هو شاعر موهوب وواقعي، يبحث عن كلمته بين الشعب، ينظر حوله فيترجمها بأغنية، ينتقد ويتجرأ على دخول مواضيع جديدة وتقديمها بطريقة مبتكرة تحاكي هذا الجيل.


هو ليس فقط جريئاً بل ثائر على ما يحصل في لبنان. وفي هذا اللقاء يتحدث الشاعر اللبناني فارس إسكندر عن الثورة والأغنيات التي قدمها ورأيه ببعض الأعمال.

ما هو جديدك؟
الوطن هو جديدنا وقديمنا وحاضرنا.

ما رأيك بما حصل في الفترة الماضية في لبنان هل تعتبر أنها أزمة أو ثورة؟
الذي نعيشه حالياً أصنفه في خانة "الوقاحة" التي لم تحصل في أي بلد، إنه قلة عناية واستهتار تجاه الشعب. أفهم أن الانسان يقول أحياناً "لدي مصدر رزقي"، وهنا أقول للسياسيين "إعتبروا أن لبنان هو مصدر رزقكم الذي تعيشون من خلاله، فعلى الأقل أعطوه لكي يبقى على قيد الحياة.
لطالما كان اللبناني قدوة بكل شيء، وأنتم حالياً تحاولون تحطيمنا نفسياً حتى أن المغتربين دمرتوهم.

هل أنت متفائل؟
لا حياة مع اليأس، إذا استسلمنا نموت، وأنا مجبر أن أعطي طاقة إيجابية لأهلي وأخواتي، إذا نحن كشباب إنهرنا ماذا نترك للناس؟

هل تعتقد أنه لدينا مستقبل في لبنان بعد؟
أي شعب في العالم وأي بلد يكون أمله الشباب وليس "العجزة" الذين يحكموننا، إذا لم نؤمن ونكافح ونتعب سنصبح ككل الشعوب المهاجرة. لدينا بلد فيه ثروات كثيرة فلماذا سنتغرّب.

هل أنت ضد الكل أو لديك بعض الإستثناءات؟
ليس لدي إستثناء لأي شخص، طالما أن كل شخص منهم يقول إن هناك فساداً يعني أن كلهم معنيون، من المراجع الدينية وغيرها، الكل يقول إن البلد مسروق ومنهوب .

هل تفكر بالهجرة كي تستغل موهبتك في الخارج؟
لا لن أهاجر "فشروا"، لن أتركهم يسرحون ويمرحون في بلدي.

هل أنتَ مع الثورة السلمية أو العنيفة؟
أنا مع الثورة السلمية لأبعد حدود، لكن إذا كانت ستُترك وتُعامل بإزدراء أصبح مع التحركات الموجعة. المصارف ذلّت الناس كلهم من دون استثناء، أنا مع تخريب المصارف الذي حصل، فلنجعلهم يشعرون بما شعرنا به. لكني ضد أذية قوى الأمن وركوب الموجة العشوائية. المكان الذي يجب أن يكسّر هو المؤسسة التي تذلّنا.

أغنية "من أين لك هذا" عادت ونجحت من جديد بعد الثورة..
هذه الأغنية استنكرتها المصارف، وانفضحوا بعد أن كانوا "يبيّضون" صورتهم. سبقنا الكثير من الأشخاص بهذه الأغنية. أنا لا أعيش في عالم ثانٍ ولا أجلس على تلة أمام غروب الشمس وأؤلف الأغاني، أنا واقعي وإبن المجتمع وإبن لحظتي وأنظر إلى هموم أولاد جيلي. يجب أن تراقب الذي يحصل حولك.

هل ستقدم أغنية للثورة؟
للصراحة لا يوجد أي فنان تمكّن من الغناء للثورة، والأغاني التي تغنى في لبنان "حكي فاضي" أي لا أثر قوي لها.

إليسا غنت "عم ثور"..
"على راسي" إنها مبادرة كريمة وشاركت في الثورة وأحترم ما قامت به.
ولكن قصدي أني أحب الأغنية الواضحة، والتي تضع فيها النقاط على الحروف، وليست الأغنية الشاملة والرمادية، قولوا ماذا تريدون بالأغنيات، بعض الفنانين ينتظرون ما إذا كانت الثورة ستفوز أو لا، كي يحددوا موقفهم منها.

هل أحببت أغنية إليسا؟
نعم أحببتها كأغنية وكلمات ولحن. ولكن نريد أغنية هادفة لشيء معين، مثلاً جوليا حين غنت "نحنا الثورة والغضب"، لم نتمكن من تفسيرها إلى غير ناحية أبداً، فالموقف منها واضح، بغض النظر عن موقفها الآن منالثورة ومن يكون زوجها.
ولكن لم نسمع أغنية واضحة مثل الخطابات السياسية، فأنا أكره الشمولية وأحب التحديد .

راغب علامة غنى "طار البلد"..
نعم هذه أغنية واضحة ورائعة ولكن ماذا فعلوا لراغب، فلقد دخل بمواقف صعبة.

أعطني فكرة اغنية لكي نطرحها على فنان معين..
لدي عدة أفكار. مثلاً أغنية ضد المصارف التي هي أكبر همومنا، لكن من سيغنيها؟ هل سنجد من يغنيها؟ لا. يقولون قلبي معكم و"حكي فاضي" من دون أثر قوي.
محمد اسكندر قدم من "أين لك هذا" وانتُقد عليها ولم يكن هناك ثورة على الارض. وذهبنا إلى المخافر بسببها. ثم تبنوها في الثورة. أوجه تحية لكل فنان شارك في المظاهرات والناس تعرفهم، ولكن أنا اتحدث عن الفنانين المغنين أين هم؟

على سبيل المثال، هل كان رأي نجوى كرم شمولياً برأيك؟
طبعا. كل الفنانين لديهم علاقات بالسياسيين ويجتمعون معهم وهناك زيارات في ما بينهم.

محمد إسكندر ليست لديه علاقات بالسياسيين؟
طبعاً فهم يفرضون علينا الوساطات في بعض الأحيان، ويفرضون علينا أن نبني علاقات مع السياسيين .

هل تحضر أغنيات معينة حالياً؟
نعم مع معين شريف وحسام جنيد ومع "بو فارس" أغنية رائعة "بتاخد العقل"، وأيضاً مع فارس كرم وملحم زين. ولكن كلنا ننتظر الوضع الحالي في لبنان.

مرت عشر سنوات على تقديم "عبالي حبيبي" مع الفنانة إليسا، ألا تنوي تكرار هذا النجاح؟
من لا يحب تكرار النجاح، وأتمنى أن يتكرر مرة ومرتين و10 مرات، أنا لست شخصاً حقوداً، ولا يدوم "زعلي" لسنوات طويلة، ولا أقوم إلا بردة فعل على فعل معين. بالنتيجة الحياة تتغير والظروف تتغير.

هل تشعر أنك قدمت مع الفنانة مايا دياب النجاح الذي تتوقعه؟
لا تنسى أن الظروف التي قدمنا فيها أغنية مايا صعبة، وغير ظروف "عبالي حبيبي".

كلمة أخيرة..
أقول للناس وللشعب اللبناني "لا تجعلوا السياسيين يوجهوننا لما كنا نعيشه لسنوات"، وأنا متفائل بأن الجيل الجديد سينسى ما حصل بين زعمائه بالسنوات الماضية، وسيصبح أكثر وعياً.