عُرفت بتقديمها للشخصيات الصعبة والمركبة، وخلال مشوار فني ممتد لم تركّز الممثلة المصريةسهير المرشديعلى أن تنفرد ببطولة العمل، بقدر ما كانت تسعى لإنتقاء الشخصيات التي قدمتها، فهي "ساكنة بيه" في "بوابة الحلواني" و"المعلمة سماسم" في "ليالي الحلمية" و"عدولة" في "أرابيسك".

. شخصيات تركت بصمة في تاريخ الدراما المصرية، كما كانت لها أيضاً مشاركات سينمائية ومسرحية هامة.

والدها رفض دخولها الوسط الفني
في 21 آذار/مارس عام 1946 ولدت سهير المرشدي بك منتصر، في قرية خرسيت بمدينة طنطا في محافظة الغربية، وإنتقلت مع أسرتها إلى مدينة القاهرة، وعاشت في حي الحلمية.
وأثناء دراستها الثانوية اكتشفتها ناظرة المدرسة، وقدمت لها دوراً في مسرحية "الأميرة العمياء"، وحصلت على شهادة تقدير وقتها، وبعد إنتهاء الدراسة الثانوية قررت سهير المرشدي أن تكمل دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية، وفي البداية إعترض والدها على دخولها المجال الفني، لكن عمها شجعها على الأمر وأقنع والدها أيضاً، والذي قام لاحقاً بشراء جهاز تلفزيون لكي يشاهد أعمالها.
وقد كانت سهير المرشدي تشعر دائماً بالمسؤولية، لكن بداية الألم والنضج كانت في عام 1973 حين قتل شقيقها في الحرب.

بطولات قليلة وأدوار مميزة
بدأت سهير المرشدي مشوارها الفني في الستينيات، لكنها كانت تقدم أدواراً صغيرة، فلقد شاركت عام 1965 في فيلم "المشاغب وصبيان وبنات"، وقدمت أيضاً "القاهرة 30 وشنطة حمزة والخروج من الجنة والزوجة الثانية والسيد البلطي والبوسطجي وجزيرة العشاق والحرامي ومجرم تحت الإختبار وسارق المحفظة والناس اللي جوه وهروب وبلا رحمة وطريق الانتقام"، وفي عام 1972 كانت أول بطولة مطلقة تحصل عليها من خلال فيلم "حكاية بنت اسمها مرمر" وشارك في البطولة أمامها محمود ياسين، ولكنها عادت لتشارك بأدوار لأعمال جماعية وبطولات مشتركة، فقدمت أيضاً "يا رب توبة" ومع المخرج يوسف شاهين فيلم "عودة الإبن الضال وحكمتك يارب والتلاقي"، وعادت للبطولة مرة أخرى في فيلم "بنت غير كل البنات وكدابين الزفة واحتيال ورغبة متوحشة والعشق والدم".

شخصيات لا تنسى في الدراما التلفزيونية
قدّمت سهير المرشدي العديد من الشخصيات الهامة في الدراما التلفزيونية، مثل شخصية "عدولة" في مسلسل "حسن أرابيسك"، وشخصية "ساكنة بيه" في "بوابة الحلواني"، وأيضاً شخصية "المعلمة سماسم" في مسلسل "ليالي الحلمية"، فعلى الرغم من أنها لم تكن البطلة الأولى لهذه الأعمال لكنها إستطاعت بتجسيدها للشخصيات هذه أن تحقق البطولة. ومن مسلسلاتها أيضاً "جواري بلا قيود وقصة مدينة ولا أحد ينام في الاسكندرية والمرسى والأرض وطايع".
وفي المسرح، قدّمت سهير المرشدي العديد من المسرحيات، منها "مصر فوق كل المحن وسوناتا الحب والموت واليهودي التائه والمشخصاتية وليالي الحصاد ورقصة سالومي الأخيرة وزقاق المدق وحدث في أكتوبر ومراتي حنان والظلال وايزيس".

محمد عبد الوهاب أشاد بصوتها
أشاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بصوت سهير المرشدي، وقال إنها تجيد الغناء ولو إحترفته ستكون علامة فارقة، وهو ما أسعدها كثيراً، وقالت: "حين يشهد الأستاذ، على التلميذ أن يفرح".

خلاف تسبب في قصة حب بينها وبين كرم مطاوع والطلاق لزواجه بإعلامية
لم تعشسهير المرشديكثيراً من قصص الحب فكانت القصة الأولى مع إبن الجيران، كما تعتبر قصة الحب التي جمعت بين سهير المرشدي والممثل كرم مطاوع من أشهر قصص الحب في الوسط الفني، وبدأت في معهد الفنون المسرحية وكان كرم مطاوع أستاذها ولم تكن تحضر محاضراته، لأنها كانت على خلاف معه بسبب إصراره على أن تحضر، وكانت هي مشغولة بالأعمال التي تصورها فكان يعاملها بشدة دائماً. لكنها فوجئت في ما بعد بأنه مخرج المسرحيات التي تحبها، فتعرفت عليه في عرض مسرحي كانت بطلته سناء جميل، وشعرا وقتها بالحب وتزوجا بعدها. على الرغم من تعدد علاقات كرم النسائية، لكن زواجه منسهير المرشديكان الأطول، فقد تزوجا عشرين عاماً وأنجبت منه إبنتها حنان مطاوع، والتي عملت في مجال الفن أيضاً.
وبعد عشرين عاماً إنفصلا، بعد أن إكتشفت زواجه من الإعلامية ماجدة عاصم، فقررت طلب الطلاق.
وإعتبرت سهير المرشدي أن الإنفصال كان رحمة، لتعتاد الرحيل فعلاقتها بكرم مطاوع كانت درامية، ولو توفي وهو معها لماتت هي ووالدتها وإبنتها.

تعرضت لأزمة بعد ترؤسها لمهرجان شرم الشيخ
في عام 2017 ترأست سهير المرشدي مهرجان شرم الشيخ الأفرو أسيوي، إلا أن الدورة لم تمر مرور الكرام، إذ فوجئ ضيوف المهرجان بمطالبتهم بدفع مبالغ مالية نظير إقامتهم، وعلقت سهير المرشدي على الأمر بأن السبب فيه هو الشركة المنظمة، وعادت لتؤكد بأنها تشرّفت برئاسة المهرجان، وقد تعرض للعديد من الأزمات وبأنه لم يطلب منها مساندة المهرجان مادياً.