داني بسترس راقصة لبنانية من الرائدات والمجددات في الرقص الشرقي، فلقد أدخلت عليه الرقص الغربي مثل الفلامنكو والرقص المعاصر.
وُلدت يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر عام 1959، وعائلتها من أبرز وأكبر العائلات البيروتية الأرستقراطية في بيروت، والتي سيطرت على الكثير من الجمعيات في العاصمة اللبنانية لفترة طويلة من الوقت، كما أن عائلة بسترس تملكُ العديد من العقارات ويعمل معظم أفرادها في المجال العقاري، وأصبحت في وقت لاحق سيدة أعمال وفنّانة وصاحبة أو مالكة أراضي في جميع أنحاء لبنان.
تحدت داني بسترس عائلتها وتقاليدها وكسرت كل القيود وقررت أن تحترف الرقص الشرقي والذي عارضه أهلها بشدة نظراً لمكانتهم الاجتماعية، ومن هنا بدأت أولى فصول رحلة الألم في حياتها التي أنهتها بطريقة مأساوية عبر الإنتحار، بعد أن عاشت صدمات كثيرة وعانت من اكتئاب على عكس ما كان يبدو عليها، فكان الناس يرونها مفعمة بالحياة ويظنون أنها سعيدة، أما هي فكانت تجهد في إخفاء أحزانها عن الناس وحين تعود إلى منزلها تبدأ رحلة العذاب.


نبذة

حققتداني بسترسشهرة كبيرة عقب عرض صورها المثيرة في مجلة بولفارد دو لا سيت (بالفرنسية: Boulevard de la Cite) في عام 1991. شاركت عام 1993 لأول مرة في مجال التمثيل، من خلال دورها الثانوي تقريبًا في مسرحية فرنسية بعنوان فقط دقيقة (بالفرنسية: Encore Une Munite).
قدمتداني بسترسالعديد من المسرحيات الناجحة، وعملت لـ 7 سنوات على مسرح LBC وقدمت مع الموسيقار ملحم بركات عدداً من الأعمال الناجحة، وأهمها مسرحية "ومشيت بطريقي"، وتقول الفنانة مي حريري عن الموضوع في مقابلة أجرتها مع موقع الفن: "لقد كنت مرشحة للقيام ببطولة مسرحية ومشيت بطريقي، إلى جانب بركات، إلا أنه وقتها قرر أن تكون بطلة العمل الراقصة الراحلة ​داني بسترس،​ بسبب تقارب العمر بين بركات وبسترس".

حياتها الشخصية

لم توفقداني بسترسفي حياتها الزوجية، فإنفصلت عن زوجها الأول الذي أنجبت منه جورج إبنها الوحيد، والذي كان مصدر سلواها الوحيدة، لكن شاء القدر أن تحرم من هذه السعادة، وأن يموت ابنها غرقاً في البحر وهو لا يزال في عمر الشباب، وبالكاد كان يبلغ الـ16 عاماً.
وفجعت داني بسترس بوفاة إبنها، ولم تستطع أن تتجاوز حزنها وألمها على فراقه، وكانت مجبرة أن تظهر للناس الوجه المبتسم في حين كانت تعتصر بداخلها من الحزن والوجع، فكانت محسودة على حياتها وشهرتها.

وكان لقصتها أبلغ الأثر في الفنانة اللبنانيةإليسا، التي أردات تجسيد قصة حياتها في فيديو كليب أغنية "عكس إللي شايفينها"، ونجحت في تقمص شخصيتها ونقل ما أحست به إلى محبيها فخلدت فيه ذكراها، وهي الفنانة المناصرة لقضايا المرأة ، لكنها لم تقم بالرقص في الكليب، كما أن المخرجة أنجي جمال أبدعت في كل تفاصيل العمل.
عاشت داني بسترس مع حبيبها الخليجي ناصر في منزلها بأدما لمدة سنة تقريباً، وكان يُسمع صراخهما إذ كانا يتشاجران بشكل مستمر، فكانت حياتهما غير مستقرة وخصوصاً في أيامها الأخيرة، وحتى أن جيرانها شهدوا أنها تقدمت ضده بمحضر للتعدي عليها وضربها بقسوة، وأثبتت ذلك بعد الفحص بإحدى المستشفيات ولكنها تنازلت عن المحضر، وقد تم تداول العديد من الشائعات نظراً للغموض الذي أحاط بحياة داني بسترس، وقد زعمت بعض الشائعات أنه كانت لديها نية للسفر إلى السعودية واعتتناق الدين الإسلامي وغيرها.

ملابسات إنتحارها

في أيامها الأخيرة، لم يكن ثمّة ما يوحي أنّ داني بسترس على وشك الرحيل، فقد أكّد جيرانها بعيد الحادث أنّهم كانوا يراقبونها يومياً وهي تتدرّب على الرقص أمام مرآة كبيرة في صالونها. كانت تتمرن لساعات من دون أن تقفل النوافذ، تلقي على جيرانها تحية ودودة وتنسى نفسها أمام مرآتها.
وفي 27 كانون الأول/ديسمبر عام 1998، توفيت داني بسترس برصاصة في الرأس اقتحمت الجمجمة، وبعد الفحص الميداني لموقع الجريمة، وُجد أن المسدس الحربي المستخدم في الحادث قد أخفته الخادمة في خزانتها بحجة عدم ضياعه وأظهرته للشرطة ولم يوجد عليه بصمات داني، ولكن وجد عليه دماؤها وآثار لشعرها مما يعني قربه من رأسها، وهذا ما أثبته الطب الشرعي أيضاً عند فحص الجثمان وتبين أن الرصاصة أُطلقت من بُعد 30 سنتيمراً، ولذلك سُجل الأمر انتحاراً، وزعمت بعض الفرضيات شائعة أنها قتلت وأن صديقها قد يكون متورطاً في الأمر، وهذا ما لم يثبت لاحقاً من التحقيقات.