محمد متولي وإسمه الحقيقي محمد محمود متولي أحمد، هو ممثل مصري برز في الأدوار المساعدة بفضل موهبته وأدائه القوي وقدراته التمثيلية العالية، فإستطاع أن يحجز لنفسه مكانة خاصة في قلوب المشاهدين وفي السينما بشكل عام، كان شديد الإخلاص للشخصية التي كان يتقمصها، ويستنبط أداءه من واقع تفاعله معها وإنفعاله بها، فصنع لتاريخه الفني إضاءات ومحطات مهمة، كانت إحدى ركائز النجاح الأساسية في تلك الأعمال التي شارك فيها مع كبار الكتاب والمخرجين والممثلين.

نشأته

ولد محمد متولي في 10 آذار/مارس عام 1945 في شبين الكوم، بمحافظة المنوفية في مصر، وإنتقل في عمر مبكر إلى الإسكندرية مع عائلته، وتابع هناك تعليمه حتى تخرج من كلية دار العلوم، محبة الراحل لعمله بالفن لازمته منذ الطفولة؛ فلقد اشترك بعدد من المسرحيات المدرسية التي كانت دافعًا أساسيًّا في استكمال دراسته بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بعد انتهاء دراسته من كلية دار العلوم. هذه الدراسة المسرحية جعلته مؤهلاً لمرحلة التقمص من عمل إلى آخر، وكان الاندماج والتلاحم مع شخصياته يلازمانه طوال الوقت، تزوج من زميلة له في كلية دار العلوم وأنجبت له ابنتين.

إنطلاقته

عمل محمد متولي مع عدد كبير من أهم الممثلين، وانطلاقته جاءت مع الراحلة سعاد حسني بفيلم "خلي بالك من زوزو" وحسين فهمي، وإخراج حسن الإمام عام 1972. تلاه عدد من الأعمال التي عمل فيها مع ممثلين كبار، منهم محمود مرسي، يحيى الفخراني، صلاح السعدني، نور الشريف، سناء جميل، جميل راتب، وساعدت هذه الأسماء الكبيرة محمد متولي في صقل موهبته وتوظيفها لجعلها مؤهلة للتعامل مع ممثلين لامعين، وقاده ذكاؤه إلى تكوين كيمياء خاصة في التعامل مع كل ممثل يقف أمامه، كالأسماء المذكورة والتي يتمتع كلٌّ منها بمدرسة خاصة في الأداء.

شهرته

كانت أكثر الشخصيات التي لعبها محمد متولي في حياته الفنية المحامي، ولعل أبرزها دور "أبو طالب" في مسلسل "الراية البيضا"، فأصبح الذراع اليمنى للممثلة الراحلة سناء جميل أو "المعلمة فضة المعداوي"، هذا الدور الذي جعل كثيراً من المخرجين يدركون أنه لم يكن مجرد "كمالة عدد" أو "ملء أدوار"؛ لكنه كان يجعل بينه وبين المشاهد ارتباطًا خاصًا؛ لقربه من واقعه حتى في طريقة الحديث وغيرها.

برز بشكل خاص في مرحلة التسعينيات، التي شهدت غزارة في أعمال الراحلين، السيناريست أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبد الحافظ، وعرضت خلالها أهم المسلسلات في مصر أبرزها "ليالي الحلمية"، التي مثلت نقطة تحول مهمة في تاريخ الدراما المصرية على الصعيد السياسي والإجتماعي، وبين أدوار الخير والشر ظهر محمد متولي بنماذج اجتماعية تبرز عن شخصيات واقعية تفسر حالة المجتمع، وما يتعاقب عليه من أحداث. فقدم أعمالاً تلفزيونية ومسرحية وسينمائية جسد في أغلبها دور الرجل متوسط الحال، ما جعله أقرب إلى قلب وبيئة المشاهد حتى في مشاعره وأحاسيسه الداخلية.

أعماله

بعد هذا الفيلم، وخلال سنوات السبعينيات، شارك محمد متولي في العديد من الأعمال، منها فيلم "مدينة الصمت"، مسرحية "إنتهى الدرس يا غبي"، مسلسل "العملاق"، مسلسل "الشوارع الخلفية" ومسلسل "غريب في المدينة".

في الثمانينيات شارك في العديد من الأعمال التي أظهرت موهبته، وهي: مسرحية "أهلاً يا دكتور"، فيلم "تجيبها كده تجيلها كده هي كده"، فيلم "عصابة حمادة وتوتو"، مسلسل "الشهد والدموع"، فيلم "مرزوقة"، مسرحية "البرنسيسة"، مسلسل "صح النوم"، مسلسل "بوابة المتولي"، مسلسل "رحلة السيد أبو العلا البشري"، مسلسل "وادرك شهريار الصباح"، مسلسل "المحروسة 85"، فيلم "استغاثة من العالم الآخر"، فيلم "الطوفان"، فيلم "سلام يا صاحبي"، مسلسل "ليالي الحلمية"، مسلسل "عصفور النار"، فيلم "الطعم والسنارة"، فيلم "جواز في السر"، فيلم "طالع النخل"، مسلسل "الراية البيضا"، مسلسل "ليالي الحلمية" في عدة أجزائه ومسلسل "أنا وأنت وبابا في المشمش".

في التسعينيات قدّم محمد متولي العديد من الأعمال، منها فوازير "عالم ورق"، فيلم "الامبراطور"، فيلم "تحت الصفر"، فيلم "العقرب"، مسلسل "النوة"، مسلسل "مغامرات زكية هانم"، مسلسل "ام العريف"، مسلسل "ليالي الحلمية"، مسرحية "حزمني يا"، المسلسل الإذاعي "لسان العصفور"، مسلسل "أهل الطريق"، مسرحية "المنولوجست"، مسلسل "وما زال النيل يجري"، فيلم "فارس المدينة"، فيلم "بوابة ابليس"، فيلم "وزير في الجبس"، فيلم "إشارة مرور"، مسلسل "أرابيسك أيام حسن النعماني"، فيلم "كارت أحمر"، فيلم "ديسكو ديسكو"، فيلم "يا تحب يا تقب"، فيلم "الصبر في الملاحات"، فيلم "حنحب ونقب"، فيلم "اغتيال فاتن توفيق"، مسلسل "المال والبنون" الجزء الثاني، فيلم "سارق الفرح"، فيلم "غزو الارانب" مسلسل "عمو فؤاد.. رئيس تحرير"، مسلسل "الخروج من المأزق"، مسلسل "ابو العلا 90"، مسلسل "احلام كو"، فيلم "ليلة ساخنة"، مسلسل "أهالينا"، فيلم "خيال العاشق"، مسلسل "زيزينيا" الجزء الأول، مسلسل "ولد وبنت وشايب"، فيلم "نور ونار" وفيلم "فتاة من اسرائيل".

خلال سنوات الألفين شارك في الكثير من الأعمال، وهي: مسلسل "زيزينيا" الجزء الثاني، فيلم "الشرف"، مسلسل "أحلام سنابل"، فيلم "إحنا أصحاب المطار"، مسلسل "زمن عماد الدين"، مسلسل "جائزة نوفل"، مسلسل "لدواعي امنية"، مسلسل "9 شارع السلام"، مسلسل "خان القناديل"، مسلسل "مطعم تشي توتو"، مسلسل "حارة الزعفراني"، فيلم "مطب صناعي"، مسلسل "المصراوية" الجزء الأول والثاني، فيلم "ورقة شفرة"، مسرحية "ولاد اللذينة"، مسلسل "عمارة يعقوبيان"، مسلسل "الدالي" الجزء الأول، مسلسل "نسيم الروح"، مسلسل "العارف بالله"، مسلسل "هيمة - أيام الضحك والدموع"، مسلسل "قمر"، مسلسل "العائد"، فيلم "حسن ومرقص"، مسلسل "الوديعة والذئاب"، مسلسل "وكالة عطية"، فيلم "الفرح"، فيلم "علقة موت"، فيلم "عزبة آدم"، مسلسل "المصراوية" الجزء الثاني ومسلسل "هانم بنت باشا".

عام 2010 شارك محمد متولي في سيت كوم "بدر وبدرية"، مسلسل "بيت الباشا"، مسلسل "ملكة في المنفى"، مسرحية "آخر المطاف"، مسرحية "لسه في أمل" وظهر كضيف شرف في مسلسل "شيخ العرب همام آخر ملوك الصعيد"، شارك في فيلم "مستر أند مسز عويس"، مسلسل "ويأتي النهار"، سيت كوم "الهلالي سلالم"، مسلسل "شمس الأنصاري" ومسلسل "بنات في بنات".

عام 2013 شارك في مسلسل "ربيع الغضب" ومسلسل "الركين"، عام 2014 شارك في مسلسل "فيفا أطاطا"، فيلم "النبطشي" وفيلم "واحد صعيدي"، عام 2016 شارك في فيلم "أبو شنب"، فيلم "الباب يفوت أمل"، مسلسل "ليالي الحلمية" الجزء السادس، فيلم "فص ملح وداخ" ومسلسل "الخروج"، عام 2017 شارك في مسلسل "سابع جار" وحل كضيف شرف في مسلسل "هربانة منها".

سنواته الأخيرة

إطلالات محمد متولي في السنوات الأخيرة كانت محدودة، وآخرها كان قبل رحيله المفاجئ في شباط/فبراير عام 2018، في ظهوره كضيف شرف في مسلسل "سابع جار"، ولعل ظهور جيل جديد من الفنانين متقدمي العمر في سنوات العقد الثاني بالألفية الجديدة، كان سببًا في تراجع وجوده على الساحة الفنية.

وهب مثل العديد من الممثلين حياته للفن، ولم يلق التقدير والتكريم على ما قدمه، لكن تبقى أعماله خالدة الذكر دائماً لدى المشاهد الذي لا يمكن أن يتذكر اسم عمل شارك به محمد متولي، إلا ويرد بذهنه نموذج الشخصية التي كان يؤديها بالأحداث، سواء كان معلما شعبياً أو محامياً أو رجلاً موظفاً بسيطاً وغيرها.

وتوفي محمد متولي يوم 17 شباط/فبراير عام 2018 ، عن عمر يناهز الـ73 عاماً، إثر أزمة قلبية مفاجئة.