أعرفه من قبل، ولكن تعرفت عليه كأنني أعرفه من قبل، فيبدو أن هذه المقابلة كسرت الجليد في ما بيننا، ولاحقاً أصبحنا صديقين مقربين جداً، وهو شخص قريب جداً والتعامل معه سهل كثيراً، وليس لديه مشاكل النجوم التي تكون عادةً، أي "أنا أو لا أحد".

بالنسبة لمسلسل "العودة"، ماذا أضاف؟

كنا لفترة طويلة نعتقد خطأ أن الدراما اللبنانية لا تصل واللهجة اللبنانية أيضاً، وهي لا تشبه الجمهور العربي ولا يفهمها، ولكني أرى أن هذا الأمر لا معنى له، فالأغاني اللبنانية منتشرة، وممثلونا هم نجوم صف أول في العالم العربي، واللهجة اللبنانية محببة.

فالعمل كان له الكثير من العناصر لكي ينجح، منها القصة، خاصة أن الكاتب والممثل طارق السويد هو من "عرّبها"، إضافة للممثلين خاصة لناحية أن جميعهم أشكالهم جميلة، والكليب الذي تمّ تصويره مع الفنان اللبناني ملحم زين، إضافة إلى الأغنية التي كان لها صدى جميل جداً، وهذا كله إضافة لعمل المخرج إيلي السمعان الذي هو مخرج يسمع للممثل وحساس جداً ومحترف.

تندم كونك لم تأخذ دوراً له مساحة أكبر في العمل؟

كلا، فنحن جميعاً أصبحنا اليوم نوقّع على أدوار وأعمال قبل أن نقرأها، فلم يعد لدينا تحكم ومعرفة كثيراً إلى أين ذاهبة الشخصية، وهذه من الأمور المزعجة التي للأسف أصبحت "موضة" اليوم لدينا، ولكن طبعاً كنت أتمنى أن تكون لي مساحة أكبر.

هل من الممكن أن يكون للمسلسل جزء ثانٍ؟

صراحةً، حُكي في الكواليس عن الموضوع ولكن ليس أمراً مؤكداً، وهو أمر يعود لشركة الإنتاج، وللوقت المتوفر للممثلين في الفترة المقبلة، إذ من الممكن أن يرتبط بعضهم بأعمال أخرى.

تشارك في مسلسل "دانتيل" لرمضان المقبل مع الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور، ماذا تخبرنا عنه؟

العمل يتناول قصة مؤسسة أو شركة "دار أزياء" تعمل بها فتيات، إلا أن هذه الشركة تعاني من مشاكل مادية قد تؤدي إلى إفلاسها، ويُطلب من مصمم أزياء عالمي الذي هو أنا "باسل" يأتي من الخارج كي ينقذها، وطبعاً هناك أحداث لها علاقة بباقي الممثلين أي سيرين عبد النور ومحمود نصر وسارة أبي كنعان ووسام فارس وزينة مكي ونهلة داوود وغيرهم.

مع بداية هذا العام تؤدي أكثر من شخصية في أكثر من عمل "العودة"، "ما فيي 2" و"دانتيل"، كيف تستطيع أن تفرّق بين هذه الشخصيات؟

أفرق بينها لأنها لا تشبه بعضها، فبـ"العودة" أؤدي شخصية رجل أعمال هدفه فقط تحقيق المال، أما في "ما فيي 2" فهو الشخص الذي يضحي بحياته من أجل سيدة وإبنتها إلتزم أخلاقياً معهما، أي شخصية الرجل الحنون والطيب، وفي "دانتيل" شخصيتي عبارة عن مفاجأة، وستصدم المشاهدين، فهو دور "مهضوم" رقيق جداً وغريب، وسيسأل المشاهدون لماذا يفعل شربل هكذا ولماذا أخذ هذا الدور.

ودائماً يسألوني لماذا لا تؤدي دور البطولة، فذلك لأنني أعتقد أن أدوار البطولة دائماً تشبه بعضها، أي الشخص المغروم، إلا أنني أبحث عن الأدوار الجديدة، وكممثل يهمني أن أقوم بتحدٍ جديد لي وأظهر بدور جديد وأداء جديد.

هل تشاهد نفسك عند عرض العمل؟

كلا، فأنا حتى عندما نكون في التصوير يُطلب مني أن أقترب لأراقب المشهد لأرى الـ"Monitor"، فأرفض، لأني شخص قاسٍ مع نفسي جداً في النقد، ولا أصفق لنفسي.

بعيداً عن الفن، ما هو موقفك من الثورة؟

المشكلة لدينا أنك لم تعد تستطيع معرفة من هو الصح ومن هو الخطأ، مع العلم أننا جميعاً نعلم ما هو الصح وما هو الخطأ، لكن أُعمي على عيوننا، وذلك على قدر ما أصبح هناك تزوير للحقائق.

طبعاً أنا مع الثورة 100%، فأنا مع مطالب الناس المحقة، ووقف السرقات ومحاسبة الفاسدين، أي كل هذه الخطوط العريضة التي نادى بها الناس، ولكن الأداء لاحقاً أصبح غير صحيح.

فأنا مع بداية التحركات، شاركت مع الممثلين على الأرض، وإنسحبت لاحقاً مصدوماً، وقلت لهم رأيي، والذي هو أنني لا أريد النزول إلى الساحات كي أشتم أشخاصاً، فأنا لا أريد أن أحاكم شخصاً معيّناً، كون ليس لدي دليل أن هذا الشخص سارق والآخر جيّد، بل أنا نزلت من أجل التغيير.

ولكن الشعار كان "كلن يعني كلن"؟

"كلن يعني كلن.. ما عدا" وهنا كانت المشكلة بيني وبينهم، فنحن مجموعة ممثلين كنا من مختلف الطوائف والمناطق، ولكن البقية هناك كذبة "ما عدا"، أي "إذا انا درزي يعني كلن إلا جنبلاط".

تتحدث هنا عن الفنانين؟

نعم.

إلى أين ترى الأمور ذاهبة؟

أنا شخص واقعي جداً، فأنا أرى أننا لسنا على الأرض بل تحت الأرض، ولم يبقَ لنا طريق سوى "طلوع"، وعلينا أن لا ننسى أننا قضينا 30 سنة في السرقات وسوء الإدارة، وهذه الحكومة الجديدة يجب أن تأخذ وقتاً وفرصة، لكي تنجز.

ولكن اليوم يطالبون بإنتخابات نيابية مبكرة؟

على أي قانون؟ فإن أقمت إنتخابات على القانون نفسه سيعودون هم أنفسهم، وأنا أؤكد لك أن معظم الذين شاركوا في الثورة ولم ينتخبوا سابقاً لن ينتخبوا في المرة المقبلة، ومن إنتخب زعيمه سينتخبه مجدداً.

ماذا تقول للبنانيين؟

أن يكونوا مواطنين، فالمواطن الذي يطلب حقوقه من الدولة عليه واجبات أيضاً، أي أن يلتزم هو أولاً بالقانون لكي يكون صورة لغيره، وأن لا يقبل بالفساد والرشوة، وأن يكون مواطناً مسؤولاً ولديه حسّ المواطنة.

إن قلنا أنه لا بدّ من ثورة في الفن، برأيك على ماذا؟

ينقصنا قليلاً التنظيم للمهن الفنية، فالنقابات هنا غائبة عن السمع، وهي غير فاعلة، فالساحة متروكة "سايبي" مثل البلد.

كلمة أخيرة عبر موقع "الفن".

أقول للمشاهدين أنني سعيد جداً بأنكم تؤامنون بالدراما اللبنانية من جديد وتتابعونها، وهذا الأمر يعطينا دفعاً لكي نقدم أعمالاً أكثر.