بولين حداد ممثلة لبنانية جمعت بين الدراما، السينما، والمسرح الذي يعتبر شغفها الأساسي فلقد عملت فيه ولا زالت كمخرجة ومؤلفة وممثلة.

خلال السنوات الأربع الماضية، شاركت في أهم الأعمال الدرامية المشتركة، كما في "نص يوم"، "الهيبة-الحصاد" و"الكاتب"، إضافة إلى المسلسل اللبناني الذي حقق نجاحاً كبيراً "حنين الدم".

واليوم تستعد بولين لدور جديد في رمضان المقبل، أخبرتنا عن بعض تفاصيله في هذه المقابلة التي أجريناها معها، إضافة للكثير من المواضيع التي تناولناها بالحديث.

بدايةً أخبرينا عن أعمالك الجديدة.

أشارك في مسلسل "مرايا الروح" من كتابة فتح الله عمر وإخراج محمد وقاف، أؤدي فيه دور بطولة رئيسي، وهو زوجة للممثل اللبناني مازن معضم، والعمل ككل يتناول موضوعاً جديداً، وتحديداً السوشيال ميديا وتأثيرها على المجتمعات والعائلة، وأنا أكون في العمل إمرأة "عاقر"، وما يرافق هذه الظروف من معاناة.

وهناك مسلسل "غربة" إنتهيت من تصويره سابقاً، ومن المفترض أن يعرض قريباً، إخراج ليليان بستاني، ويتناول حقبة الستينيات وتشارك فيه مجموعة كبيرة من الممثلين بينهم فرح بيطار، كارلوس عازار وسام حنا وغيرهم.

بين هذين العملين، "مرايا الروح" المعاصر بنوعيته وقصته، و"غربة" الذي ينتمي لنوعية الأعمال التاريخية، أين تجدين نفسك أكثر؟

صراحةً، الدور هو الذي ينادي الممثل، ولكن بشكل عام أنا أحب المسلسلات التاريخية.

تركيزك وظهورك أكثر هو من خلال الدراما حالياً، ماذا في ما خصّ المسرح والإخراج المسرحي تحديداً؟

الإخراج عمل دائم، كوني أنا أيضاً أستاذة مسرح، وكل عام يكون لدي أكثر من مسرحية كإخراج.

أما كتمثيل، فآخر مسرحية شاركت بها كانت "مغامرات فيكتوريا" مع الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات وإخراج جيرار أفيديسيان.

إضافة لمسرحية "النجم العربي الصغير" التي قمت بإخراجها، وهي كانت دعماً للغة العربية الفصحى.

أين تجدين نفسك أكثر في الدراما على الشاشة الصغيرة أو في المسرح؟

كل ممثل يرى نفسه في المسرح أكثر، كون التواصل هو مباشر مع الجمهور، أما الدراما فهي عملية إكتشاف أكثر للممثل، لناحية الجمهور الذي يتعرف عليه أكثر من حيث الشهرة.

وكذلك، بالنسبة لي، في الدراما هناك تحدٍ أكثر كوني أمثّل أمام الكاميرا، أما في المسرح فأنا خلف الكواليس كوني مخرجة.

من يستهوي بولين حداد كمسرح لبناني؟

هناك كثر، مثلاً لينا أبيض وعصام بو خالد.

المسرح اللبناني اليوم حاصل على حقه؟

مؤخراً خلال السنتين الماضيتين، تفاجأنا بإقبال كبير على المسرح، وهذا ما لمسناه تحديداً نحن أثناء عرض مسرحية "مغامرات فيكتوريا" منذ حوالى السنة، إذ بقيت العروض لحوالى الـ7 أشهر وهو أمر جيد، فنعم عادت الحركة إلى المسرح.

خلال السنوات الماضية وإلى اليوم، كانت لديك مشاركات في عدد من المسلسلات العربية المشتركة المهمة، كما في "الكاتب"، "الهيبة" و"نص يوم".

يمكن القول أنني من أوائل الممثلين الذين شاركوا في الأعمال العربية المشتركة، وكان ذلك في مسلسل "بيت النور"، الذي تم تصويره في دبي، ويجمع ممثلين من لبنان وكل البلاد العربية، وهو لم يأخذ حقه حينها ربما بسبب غياب الإعلام والإعلان، وعرض فقط على قناة دبي.

فاليوم يلعب الإعلام دوراً كبيراً في إنتشار الأعمال العربية المشتركة، ويعطيها حقها أكثر.

هل يزعجك عدم حصولك على دور البطولة المطلقة، خاصة في الأعمال التي تحدثنا عنها سابقاً، وطبعاً نظراً لمسيرتك وخبرتك الكبيرة؟

طبعاً كل ممثل يطمح أن يأخذ دور البطولة المطلقة، ولكن في الوقت نفسه لا يهمني كثيراً هذا الموضوع، بل يهمني أكثر الدور، وتحديداً أن يكون له خط درامي.

وأيضاً وتحديداً في الأعمال العربية المشتركة، تشعر أنه لم تعد قصة البطل فقط، بل قصص من هم حوله أيضاً، والتي تلفت نظر المشاهدين كذلك.

بعد مشاركتك في "الهيبة" مع الممثل تيم حسن والممثلة سيرين عبد النور، ومسلسل "نص يوم" مع الممثل تيم حسن والممثلة نادين نسيب نجيم، برأيك ثنائية تيم حسن مع من كانت أنجح وأثرت بك أكثر؟

الناس ليست بحاجة إلى شهادتي، ولكن بشهادة كل الناس، الثنائيتان كانتا ناجحتين وتركتا بصمة كبيرة لدى الجمهور، وأنا أساساً ضدّ أن تأخذ فكرة النجاح عن ثنائية واحدة، ففي العملين كانت الشخصية مناسبة للممثل ونجحا سويةً.

وسيرين كانت لي الفرصة أن أتقرب منها أكثر وأتعرف عليها جيداً، كوني عملت معها في مسلسل "لعبة الموت"، فهي ممثلة "لذيذة"، أما نادين فلم تكن هناك مشاهد في "نص يوم" تجمعنا كثيراً، بل أكثر مشاهدي كانت مع تيم ولهذا لا يمكنني أن أحكم، ولكن بحسب ما رأينا فإن الثنائيتين كانتا ناجحتين.

من برأيك اليوم هو نجم التمثيل على الساحة اللبنانية؟

هناك كثُر، ولكن أهمهم اليوم الممثل باسم مغنية الذي أبدع في رمضان الماضي وكان نجم الموسم، كذلك هناك الممثلون مثل بديع أبو شقرا، طلال الجردي، عمار شلق، واليوم أيضاً "يللي ضارب ضربتوا" هو الممثل نيكولا معوض، ليس فقط لبنانياً، بل عربياً وفي مصر تحديداً، وعالمياً أيضاً في هوليوود، وهو ما يُرفع الرأس به.

إنطلاقاً من هذا الحديث، وتحديداً تحقيق الممثل نيكولا معوض لهذا النجاح لبنانياً وفي الخارج، هل توافقين ام لا الحديث الذي يقول إن الممثل اللبناني لا يأخذ فرصته؟ أو أن ممثلين غير اللبنانيين يأخذون من دربه؟

هذه المشكلة نراها قليلاً في الأعمال العربية المشتركة، وتحديداً في الثنائيات التي دائماً ما تكون ممثلاً سورياً أو مصرياً مع ممثلة لبنانية، ولهذا تعرض هذا الموضوع للنقد، ولكن في غير أعمال الممثل اللبناني يأخذ حقه، وهو مطلوب عربياً، إن كان في الأعمال الخليجية أو المصرية.

هل هناك من إسم ممثلة لبنانية تقولين لها "الشاشة اشتاقتلك"؟

ليس هناك من إسم معيّن في بالي الآن، ولكن مثلاً سُعدنا جداً بعودة الممثلتين اللتين نفتخر بهما، جوليا قصار وعايدة صبرا في رمضان الماضي بمسلسل "إنتي مين".

كيف هي علاقتك بالسينما؟

أيضاً أحبها كثيراً، ولها جمهور معيّن، والممثل يستمتع بها، خاصةً أن فيها شيئاً من العمل المسرحي، كونها تختلف عن الدراما لناحية قلة إعادة المشهد وما إلى هنالك، إضافة إلى أنه في السينما يتم نقل الإحساس في المشهد كما هو، وليس كما يتمّ في الدراما من تقطيع له.

منذ فترة رزقت بطفلك الأول، ماذا تغيّر بحياتك؟

طبعاً، إنه شعور مختلف، شعور بالتعلّق، وهذا الأمر يعطيك أيضاً طاقة أكثر، وتصبح نظرتك للحياة مختلفة، إذ انك تصبح تعرف قيمة الأمور الفعلية.

هل تفكرين يوماً ما بترك المجال الفني من أجل عائلتك؟

كلا أبداً، بل بالعكس أستطيع أن أطور نفسي وأعمال أكثر في هذا المجال من أجل عائلتي، ولا أعتقد أنني أستطيع أن في مجال آخر.

أنت داعمة للثورة اللبنانية ومشاركة بها سواءً على الأرض أو عبر صفحاتك على مواقع التواصل الإجتماعي، ما هو رأيك اليوم بهذه الثورة بعد أكثر من 100 يوم على إنطلاقتها؟

طبعاً، أحياناً تشعر بخيبة الأمل، كون مطالبنا لم تتحقق بعد، ولكن في الوقت نفسه يبقى الامل، لأنها المرة الأولى التي ترى فيها أناساً من كل الطوائف والمذاهب والتنوع الإجتماعي واقفين سويةً من أجل بلدهم.

برأيك إلى أي حد مهم دوركم انتم كفنانين في هكذا أحداث؟

الفنان أولاً هو صورة المجتمع، وهو شخص يتأثر كثيراً ويأثر في الوقت نفسه في من يحبّه أو يتابعه، وهو بحاجة لمن يوصل صوته عبر الإعلام، وهو الدور الذي يقوم به الفنان.

هل شعرتِ بالخوف من أن يتأثر بعض من جمهورك بدعمك للثورة؟ وهل تعرضتِ لإنتقادات؟

كلا لم أتعرض لإنتقادات، كما تعرض غيري من الزملاء، كوني لم أقارب الموضوع من الناحية السياسية، فلم أهاجم أو أنتقد أحداً معيّناً من السياسيين، بل قاربت الموضوع من الناحية الإجتماعية والإنسانية والحياتية.