ولدت رجاء مزيان عام 1988 في بلدة مغنية شمال غرب الجزائر، هي فنانة وكاتبة ومحامية وناشطة إجتماعية، أحبت الفن منذ الصغر فسجّلت أول ألبوم لها في عمر 14 عاماً، وصُنّفت ضمن النساء الأكثر تأثيراً، كما تعرضت للتهديد بسبب أغنياتها.

نشأتها
لم تكن حياتها سهلة منذ الصغر فقد توفي والدها أحمد مزيان وهو أستاذ جامعي للعلوم الطبيعية، بمرض قلبي عندما كانت في الثامنة من عمرها. بعد أن اكتشفت حبها للموسيقى والمسرح من خلال الكشافة، نمّت موهبتها وسجلت ألبومها الأول لأغاني الأطفال في سن الـ 14. في عام 2007، شاركت في برنامج المواهب "ألحان وشباب" الذي وصلت إلى مراحله النهائية على الرغم من أنها وقتها كانت تدرس الحقوق بجامعة تلمسان.
أصدرت رجاء مزيان بعد ذلك ألبومين، وقد جاء فيهما أغنيات تنتقد النظام، وحاولت في عام 2013 إنتاج فيلم روائي طويل كتبت فيه سيناريو وموسيقى التسجيل الصوتي، لكنها لم تجد التمويل الكامل لهذا المشروع، فقررت تكريس نفسها لوظيفة المحاماة. ومع ذلك، رفضت محكمة الجزائر، من دون أي تفسير، إصدار شهادة ممارستها للمهنة.
بعد أن فشلت في تحقيق طموحها في الفن والمحاماة في بلدها انتقلت عام 2015 إلى الجمهورية التشيكية، حيث وجدت بيئة تستطيع فيها تطوير مسيرتها الفنية.

تعرضت للابتزاز بسبب رأيها السياسي
في مقابلة لها كشفت رجاء مزيان أنها تعرضت للابتزاز، بسبب أغانيها التي دعت فيها الى رفض الظلم، وتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد.
وقالت لقد جعلوني أختار بين دعم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، أو أن أنسى موضوع الحصول على عمل في الجزائر، لذلك اتخذت قرار الهجرة. لكن ظلت رجاء مزيان تتابع كل الاحداث التي تحصل في بلدها وكانت من اول الداعمين للحراك الشعبي عبر أغانيها الثورية.

شغفها في المحاماة لم تستطع إتّباعه
على الرغم من أن رجاء مزيان درست الحقوق وأصبحت جاهزة لممارسة مهنة المحاماة، إلا أنها لم تستطع الحصول كما ذكرنا على رخصة ممارسة المهنة من قبل المحكمة في ذلك الوقت، بسبب آرائها السياسية علماً أنها كانت تعتبر المحاماة مهنة أحلامها. هذه التضييقات التي حصلت لها انتقلت معها على الرغم من هجرتها، وبطبيعة الحال لن تستطيع ممارسة عشقها خارج بلادها أيضاً.

حظر أغنياتها عن الإذاعات لكن الأرقام على الإنترنت تتكلم
لم تستطع أغنيات رجاء مزيان أن تحصل على الرواج الذي تستحقه، إذ كانت هناك تعليمات لكل المؤسسات الإعلامية بعدم بثها، وذلك لأنها مناهضة للسلطة بحسب ما روّت لإحدى القنوات. واعتبرت بعض الوسائل أنها رفضت أغانيها، لأنها لا تتماشى مع السوق و"لا تبيع" بحسب تعبيرهم.
إلا أن أعمالها التي كانت تبثها على قناتها الخاصة على "يوتيوب" تحقق الملايين، فأغنيتها "ألو سيستام" التي أطلقتها بمناسبة الحراك الثوري في الجزائر، وصل عدد مشاهداتها إلى أكثر من 42 مليون مشاهدة على يوتيوب، كما لاقت أغنيتاها Toxic وRebelle اللتان أدانت فيهما النظام القمعي وشجعت على التظاهرات الشعبية الواسعة نجاحاً كبيراً،، فالاولى وصل عدد مشاهديها الى 19 مليون والثانية 10 ملايين.

تصنيفها ضمن أكثر 100 إمرأة مؤثرة في العالم
في تشرين الاول/أكتوبر عام 2019 صنفت هيئة الاذاعة البريطانية BBC، رجاء مزيان، ضمن قائمة أكثر 100 إمرأة مؤثرة وملهمة في العالم لعام 2019.
وكشفت الـ"BBC" عن قائمتها التي تضم أكثر 100 امرأة ملهمة ومؤثرة في جميع أنحاء العالم، والتي إختارت فيها رجاء لكسرها الخوف من السلطة، وتشجيع أولاد بلدها على العدالة والمطالبة بحقوقهم. وعبرت عن فرحتها وقتها، وقالت: "يشرفني أن أكون واحدة من مئة إمرأة الأكثر تأثيراً لسنة 2019 حسب الـBBC".