عرفناه على المسرح وعلى الشاشة الصغيرة بأدوار متعددة يغلب عليها الطابع الكوميدي، وقد لعب بطولة مسرحيات عديدة فعمل مع الرحابنة وقدم عدداً من المسرحيات الكوميدية، منها: "عمتي نجيبة، وهريبة يا أوادم، وعريسين مدري من وين، وأنيس وموريس".

وشارك في التلفزيون في مسلسلات عديدة منها: "حماتي وعقلاتي وموت أميرة وحبيب ميرا وموجة غضب وحنين الدم وأمير الليل وسولو الليل الحزين وكاراميل"، وأطل في أفلام سينمائية مثل : "ملّا علقة، كذبة بيضا وكاش فلو"، واشتهر أيضاً بالشخصيات الكوميدية التي كان يجسدها في برنامج "بسمات وطن"، وهو من الممثلين الكوميديين الذين يعتمدون على الأداء العفوي وتعابير الوجه كما أنه صادق ولا يخفي آراءه..

مع الممثل اللبناني بيار شمعون كان لنا في موقع الفن هذا الحوار...
في البداية أخبرنا عن تجربتك مع شربل خليل في "بسمات وطن".. وهل يمكن أن يعود البرنامج في حلة جديدة؟
لا أنسى تلك الأيام، فلقد طرح شربل خليل مواضيع قلما نجدها لدى شخص في هذا الزمن وحتى في الماضي وأصبحت نادرة الوجود، لأن طريقته جديدة وحلوة وفيها ذكاء وتتضمن معالجة لمواضيع اجتماعية وسياسية، وشربل كان ذكياً جداً واستفدت من هذه التجربة وسعدت بها، ولسوء الحظ الكل أصبحوا يريدون تقليده والقيام ببرامج مماثلة، وباتت القيمة الفنية تتدنى فقتلوا فيه الشهية على الكتابة، وأصبحت التلفزيونات تريد محاربة شربل ببرامج عصرية فيها إسفاف، وكذلك واجه شربل مشاكل مادية "فاخترب بيتو"، وتعاملي مع شربل كأنني كنت ذاهباً إلى بيتي والمؤسسة كانت بيتنا، وأشتاق من هذه الناحية إلى تلك الأيام، لكنني أجد من الصعب أن تعود هذه الحقبة، وأطمح لتقديم شيء جديد لأن كل القنوات التلفزيونية دخلت بهذه البرامج وجلدوها ونزعوا الرقي منها ولم يقدموا أي شيء مماثل لما قدمه شربل.

لن تعود أبداً إلى الكوميديا؟
الأمر عرض وطلب، وعرضت علي عدة مسرحيات في الآونة الأخيرة وأنا لم أقتنع، لأن المسرحية حالياً تقتصر على 12 عرض، وأنا أتمرن شهرين أو ثلاثة قبل العرض ، فلا يناسبني، وكذلك المسرح معي كان ناكراً للجميل، وعلى الرغم من كل الشهرة التي نلتها بسببه إلا أنه مادياً لم أنل حقي به.

عملت مع الأستاذ مروان نجار وقلت إنك لم تأخذ حقك..
أستاذ مروان كان يعطيني كل حقي المعنوي، لكن مادياً لا لم يعطني حقي.

هل فكرت أن تقدم "ستاند أب" كوميدي أو مسرحية خاصة بك؟
الله لم يمنحني ملكة الكتابة ولكني كنت أضيف إلى دوري من خلال الموهبة التي لدي، وكل أدواري كنت أحسنها، وأعطي الدور من كل قلبي تمثيلياً.

من برأيك ممن يقدمون "ستاند أب" كوميدي قد نجح؟
فادي رعيدي "لذيذ" وفنان راقٍ جداً وموهوب وهو الوحيد الذي نجح في "الستاند أب" كوميدي برأيي.

يعرض جورج خباز حالياً مسرحية "يوميات مسرحجي" ما رأيك بمسرحه وتجربته وهل تم الحديث بينكما على تعاون؟
جورج لا يحتاجني لأنه بطل مسرحياته لكن التقنية التي يعتمدها جورج نحن بدأنا فيها مع مروان نجار وأوقفناها في التسعينيات، هو فنان شامل يكتب ويلحن ويغني ويمثل، لكن لا يمكن أن تقدمي من كل شيء جزءاً صغيراً، إذ سيصبح يشبه بعضه، وجورج "الله يعطيه العافية" وأتمنى أن يبقى مسرحه يعمل، وأنا أشجعه لأن هذا أفضل من أن لا يكون لدينا مسرح، لكني أفضل أن يأتي بشيء من الخارج أو أن يكتب له أحد، أما أن يختصر كل العمل بشخصه لا أرى أن الأمر ينفع، بل أظن أن على جورج إما أن يرتاح أو أن يطلب المعونة.
المسرح اليوم يحتاج إلى أمر يبهر ويصعق المشاهد، لا أحد منذ 10 سنوات استطاع أن يصعق المشاهد منذ "عمتي نجيبة" و"عريسين مدري من وين"، فمسرحنا كانت له قصة والناس تدعو بعضها لتشاهده، وعيب في هذا الزمن أن لا يكون المسرح مفتوحاً دائماً وتنقصنا أعمال. كنت في فترة ما أعتقد أنه لم يعد هناك جمهور للمسرح، لكني غيرت رأيي وأقول هناك جمهور مسرح لكن إعرف ماذا وكيف يجب أن تقدم له.

وما رأيك بمسرح كركلا؟
في هذا المسرح مشهدية رائعة وسينوغرافيا، وفيه ملابس ورقص وقصة، ومسرح الرحابنة كذلك، والصعوبة عند كركلا هو التعبير الجسماني، أما الرحابنة فهم أوضح قليلاً لأن عندهم حوار، وكانت لدي تجربة معهم فانضممت إلى فرقة الرحابنة وكان لي الشرف وكنت سعيداً في العمل معهم، ووجدت تقديراً منهم، وقد ملؤوا النقص الذي كنت أحتاجه والذي كان يزعجني، لأني وجدت مسرحاً جميلاً فيه كل الأشياء.

وماذا عن الفنان زياد الرحباني؟
أنا منذ ما يزيد عن عشرين أو ثلاثين سنة، قلت لهم زياد الرحباني خَتْيَر عبكير، وقدم ما قدمه في بداية عمره حين لم يكن يعجبه أي شيء وكان ثائراً على كل شيء، وزياد لم يعد قادر على كتابة المسرحيات اليوم، فالجنون كان لديه هو من عمل مسرحه، وجنون الرفض والعظمة والثورة هي التي أعطت مسرح زياد، هو فنان لا ولن يتكرر ولا يجب أن يطلب أحد منه شيء لأنه قدم كل ما يمكن ان يعطيه، التفاسير التي يريد أن يوصلها بالكلام قالها وذهب زياد للبعد الآخر في الموسيقى، حيث اتجه إلى الموسيقى التي هي لغة عالمية ولا يستطيع ان يوصلها أي كان للجميع، ولا زلناحين نستمع إلى مسرحياته ليل نهار و100 مرة وكأنك تسميعنها للمرة الأولى.

هل تؤيد إبداء الفنانين آرائهم السياسية خصوصاً في ظل الحراك الشعبي؟
الفنان الذي لا يستطيع أن يعبر عن رأيه يشعر بإستياء كبير ويسكت كي لا يجرح أي إنسان أو أحداً من رفاقه، وأنا لا أستطيع أن أعلن رأيي رغم أن هذا الأمر يدمرني ويأكلني من الداخل، وإذا أبديت رأيي أيضاً سيحصل لي الأمر نفسه.
هذه المرحلة رائعة أفتخر بها، وما حصل أنه في بداية الثورة بقيت خمسة أو ستة أيام وأنا أبكي في البيت لأني لم أكن أصدق ماذا يحدث.. فهل صحيح أن الشعب اللبناني توحد ونزل على الأرض؟ وأنا كنت أقول نحن شعب "بلا دم"، وتبين لي أني مخطئ..لا في الحقيقة "عندنا دم" هذه أكبر عظمة وتاج على رأس اللبنانيين، ويحز في نفسي ما يحصل من أخطاء وقد لا تكون فعلياً أخطاء ولكن على كل حال كل شيء له نهاية، وبالتأكيد ستكون هناك نتائج مفيدة، وأنا لا أستطيع أن أعبر كما يعبر الناس في الشارع لأني مريض بالسكري، و أقدر مواقف حتى من يشتم ويسب وكل من ينحاز لجهة أحترمه، ولكن أن أجرح أي شخص لا يمكن لي أن أستعمل هذا الأسلوب أو أقوم به.

لمن تحن للعمل معها من الممثلات ومع من ترتاح ؟
أنا من النوع الذي يرتاح لأشخاص معينين وهناك أشخاص تزعجني، خصوصاً في المسرح لأن لديك عمل كل يوم وستكون معاناة كبيرة إذا تواجد معك على المسرح أشخاص تزعجك بشكل يومي.
أما في التلفزيون كانت المسلسلات تكتب لي أنا، أما باقي الممثلين والممثلات المحيطين بي كانوا يقدمون دورهم فقط لا أكثر ولا أقل، وفي لبنان لم أجد ممثلة قدمت أعمالاً كوميديا جعلتها مشهورة وكانت "مهضومة".

وما رأيك بالممثلات:
ورد الخال؟

ورد الخال لديها نفس كوميدي رائع لكنها لم تكمل، وأنا عملت معها حلقة أو حلقتين لكن للأسف لم تتابع بالكوميديا.

ماغي بو غصن؟
هي خفيفة الظل كثيراً، ولكن يلزمها كتابة كي تضرب بشكل أكبر لأن "بيلبقلها".

كارين رزق الله ؟
لا أجدها في الكوميديا، ويجب أن تغير قليلاً وحان الوقت لذلك لأنها تقدم مسلسلات متتالية معتمدة الشخصية نفسهاوالمأساة نفسها والبكاء نفسه والعذابات .. في الدراما قد يكون الأمر ليس سيئاً، لكن الخطأ الكبير أنها تكتب لنفسها، فإذا كتبت مرة أو مرتين لا مشكلة، لكنها تقع في التكرار إذا أكملت هكذا.

حالياً هناك إعادة لمسلسلاتك منها "حماتي وعقلاتي" أيها أحب إلى قلبك؟
الناس تقول لي عن "حماتي وعقلاتي" "لا نشبع منه"، حتى لو أعادوه مئة مرة لأنه لا يسيء للعائلة ولا للكبير والصغير، وهذا العمل تاج على رأسي ومحبة الناس تخجلني، وبالفعل تمت إعادة العديد من أعمالي المسرحية والتلفزيونية، ولكن هناك مسلسلات لا يعيدونها كثيراً رغم أنها رائعة ، مثل "شلّة عالهلّة"، وبالنسبة لمسلسل "تلاميذ آخر زمن" فلقد أعيد 15 مرة تقريباً.

أتمنى لك التوفيق
شكراً لك وتحياتي للإعلامية هلا المر.