شوّقت الفنانة لطيفة التونسية المعروفة بنشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي متابعيها وجمهورها لألبومها الجديد، فاختارت في البداية أن تنشر صوراً لها مع بعض الملحنين، وأخرى تظهرها في الاستوديو وهي تتحضر لتسجيل الأغنيات، وكذلك عبر طرحها صورة غلاف الألبوم، حتى أنها إستفتت جمهورها حول رأيهم بموعد طرحه، كما أنها أعلنت أنها نوّعت في الألبوم في التعاونات مع الملحنين والشعراء والموزعين لتطرح أغنيات تناسب كل الأذواق والأجيال.


وخيراً فعلت، فلقد اختارت أسماء بارزة مثل الموسيقار طلال وهو أول تعاون لها معه، وكذلك الشاعر أيمن بهجت قمر. وغنت قصيدة لـ نزار قباني "أخبروني"، كما أن أغنياتها الـ 14 من المتوقع أن تختلف في مواضيعها، ولكن سيغلب كما يبدو عليها أجواء الفرح بعيداً عن الشجن.


لكن الصدمة كانت ربما، وخصوصاً لفئة من المستمعين وذواقة الفن، هو مطلع أغنيتها "في الأحلام" من كلمات وألحان وتوزيع إسلام صبري التي طرحتها بعد قصيدة "أخبروني"، وهنا لا ننتقد الأسلوب العصري للكلمات واللحن الذي جاء شبابياً وكلماتها الخفيفة ولحنها الفرح فهي بمجملها "لذيذة"، لكن أن يبدأ مطلع الأغنية بجملة ركيكة وكلمة "حمّام" في سياقها والتي جاءت نافرة وأشعرتنا بالذهول، إذ لم نشهد لأية فنانة خصوصاً في قيمة ومسيرة لطيفة وشهرتها أن أدخلت هكذا تعابير على أغنية.
وإذا كانت تقصد من الأمر التجديد، وأن تطال شريحة الشباب التي تستمع إلى حمو بيكا وحسن شاكوش وغيرهم من فناني الاستعراض لتزيد من جمهورها، إلا أنها أخطأت هنا، ولم تصب الهدف أقله بالنسبة لمن هو مهتم بالفن.

وهي وإن ردت على موجة الجدل التي أثارتها الأغنية في إحدى مقابلاتها بالقول إنها مرت بهذه التجربة من قبل وإنها وجدتها خفيفة، على الرغم من أن كاتب وملحن وموزع الأغنية إسلام لفت نظرها إلى استعماله كلمة الحمام إلا أنها أصرت عليها، لكن كان يمكننا أن نتخيل أن يكون حبيبها في الأغنية انفرد بنفسه في الحمام ليتواصل مع عشيقته على مواقع التواصل، فنحن ممكن أن نتقبل أن تقول لطيفة في الأغنية: "بتبص لدي ولدي وتشات قبل ما بتنام وكمان تليفونك واخدو معاك في الحمام"، و لكن أن يتم تصوير لقطة الحمام في الكليب حيث يبدو الحبيب جالساً على مرحاض وهو يقضي حاجته ويظهر فخذاه، وهو ممسك بهاتفه ويرسل "إيموجي" على شكل قلب لحبيبته، هنا أحسسنا بالقرف والاشمئزاز، فلو كان مثلاً واقفاً مواجهاً لمرآة الحمام والمغسلة أو في حوض الاستحمام لكان مقبولاً، وهنا يقع اللوم أولاً وأخيراً على لطيفة، فهذه سقطة منها ولا يجب أن تكررها كي تحافظ على صورتها، لأن ركوب موجة الفن الهابط لتصل إلى فئة الشباب قد يأتي بنتيجة معاكسة، ويا ليتها طلبت من الذي عمل على الأغنية أن يغير كلمة حمام، وإذا لم يفعل، أن لا يظهر مشهداً كهذا في الكليب.