بعد غياب إنتاجات الدراما المصرية لسنوات عن الإنتاجات الضخمة للدراما التاريخية والدينية، وبعد كثير من المحاولات لتقديم مشاريع من هذا القبيل خلال السنوات الماضية وصلت أغلبها للتوقف والترحيل أو ضعف الإمكانيات الإنتاجية التي تُعد أهم عوامل نجاح هذه النوعية من الأعمال، يبدو أن الدراما المصرية قررت هذا العام إستعادة القمة في ما يخص الدراما التاريخية والدينية، من خلال مسلسل "سيف الله" المأخوذ عن "عبقرية خالد" للكاتب عباس محمود العقاد، فبمجرد الإعلان عن النية لتقديم هذا العمل وطرح بعض الأسماء لتقديم شخصية خالد بن الوليد، لم يهدأ نشطاء السوشيال ميديا عن الحديث عن المشروع بشكل عام، وبميزانية ضخمة تعتبر الأعلى في ما يخص الأعمال المُقرر إنتاجها هذا العام وبعدد تخطى المئة ممثل، لأداء الشخصيات التاريخية الموجودة في العمل والإستعانة بمتخصصي غرافيكس أجانب وديكورات ضخمة تم بناؤها.

يبدو أن مسلسل "سيف الله" سيكون الحصان الرابح هذا العام، وذلك لتوافر كل العناصر المؤهلة لتقديمه عمل فني ديني تاريخي للجمهور من جديد، بعد غياب الإنتاجات الدرامية المصرية لسنوات عن دخول هذه المنطقة التي كانت رائدة فيها يوما ماً.. "الفن" يرصد لكم كواليس وتفاصيل المسلسل والممثلين المشاركين فيه بأدوارهم وشخصياتهم، فضلاً عن الحديث مع مخرج العمل رؤوف عبدالعزيز ومؤلفه إسلام حافظ في السطور المقبلة:

صراع عمرو يوسف وهاني سلامة
في البداية مشروع مسلسل "سيف الله"وتقديم عمل فني عن خالد بن الوليد، كان الحديث عنه منذ شهور عدة وبعد دراسة من الجهة المنتجة لإمكانية تقديم عمل محترم عن خالد بن الوليد تستعيد به مصر مكانتها في إنتاج الدراما التاريخية والدينية، بدأ الجمهور ونشطاء السوشيال ميديا يرشحون أسماء فنية، حتى إنتقل ذلك لصراع حقيقي على من يُجسد شخصية خالد بن الوليد، وبعد أن إستقر الأمر على هاني سلامة وعمرو يوسف كسب الثاني المعركة لصالحه، لتأتيه فرصة على طبق من ذهب من المتوقع أن تكون نقلة بمشواره الفني، ولكن لم يسلم عمرو يوسف من الجدل المُعتاد عليه في ما يخص كل تفصيل كبير وصغير وفرض الأحكام المُبكرة على أي عمل فني، وعلى الرغم من أن أغلب الآراء كانت تصب لمصلحة هاني سلامة في تجسيد شخصية خالد بن الوليد، وإعتراض الكثير من النشطاء على عمرو يوسف إلا أن الحديث في هذا الأمر إنتهى سريعاً مع من دعموا عمرو يوسف من زملائه وأصدقائه من الفنانين والنقاد.

جدل
وبعد إنتهاء أزمة إختيار بطل المسلسل ومن يُجسد شخصية خالد بن الوليد والتي ربحها عمرو يوسف، دار جدل جديد على السوشيال ميديا بخصوص كاتب العمل إسلام حافظ وعدم وجود سابقة أعمال له وأرشيف فني بمجالالتأليف يسمح له بكتابة عمل يروي سيرة خالد بن الوليد، وخصوصاً أن المعارضين شددوا على المراجع التاريخية التي يتم الإعتماد عليها في كتابة هكذا عمل، ولكن تماسك فريق العمل وتمسّك الجهة المنتجة بالمؤلف إسلام حافظ والمخرج رؤوف عبدالعزيز، جعلا هذه الشائعات والجدل ينتهيان سريعاً، وخصوصاً بعد تصريحات مخرج العمل ومؤلفه بأن الحكم عليه في الوقت الحالي هو أمر سابق لآوانه وغير منطقي.

نجوم الكوميديا بعين مخرج "سيف الله"
ولأن مسلسل "سيف الله" هو الأضخم إنتاجياً هذا العام في ما يخص الدراما المصرية، فكان من الضروري الإستعانة بالكثير من الكوادر المتميزة من مصر والكثير من الدول بالوطن العربي، كذلك بخبراء أجانب لتنفيذ أعمال الغرافيكس. والعدد الذي تم إختياره حتى الآن لتجسيد الشخصيات الرئيسية والثانوية للعمل قد تخطى الـ112 ممثلاً، و"الفن" يكشف لكم عن بعض الأسماء المشاركة بالعمل والشخصيات التي يجسدونها. يجسد عمرو يوسف شخصية "خالد بن الوليد"، وأحمد فؤاد سليم شخصية "ابو جهل"، وبيومي فؤاد شخصية "مسيلمة بن تمامة الحنفي"، ويوسف شعبان دور "الوليد بن المغيرة"، وحمدي الوزير دور "طلحة بن خويلد"، وسوسن بدر دور "سجاج بنت الحارث"، ونشوى مصطفى دور "هند بنت عُتبة"، وحمزة العيلي دور "عمرو بن العاص" ويُشارك أيضاً بالمسلسل الكثير من الفنانين من بينهم منذر رياحنة وأحمد خالد توفيق ورانيا محمود ياسين وعبد الرحمن ابوزهرة، ونخبة من النجوم والنجمات من مصر ودول عربية أخرى،ولكن اللافت للنظر هو إختيار المخرج رؤوف عبدالعزيز لبعض نجوم الكوميديا لأداء أدوار تاريخية، وكأنه يُغامر بالأمر أو ليؤكد على أن عينه الإخراجية قد تضع هؤلاء النجوم بمناطق جديدة لم يقتربوا منها من قبل.

أماكن تصوير
ومن ناحية أخرى يتواجد المخرج رؤوف عبدالعزيز وفريق عمل مسلسل "سيف الله" حالياً بالأردن من أجل تصوير بعض المشاهد هناك، حيث من المقرر أن يستمر التصوير على مدار أسبوعين، ومن ثم العودة للقاهرة لإستكمال بقية المشاهد ضمن الديكور الذي تم تنفيذه خصيصاً من أجل أحداث المسلسل، وفي الوقت نفسه كان عبدالعزيز قد حدد عدة أماكن خارج مصر للتصوير بها، كما يستكمل المؤلف إسلام حافظ كتابة بقية الحلقات الخاصة بالعمل الذي يراهن عليه الكثير من صُناع الفن هذا العام.

مخرج العمل: حاربت الإلحاد ودللت على أمور كثيرة بآيات قرآنية بأعمالي الفنية، وخالد بن الوليد شرف كبير

ومن جانبه تحدث مخرج العمل رؤوف عبدالعزيز عن تجربة "سيف الله"، وقال: "أعتبر مهمة الإخراج بالنسبة لهذا العمل هي شرف عظيم تمنيته كثيراً، وخصوصاً أنني بكل الأعمال أحارب الإلحاد وأسعى لترسيخ بعض المعتقدات الدينية من خلال مواقف وجمل وآيات قرآنية وإستخدامها للدلالة على كثير من الأمور بحياتنا، وفي الوقت نفسه تابعت الجدل الذي حدث عن العمل بمجرد الإعلان عن تقديم قصة خالد بن الوليد، ولكنني بمنتهى البساطة أحب أن أقول للجميع ألا يحكموا على العمل قبل مشاهدته، وخصوصاً أن الحكم بهذا الشكل لن يكون منطقياً، ونحن إعتمدنا على مراجع تاريخية إستناداً لكتاب "عبقرية خالد" للكاتب الكبير عباس محمود العقاد. وهذا العمل يتطلب مجهوداً كبيراً يجعلني لا أنام، ولكنني مستمتع وأعرف أن الله لن يضيع المجهود الكبير لكل العاملين بالمسلسل، وأتمنى تقديم عمل تاريخي ديني يليق بسيرة الصحابي خالد بن الوليد، وخصوصاً أن التركيز على الكثير من الجوانب في حياته وعبقريته ومواجهته للمرتدين ومدعي النبوءة، وفقاً لكتاب "عبقرية خالد" أيضا".

مؤلف العمل: كل كلمة مكتوبة بسيناريو وحوار "سيف الله" وفق مراجع تاريخية تخطت المائة وخمسين
أما مؤلف العمل إسلام حافظ.. فيقول: "لا أستطيع أن أصف السعادة التي غمرتني بمجرد أن حصلت على الضوء الأخضر لكتابة حلقات مسلسل "سيف الله"، وخصوصاً أنني عرضت الفكرة منذ شهور وكنت أنتظر الموافقة، وكان هذا العمل حلماً بالنسبة لي وشرفاً كبيراً كنت أتمناه كثيراً بأن أقوم بكتابة هذا العمل، كما أنه سيكون باللغة العربية الفصحى وكل الحلقات والسيناريو والحوار إعتماداً على كتاب "عبقرية خالد" للكاتب الكبير عباس محمود العقاد، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل قرأت أكثر من مائة وخمسين كتابا آخرين، من بينها كتب لابن كثير والطبري وغيرهم. وإسم عمرو يوسف وإختياره لتقديم شخصية خالد بن الوليد كان بالإجماع ومنذ عدة أسابيع، ولكننا قررنا عدم الإعلان عنه إلا بالوقت المناسب، أما بخصوص الجدل الذي دار بمجرد الإعلان عن إسمي لكتابة العمل فلا أريد أن يتم الحكم على العمل مبكراً وأعتقد أن المنطق يقول إ ن الحكم يأتي بعد المشاهدة، وليس هناك ما هو مكتوب من الخيال بل كل كلمة وفق مراجع تاريخية مدروسة جيداً، وأتمنى أن يحقق العمل النجاح وأتمنى التوفيق لصنّاع العمل وأن نقدم عملاً يليق بهذه الشخصية الثرية والقيادية وصاحبة الذكاء العسكري غير العادي".