ميشيل وهبة، ممثلة لبنانية شابة حازت على إجازة في الإخراج وإنتقلت إلى خوض مجال التمثيل في الوقت الذي تكمل فيه دراساتها العليا، فحققت نجاحاً لافتاً من الفرصة الأولى، من خلال نيلها الجائزة الذهبية كأول ممثلة شابة لبنانية لأفضل ممثلة، في مهرجان "لوكارنو" في سويسرا، عن دورها في فيلم "يارا" للمخرج عباس فاضل، هذا إضافة إلى نيل فيلمها الجامعي القصير النجاح في عرضه على شاشات مهرجان "كان" الدولي.


التجربة التمثيلية الثانية لها كانت في رمضان الماضي بمسلسل "بروفا"، ومن ثم خاضت تجربتها الثالثة مع بداية هذا العام بدور مميّز ولافت في الجزء الثاني من مسلسل "ما فيي"، ومن هنا كان لنا هذا اللقاء مع ميشيل للحديث عن تجربتها الأخيرة هذه وغيرها الكثير من المواضيع.

ماذا شجعك لخوض دور "دلع" في الجزء الثاني من مسلسل "ما فيي"؟
اولاً أن المخرجة هي رشا شربتجي، فأنا عملت معها سابقاً في مسلسل "بروفا"، وأعلم النتيجة التي يأتي بها عملها، وإلى أي حدّ هي تعمل على الممثل، ولقد تعلمت منها الكثير وتأثرت بها.
إضافة إلى أن الدور جميل جداً، قليلاً ما يُكتب مثله، وهو دور جديد عليّ، ولا يشبهني أبداً وهو عكس شخصيتي تماماً، وشعرت أنه تحدٍ لي أن ألعبه، والآتي في ما خص هذه الشخصية في المسلسل أقوى بكثير.

كيف ستتطور أحداث شخصيتك في المسلسل؟ ماذا تكشفين لنا؟
هناك تغير كبير في الشخصية، فهناك قصص حزينة ستظهر، وقصص ستفاجئ المشاهدين، فمثلاً في الحلقة 50 سيتفاجأ المشاهد جداً، فأنا عندما كنت أقرأ السيناريو لم أصدق الأحداث وأن هذا الأمر سيحدث.

مشاهدك في المسلسل تجمعك مع الممثلة ليليان نمري، كيف كانت التجربة وماذا إكتسبتِ منها؟
على قدر ما أقول أنني تعلمت منها سيكون قليلاً، فهي شخص يعطي الكثير، وأنا أتعلم منها كثيراً، وهي تساعدني دائماً ولاسيما في أداء شخصيتي.

شخصية "دلع" في المسلسل مركّبة ومعقّدة نوعاً ما، هل واجهتِ صعوبة في أدائها؟
أولاً أنا شخص جداً ناعم، مثلاً يأكل "بالشوكة والسكينة"، ففي البداية إستصعبت جداً الموضوع، خاصة كيف تأكل، إضافة إلى طريقة سيرها، فـ"دلع" لديها ميزات في شخصيتها غريبة جداً عن الناس، ولا سيما كيف تردّ على من حولها، فعلى قدر ما قد يكون الناس جيدين معها، على قدر ما هي تهاجمهم، ولكن كل ذلك نابع من أحداث حزينةوأليمة حصلت معها سابقاً سنكتشفها تباعاً في المسلسل.

ما هي الرسالة التي تريدون إيصالها من خلال شخصية "دلع" وتفاصيل حياتها في المسلسل؟
كل شخص يمرّ بأمور صعبة، قد لا تعرف الناس بها، فلا أحد يعرف ماذا بداخل كل شخص، فالكل اليوم يقول أن "دلع" "سئيلة" و"جفصة" غير مهذبة، ولكن لا أحد يعرف كيف كانت تعيش وما حصل معها، حتى أصبحت هكذا، فمن هنا على الناس أن يعرفوا الشخص الذي هو أمامهم كيف يعيش، ومن ثمّ يحكمون عليه.
فمع مرور الحلقات، سيكتشف المشاهدون ماذا حصل مع "دلع"، التي ستبقى كما هي لأنها تعودت على القساوة في حياتها، إلى أن أصبحت قاسية و"بلا تهذيب".

بالرغم من صغر سنك، ومسيرتك التمثيلية الصغيرة إلى الآن، لكنك حققت نجاحات كبيرة، منها حصولك على جائزة أفضل ممثلة شابة في مهرجان "لوكارنو" في سويسرا، ما هي المسؤولية التي يحمّلك إياها هذا النجاح؟
مسؤولية كبيرة تجاه أحلامي، لأن حلمي كبير جداً في هذا المجال، وأنا شخص مؤمن جداً، وأؤمن بأن الآتي أجمل.

على أي أساس تختارين أدوارك اليوم، خصوصاً بعد نجاحك؟
أختار الدور الذي لم ألعبه سابقاً ولا يشبهني، إضافة إلى كون المخرجة قوية، خاصة أنني أدركت بأن المخرج يمكنه أن يساعد الممثل كثيراً ويركّب له الشخصية، وكذلك بالنسبة للممثلين الذين أشاركهم العمل، أي أني أستطيع أن أتعلم منهم.

تجدين نفسك أكثر في الإخراج أم التمثيل؟
حالياً أكمل دراساتي العليا في الإخراج، وأحب الإخراج والتمثيل معاً، ولكن أعلم أن الإخراج يحتاج للكثير من الخبرة كي أصل وأصبح مخرجة، واليوم لدي فرصة لأن أمثل، والتمثيل بدوره يزيد من خبرتي في الإخراج على الأرض وفي موقع التصوير.

من مثلك الأعلى في الإخراج لبنانياً؟
أكيد نادين لبكي، فجميعنا نتمثل بها ونتمنى أن نصبح مثلها، خاصة أنها هي أيضاً ممثلة ومخرجة في الوقت نفسه.

هل تفكرين في إخراج الكليبات، إن كانت لك فرصة؟
أنا اليوم أخرج أكثر الأفلام قصيرة أو الدعايات، ولكن إخراج الكليبات يكون بحسب من هو الفنان والأغنية.

من مثلك الأعلى كممثلة وممثل لبناني؟
كممثلة زينة مكي، لأنني أحبها كثيراً ومثلت معها أكثر من مشهد، وأنا متعلقة بها منذ مسلسل "طريق"، إذ شعرت إلى أي حدّ هي عملت على نفسها، ودائماً تقدم شخصيات جديدة.

ربما لأنكما قريبتان من بعض في العمر؟
طبعاً هذا الأمر لعب دوراً كبيراً، وكان من الممكن أن أقول لك الممثلة ليليان نمري، فهي أكيد مثل كبير جداً لي.

كممثل؟
الممثلان عمار شلق ويوسف الخال.

شهرتك التي تخطت لبنان، هل فتحت لك فرصاً أكثر وعروضاً تمثيلية غير محلية؟
طبعاً أصبح لدي الكثير من المعارف، وهو أمر مهم في مجالنا أي أن يكون لديك معارف من مخرجين ومنتجين، وهناك حديث عن فيلم سيتم تصويره بين سويسرا وفرنسا، ومنذ حوالى العام بدأنا الحديث به ولكن لم نوقّع العقود بعد.

كيف هي علاقتك بالسوشيال ميديا؟
أنا لا أحب كثيراً السوشيال ميديا، ولكن اليوم للأسف هي تلعب دوراً كبيراً في تحديد نجومية الشخص إلى حدّ معيّن، وذلك من خلال عدد متابعيه، فهذا الأمر يشجع شركات الإنتاج على التعامل معه.
أنا أحب أن أتفاعل مع الناس، وخاصة لمعرفة تعليقاتهم على أدواري وأعمالي، ولكن من المؤسف والمزعج أن ترى بعض الناس تأخذك فقط على قدر ما لديك من عدد متابعين.