الصوت الدّافئ، القويّ في الغناء الجبلي والدّافئ في الغناء الرومانسي، والمرح في الغناء العصري، لا شيء يقف أمام قدراته الصوتية، بارعٌ في الأداء وأستاذ في الطرب، أما التواضع فمن سمات شخصيته لا ينفصل عنه أبداً.

يخوض ملحم زين تجربة جديدة في مسيرته كعضو لجنة تحكيم في برنامج "ذا فويس سينيور"، وهو برنامج إكتشاف المواهب للكبار في السنّ وسيعرض على شاشة "أم بي سي"، ويشارك إلى جانبه الفنانة اللبنانية نجوى كرم والفنان المصري هاني شاكر والفنانة المغربية سميرة سعيد. عن هذه التجربة تحدثنا مع الفنان اللبناني ملحم زين وعن الثورة في لبنان وعدنا إليكم بهذا الحوار.

كيف تصف تجربتك في برنامج "ذا فويس سينيور"؟
هذه أوّل تجربة لي في "ذا فويس سينيور". أشكر الله أنني أشارك في هذه التجربة إلى جانب أسماء كبيرة في لجنة التحكيم، ولها باع كبير في الفن ومحفور اسمها من عشرات السنين، هذا شرف لي، وتجربة جميلة بالنسبة إليّ ومرتاح فيها، اللجنة متجانسة مع بعضها البعض وإن شاء الله أعدكم ببرنامج مسلٍّ وجميل جداً.
بالإضافة الى أن هذه التجربة تشعرني بأن الكرسي في البرنامج له مسؤولية كبيرة، تجاه المواهب المهمة الآتية إلى البرنامج لتحقيق حلمهم فإن لم أستدر لهم بالكرسي فذلك سيحدّد مصيرهم في البرنامج، والأمر ليس مزحة وأتمنى أن أكون على قدر هذه المسؤولية.

ما هو التّحدّي الذي واجهته أثناء التّصوير؟
تحدّيات كثيرة واجهتها أثناء التّصوير، خصوصًا أنّك تستمع إلى أصوات المواهب من دون معرفة هويّتها، فتصبح متردّداً أمام خيارين إمّا أن تستدير له أو لا، وهنا أطرح على نفسي السؤال كيف أريد أن يكون فريقي؟ هل سيكون مؤلفاً من لونٍ واحدٍ أو من أنماط غنائيّة مختلفة؟
هذا بالإضافة إلى التحديات مع الأساتذة على الاصوات المشاركة، وأمور كثيرة كانت صعبة والمسألة ليست سهلة.

مع أيّ من أعضاء لجنة التحكيم تنافستَ على المواهب؟
للصراحة، المنافسة بين الفنانة اللّبنانية نجوى كرم وبيني كانت شرسة
وتنافستُ مع سميرة سعيد على عدّة أصوات، لكن لا منافسة مع الاستاذ هاني شاكر فهو "بيمون" وبإمكانه أخذ الصّوت الذي يريد، ولا أسمح أن أضع نفسي بهذا الموقع أبداً.

ما هي الأساليب التي اتبعتها من أجل إقناع المواهب للإنضمام إلى فريقك؟
صراحة، لم ألجأ كثيراً إلى أساليب أو إغراءات. بعضهم أراد الإنضمام إلى فريقي، وبعضهم الآخر قُمت بقليلٍ من المجهود لكسبه، لكن طبعاً لا نستطيع التحدّث عن كل شيء الآن، لنترك بعضاً من التّشويق للمشاهدين، وأعدكم بشيء مسلٍ وجميلٍ
مليء بالاحترام والمحبة والتّجانس والتّطابق في اللّجنة وكيميا قويّة بيننا.

إلى أيّ مدى تعتبر أنّ هذه الخطوة من "أم بي سي" مهمة لإعادة تسليط الضوء على مواهب لم تأخذ فرصتها بالظهور في السّابق؟
بالطبع، من أصبح عمره خمسين وستين عاماً، ولم يغنّ فقد فاته الكثير، فاته الوقت الكثير، فاتته أمور كان يجب أن يقوم بها ولم يستطع القيام بها فنيًّا، إمّا لظروف ماديّة أو صحيّة أو عائليّة أو لأسباب كثيرة أخرى.
هذا البرنامج سيكون من أهضم البرامج في الوطن العربي، جميع المشتركين مهضومون وأصواتهم كبيرة، وستتابعونهم عند عرض البرنامج على شاشة "أم بي سي"، وهذا البرنامج سيحقّق لهم أحلامهم وما لم يستطيعوا تحقيقه من عشرات السنين.

في "ذا فويس" الاخير أطلق كل فنان من لجنة التحكيم أغنية جديدة له هل تخطّط لإطلاق أغنية جديدة لك؟
لا يوجد مشروع لأغنية جديدة الآن، نحن أربعة أعضاء في اللجنة وسيكون الأمر صعباً بإطلاق أغنية خاصة لكل واحد منّا، لكن إن طلب منّي فلي شرف بذلك، لأنّ برنامج "ذا فويس" يحظى بنسبة مشاهدة عالية و"ذا فويس سينيور" فكرة جديدة، سيكون فرصة مناسبة لإبراز هذه الاغنية.

بظل تصوير برنامج "ذا فويس سينيور" يمرّ لبنان بظروف صعبة، مارأيك بالثورة وما هي رسالتك للمسؤولين؟

في البداية تُشكر "ام بي سي" أنها لا تزال تُصور في استيديوهاتها من لبنان، كذلك الشركة المنفذّة للبرنامج لصاحبها الأستاذ زياد كبّة، رغم هذه الظروف المصحوبة بقطع الطرقات لأنّ ذلك يعتبر إيماناً بهذا البلد لبنان.
أمّا من ناحية موقفي من الثّورة فمنذ البداية كنت معها ولن أغيّر رأيي ولا شيء يدفعني إلى تغييره فيها. أنا مع الثورة والناس الجائعة، لكن بما يخصّ التكسير فأنا بين نعم ولا، لأنّ الطبقة السياسية لم تفهم مطالب الناس بعد ولديها بعض من النكران تجاه الواقع الجديد، ولم يستوعبوا فكرة أن الناس لا تريدهم في الحكم مجدداً وبالتالي الطناجر والصحون لا تنفع معهم.
كنت أعرف أننا سنصل إلى هنا قبل هذه المرحلة، أي إلى جنون الناس وجنون المجتمع المدني والناس الجائعة، كنت أرى هذا المشهد من قبل.
أقول للسياسيين "إحذروا الناس فإن اوصلتموهم إلى مكان لا رجعة منه، فعندها سيحدث الطوفان وسيجرف الناس كلها معاً".

في ظلّ الحكومة التي تشكّلت هل كنت لتقبل تولّي وزارة معيّنة فيها؟ وماذا كنت لتختار؟
في ظلّ هذه الظروف من يقبل بوزارة معيّنة يجني على نفسه.
لم تُطرحْ علي الفكرة وليست موجودة، لكن في حال طُرحت أتولّى الوزارة التي أستطيع الإفادة فيها وهي وزارة السياحة، حتّى يصبح هذا البلد أفضل، لكن لا أخفي عليك أن من يقبل استلام حقيبة وزارية في هذه الفترة "عم بياكل الضرب" الناس لم تعد ترحم أبداً.

أشكرك أستاذ ملحم على هذا الحوار وأتمنى لك النجاح في تجربة "ذا فويس سينيور" وفي جميع أعمالك.
اشكركم أيضاً وأشكر السّتّ هلا المرّ على مواكبتها لجميع أعمالي، وشكراً لموقع الفن أنتم جزء من نجاحي وجزء من العائلة التي أنتمي إليها، تحياتي لكم وشكراً جزيلاً.