سعد الدين بقدونس المسرحي المخضرم، رائد من الرواد الأوائل وأول الممثلين بعد الاستقلال، ممثل كوميدي من الطراز الأول خطّ الحركة الفنية في سوريا، وشكل المعادلة الصعبة بالجمع بين القديم والحديث، وكان منفتحاً ومميزاً.


ولد سعد الدين بقدونس في حي الصالحية الدمشقي في 20 نيسان/أبريل عام 1924، وتوفي في 19 شباط/فبراير عام 2005، ولُقّب بشيخ الفنانين السوريين.
بذل الغالي والرخيص من أجل أن يؤسس مسرحاً جاداً ينهض بالمجتمع ولم يصل إلى حلمه، كان مؤمناً بأن أي تفاعل حضاري سيرتقي بالذائقة الثقافية، ويشعل حراكاً وحواراً يرسم بعض تشكيلات اللوحة الاجتماعية السورية، برغم أن المرحلة كانت من أشد فترات المسرح السوري قسوة، تجاه الرفض الإجتماعي للفن بمفهومه الأوسع.

إخلاصه للمسرح
من دمشق وفي نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، بدأ سعد الدين بقدونس حياته في مسرح الأندية الفنية التي كانت منتشرة في سوريا، إلى أن أسس فرقة مسرحية باسمه، وساهم في تأسيس المسرح العسكري، وجمعية المسرح الحر.
كان إنساناً بسيطاً وعفوياً ذهب بالمسرح إلى أقاصي سوريا ولم يعرف اليأس، ولعب في حياته أدواراً متباينة بين المسرح والتلفزيون والسينما، ولم يمنعه التقدم بالسن من أن يكون من أبرز الوجوه المألوفة في العروض المسرحية.
بقي سعد الدين بقدونس مخلصاً للمسرح حتى أيامه الأخيرة، كنا نراه قادماً متكئاً على عكازه مبتسماً، وكان يقول "هذه مملكتي ولا يمكن أن أتركها"، والمفارقة أن نتاج هذا الفنان الذي عمل على مدار أكثر من ستين عاماً، لم يوثّق كذاكرة ثقافية وفنية، ولم يتم تكريمه كما يجب.

مهّد لظهور الشخصيات الشعبية اللبنانية
عمل سعد الدين بقدونس على خشبة المسرح منذ عام 1940، واستمر يعمل في المسرح لمدة تزيد عن الستين عاماً، وقد أسس مع عدد من الفنانين حركة مسرحية ناهضة، وأخرج عدداً من الأعمال الفنية، وعمل في القاهرة ولبنان مع عدد من الفرق المسرحية.
غادر إلى لبنان عام 1963، وقد عمل في القناة السابعة في تلفزيون لبنان، لمدة خمسة أعوام، تخللها تأسيسه للمسرح الشعبي هناك، وقدم فيه العديد من المسرحيات التي مهد فيها لظهور الشخصيات الشعبية اللبنانية المعروفة.
كما عمل سعد الدين بقدونس في التلفزيون والسينما وحتى في الإذاعة، وشارك في عدد من التمثيليات الإذاعية.
من أعماله التلفزيونية "عائلة أبو الخير، الحلاق والكنز، أحلام زائفة، يوميات مرحة، يوميات ضاحكة، عيلة 5 نجوم، ياسين تورز، خفايا الليل، طرائف العرب، المرحون، الأخوة، دنيا، أهل وحبايب، سباق للزواج، ألو جميل ألو هنا، أبيض، يوميات مدير عام، خبز وملح، حكايا من ظرفاء ولكن".
ومن أفلامه: "نزوات إمرأة، إمرأة لا تبيع الحب، نور وظلام، مقلب حب، المخدوعون، المصيدة، الابتسامة، إمرأة في الهاوية، بلاد العجائب، الحسناء والمارد، وكان مساء".
من مسرحياته ممثلاً ومخرجاً: "مخلب القطة، جذور الحب، الأيدي الناعمة، طبيباً رغم أنفه، الحب الكبير، صرخة الجزائر".

معلومات قد لا تعرفونها عن سعد الدين بقدونس
تزوّج من الفنانة كلير التي عملت معه في المسرح، ولديه منها إبنتان، إبنته الفنانة ليلى دخلت مجال الفن.
أدخل سعد الدين بقدونس فن المسرح إلى كل منطقة وقرية قبل تأسيس وزارة الثقافة.
ساهم في إكتشاف وتشجيع العديد من النجوم والفنانين في سوريا.
شارك سعد الدين بقدونس ببرنامج قصص للأطفال "كان يا ما كان" ولا زال في ذاكرتنا.
رحل سعد الدين بقدونس وترك بصمة في قلب محبيه وجمهوره، ورحل وهو عاتباً على الجهات الرسمية لأنه لم ينل التكريم الذي يستحقه، على الرغم مما قدم خلال سنوات عمره الفني.