نيكولا مزهر، ممثل لبناني تميّز بموهبته التمثيلية اللافتة، وجماله أمام الكاميرا، مما جعله واحداً من أهم النجوم اللبنانيين الشباب، ووجهاً تمثيلياً محبباً لدى شريحة واسعة من الجمهور.


خلال العام الماضي، كان له دور ناجح جداً في مسلسل "ثواني" الذي حقق نسب مشاهدة عالية، كما أدواره السابقة في مسلسل "ثورة الفلاحين" ومسلسل "بوح السنابل".
وخلال العام الحالي، يحضّر نيكولا مجموعة من الأعمال الدرامية، سواءً للموسم الرمضاني المقبل أم خارجه، وتجدون بعض تفاصيلها في هذه المقابلة التي أجريناها معه، إضافة لعدد من المواضيع الأخرى.

بدايةً كيف هي نفسيتك اليوم، في ظلّ الظروف التي يمرّ بها البلد؟
صراحةً مللنا من أن نبقى مسلّمين للأمر الواقع، وعلينا جميعاً أن نحدث فرقاً حتى لو أن الظروف لا تسمح، فالحياة لا تقف عند أمر معيّن، فإن كان السياسيون لا يشعرون بنا، فهذا لا يعني أن حياتنا تقف هنا، وننسف مستقبلنا من أجلهم.
ومع هذا كله، "النفسية حلوة"، مع أن ظروف العمل تغيّرت قليلاً، وتراجعت إلى الوراء، وإن كنا اليوم لا نأخذ حقنا بالشكل المطلوب ولكن علينا المضي قدماً والتحمّل.

هل أنت مع الثورة اللبنانية أم لا؟
أنا في مكان ما كنت مؤيداً لما يحصل، لكن لا أؤيد الفوضى التي تحصل في بعض الأماكن، ولا سيما الإعتداء على الأملاك الخاصة والعامة.
نحن مشكلتنا مع الطبقة السياسية الحاكمة للبلد منذ 30 سنة، ولهذا علينا الذهاب إلى منازلهم، فما ذنب المواطن أن يعاني من زحمة السير، هذا الأمر لن يأتي بنتجية، وهكذا تصبح الثورة فاشلة.

ولكن هناك من يبرر هذه الأعمال كتسكير الطرقات والعنف، بسبب إستهتار السلطة وعدم إستجابتها لمطالب الشعب بعد أكثر من 3 أشهر على بدء التحركات.
علينا أن نعي أمراً، أننا في لبنان، وهناك 18 طائفة، وكل طائفة لديها زعيمها، هذا إضافة إلى أن الكل ينتظر التعليمات من الخارج وبحسب التغيرات الإقليمية، فأنا أعتقد أنه هناك طاقات تذهب هدراً، لأن لا أحد منهم سيسمع أو يتجاوب، لأن القرار في النهاية يأتي من الخارج.

لديك أمل في التغيير أم لا؟
لدي أمل في أن يعم السلام في الشرق الأوسط ككل، أما في لبنان، فلدي أمل في إمكانية إستعادة الأموال المنهوبة، أو على الأقل أن نوقف الهدر الحاصل.
مع العلم أن هذا التغيير لا يحصل بين ليلة وضحاها، بل هو بحاجة لوقت، وهو تغيير أيديولوجي، فالفساد يبدأ من المواطنين.

برأيك، إلى أي حد رأي الفنان مهم في المواضيع السياسية وغيرها؟ سواءً على السوشيال ميديا أو على الأرض؟
أنا مع أن يكون للفنان رأي سياسي، ولكن أن لا يكون هذا الرأي بالتهجم على الفريق الآخر.

ماذا بخصوص العمل الذي تصوره حالياً؟
هو مسلسل سيعرض على شاشة "المنار" خلال الموسم الدرامي الرمضاني المقبل، وهو من أجمل الأدوار التي لعبتها إلى الآن، فالشخصية مركبة جداً، وكان هناك تحدٍ كبير بالنسبة لي أن أؤديها.
وهناك رسالة مهمة من خلالها للشباب، أنه إلى أي حدّ يضيعون شبابهم على أمور لا قيمة لها، ومنها مثلاً المخدرات.
المسلسل يحمل عنوان "مرايا الروح" من إخراج محمد وقاف، وكتابة عبدالله فتح الله، وهو يضم مجموعة من النجوم بينهم أحمد الزين مازن معضم، وجوي الهاني.

من جديد تثار قضية الممثل اللبناني والممثل العربي ولا سيما السوري، برأيك هل ترى مشكلة في هذا الموضوع؟ وإن نعم على من برأيك يقع الحق، المنتج أو الممثل اللبناني؟
هي مشلكة بكل تأكيد، فنحن لدينا طاقات وشباب لا ينقصهم شيء سوى فرصة.
وطبعاً أنا أحترم الممثلين السوريين، فهم لربما لديهم أداء وإنتشار أكثر، ولكنهم أخذوا الفرصة لكي يحققوا هذا الإنتشار.
واليوم ليس هناك أي ممثل لبناني أُعطي فرصة ولم يكن على قدر هذه المسؤولية، ونذكر مثلاً مسلسل "عروس بيروت"، وهو الذي أثبت أن اللهجة اللبنانية مقبولة ومحبوبة كثيراً في الدول العربية، والأكثر هو ما أثبته الممثل التونسي ظافر العابدين الذي يتحدث في العمل باللهجة اللبنانية، فالعمل "كسّر الأرض" وهذا نجاح لنا جميعاً.

والمهم هنا أن لا يُلام دائماً الممثل اللبناني، أن الممثل السوري أو المصري أقوى منه، فهذا أمر طبيعي، كونهم يأخذون الفرصة أكثر بعمل ذات إنتاج ضخم.
ولا ننسى اليوم أننا نحن كممثلين لبنانيين نعمل في ظروف إنتاجية صعبة جداً، وهناك أكثر من 10 ممثلين لبنانيين بارعين بينهم طوني عيسى، باسم مغنية، مازن معضم، يوسف حداد وغيرهم.

هل هناك من أعمال أخرى تحضرها؟ وماذا عن مسلسل "راحوا"؟
مسلسل "راحوا" لم يكن من الأساس مبرمج للموسم الرمضاني كونه من 60 حلقة، وكان من المقرر عرضه خلال شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي، ولكن هذا يعود للبرمجة الخاصة بالمحطة.
وأيضاً، أقوم حالياً بدراسة ثلاثة مسلسلات، بينهم عمل ضخم جداً، وهو عربي مشترك، وآخر من 10 حلقات مع فنانة سيتم عرضه على "شاهد"، والثالث من 30 حلقة لرمضان أيضاً.

حادثة سرقة منزل الفنانة اللبنانية نانسي عجرم تحولت إلى قضية عنصرية، برأيك تحريف القضية نحو هذا الإتجاه يعود للسوشيال ميديا، أو لبعض الفنانين السوريين بتعليقاتهم؟
هناك بعض الأشخاص الذين يتكلمون بالطائفية والعنصرية كي يشدوا عصب جمهورهم، وهذه لغة لا يستخدمها أي فنان يريد أن يحافظ على قيمة نفسه وإحترامها.
فالحادث لا يجب تعميمه، وهذه ليست المرة الأولى التي نشهد كلاماً مثل هذا، والفنانة نانسي عجرم معروفة، وبحياتها لم تهاجم أحداً، وأنا أحترمها، وبالتالي فهم يعطون الموضوع أكثر مما يستأهل.
وأعتقد أن القضاء اللبناني يقوم بمهامه على أكمل وجه، وفي النهاية هو دفاع عن النفس، فمن البديهي أن لا أسمح لأي أحد أن يقترب من عائلتي.
وأكرر أن الأمر لا يجب تعميمه، فأنا مثلاً لدي جمهور كبير ومحب في سوريا، ونحنا شعب واحد، وإن كان هناك من بعض الأشخاص ممن حاولوا إستغلال الموضوع لكسب مزيد من الجمهور.

أين الحب في حياتك؟
الحب في حياتنا كممثلين صعب جداً، فالوقت صعب جداً بالنسبة لنا، وإن أراد الممثل الدخول في علاقة فمن الممكن أن يظلم الشريكة معه.
وأنا اليوم أؤجل الموضوع وأركز على عملي، ولكن لم ألغه طبعاً.