داليدا خليل المتجددة دائماً في أدوارها، تحدّت في مسلسل سر ووظفت حواسها الخمسة في خدمة الدور، والحاسة السادسة التي دفعتها للمغامرة الى أقصى حدّ.

غيّرت شكلها، بدّلت نظراتها واستعانت بلوكين مختلفين كشفت من خلالهما تبدّل شخصية "تالين" الصبية البسيطة إلى إمرأة محنّكة، وقد أخفقت يوماً في الذهاب إلى عمل والدها في شركة "عامر بدران" (بسام كوسا) الذي أعجب بها وطلب الزواج منها، وحين رفضت عرضه، لفّق لوالدها تهمة الإختلاس للضغط عليها. فما كان بيدها سوى القبول بشرطه لإنقاذ والدها، فمات متأثراً بدمار مسيرته المهنية بسبب شائعة اختلاسه، ولأن ابنته دمرت سعادتها وقبلت الزواج من شخص لا تحبه.
"تالين" لم تنسَ، ظلّ الحقد في داخلها، عاشت مع رجل وفّر لها كل شيء وتحملته بمساوئه وقساوته وإجرامه. الفلاش باك في المسلسل يظهر كيف استطاعت داليدا أن تتحول من فتاة بسيطة متواضعة الى إمرأة محنّكة تعرف الإحتيال والإغواء والتخطيط، حتى العدالة بدأت تنفد منها بعدما أغوت المحقق باسم مغنية واستمالته تماماً كما فعلت بإبن أخت زوجها "مهند" (وسام حنا)، وهو رجل ثريّ يشرب ويثمل وساذج وأرعن يتظاهر بالبراءة، يعشق الدولار والنساء. علاقة "تالين" بمهند السرية لافتة للأنظار، في البداية بدآ يخططان للتخلص من عامر بحبوب مسممة لتتسنى لهما المساحة لعلاقتهما الغرامية. لكن مع تطور الأحداث بدأت تتضح معالمها لتظهر الحقيقة أن كلا منهما استعمل الآخر من أجل غاية معيّنة، فالأولى للتخلص من زوجها والثاني للحصول على المال. لا شك في أن داليدا خليل ووسام حنا نجحا معاً في لعب الأدوار واستمتعا بالدور الى أبعد حدود، فأخرج كل واحد منهما الشرّ الذي فيه ووظفه في خدمة الشخصية.
لا بدّ من التوقف عند شخصية "تالين" التي تتميّز بإنفعلاتها وأحاسيسها وجرأتها وحركات عينيها، وحتى مشيتها وحديثها وصوتها عن كل ما سبق وجسدته داليدا خليل في السابق ضمن أعمالها الدرامية، فكانت الفرس الرابح في مسلسل "سرّ" ولا تزال تشوّق المشاهدين لمتابعة الحلقات المقبلة، لمعرفة ما تخبئه هذه الشخصية من مفاجآت غير متوقعة. داليدا خليل قاتلة في إغوائها، تخطيطها وتنفيذها.