إستطاعت أن تثبت وجودها كمراسلة على الأرض، تنتقل بسرعةٍ وحرفة، وتؤدي دورها بكل جرأة وصلابة، وتنخرط في الحدث إنخراطاً تاماً، حتى صارت دوماً الأقرب إلى الصورة وتغطيتها.


تتحدّث راشيل كرم في هذه المقابلة مع موقع "الفن" عن عملها الميداني ودورها كمراسلة، ومواضيع أخرى.

ما هي الصعوبات التي واجهتها خلال تغطيتك كمراسلة على الأرض في الثورة؟
أعتبر أنني كنت في مواجهة تحديات أكثر من كونها صعوبات، خصوصاً كمراسلة عليّ مسؤولية في الرسالة التي تظهر على التلفزيون، أي بمعنى أخذ رأي الناس الذين يعبّرون بشكل الصحيح بعيداً عن التجريح والشتائم، والتي تعبّر عن مطالبهم الحقيقية في الشارع، وأنا حرصت على أن لا يظهر معي أي شخص يشتم أو يوجّه عبارات السخرية أو أي كلام يحدث مشاكل في الشارع، وطبعاً من حق جميع الناس أن تعبّر عن رأيها، لكن بطريقة منطقية ومهذّبة، وأنا مهنيتي تقتضي عليّ المسؤولية في نقل الصورة، ولا أهتم للسكوب والرايتنغ.

وما أكثر موقف مضحك حصل معك؟
مثلاً هناك شاب طلب مني تحت الهواء أن أتوسط له ليظهر على التلفزيون لأن صوته جميل ويريد أن يغني، وأن أعرفه على نانسي عجرم ونجوى كرم وملحم بركات، فضحكت وقلت له ملحم بركات توفي، وهنا التحدي أن أبقى متماسكة على الهواء ولا أفقد الرسالة الأساسية التي أوصلها للناس التي تشاهدنا.

كيف تواجهين المضايقات التي تتعرضين لها كمراسلة؟
أصعب ما واجهته من مضايقات هي الأخبار الكاذبة والإفتراءات والإشاعات وإتهامات مثلاً بالهجوم على الثورة، مع أنه منذ بداية الثورة كانوا يصفون قناة الجديد بأنها قناة الثورة، ونحن نعرف أن حزبين أطلقا تلك الشائعات والأكاذيب من خلال مواقع التواصل الإجتماعي.

وما هو الخط الأحمر الذي تضعه قناة "الجديد" عليكم ممنوع تخطيه؟
الخط الأحمر الوحيد بالنسبة للقناة هو الجيش اللبناني، لكن إذا حصلت بعض الأخطاء قد ننتقد من حرصنا على هذه المؤسسة، لكن ضمن حدود معينة لا نتخطاها.

هل إنطباعك الشخصي يؤثر على عملك الميداني؟
أفصل تماماً إنطباعي عن عملي، كوني بالأساس لا أنتمي الى أي حزب أو فريق سياسي أو حتى شخصية سياسية، ولذلك لا أعتبر نفسي معنية إذا الناس إنتقدت على الهواء معي حزباً أو شخصية سياسية، لكن أعتمد على فكرة "محامي الشيطان" ومناقشة الناس من خلال الأفكار الأخرى.

ألا تخافين من إندفاعك في التغطيات الذي قد يعرضك لمخاطر؟
لا أعتبر نفسي إندفاعية، بل مراسلة مسؤولة، فالكثير من المصورين في قناة الجديد يحبون النزول معي على الأرض لأنهم يعتبرون أنني مسؤولة، وأول شيء أقوله للمصور معي أن سلامتنا فوق كل شيء، ولكن نستطيع أن نعطي صورة جيدة للناس وتصل الرسالة بالشكل الصحيح للمشاهد، وهذا لا يعني أن لا نتقدم في حالة الخطر، فالمسؤولية هنا أن نعرف أين نقف وماذا نقول على الهواء في هكذا حالة، وأنا بالنهاية المسؤولة عن المصوّر فعليّ أن أكون حذرة ومسؤولة عن كل خطوة نقدم عليها في العمل الميداني، خصوصاً في حالات الخطر.

هل برأيك بعض المراسلات يبالغن في طريقة تغطيتهن للأحداث في الشارع؟
بالتأكيد هناك مراسلون ومراسلات يبالغون كثيراً بطريقة تغطيتهم، إن من خلال الصراخ أو توجيه الرسالة والمعلومة للمشاهد، وأيضاً لا أستثني الزملاء في قناة الجديد وهذا إنتقاد وليس تجريحاً بأحد، وبالمقابل قد يكون هناك من ينتقد أدائي وطريقتي في العمل، وهذا حق لهم وقد يجدون أن طريقتي لا تعجبهم.

وما هو ردك على إنتقادات البعض لطريقة تغطيتك للأحداث في الشارع؟
أنا مسؤوليتي تقتضي أن أوصل الرسالة الصحيحة للناس، وكما قلت لك من حق الآخرين أن لا يعجبهم أدائي، لكن تغطيتي على الأرض تقوم على أساس أن تتوجه الرسالة الى المشاهد كي يفهم ما يجري، وبالتالي عليّ أنا أيضاً أن أفهم ما يحصل على الأرض، لذلك قد يحصل نقاش على الهواء إذا شعرت أن الفكرة لم تصل بالشكل المفيد للمشاهد، وأسئلتي ليست تقليدية.

تعرّضتِ لهجوم كبير بعد حلقة الإعلامية ديما صادق في "الجديد"، وإتُهمتِ بالغيرة منها، فهل قصدتِ إستفزازها؟
ديما شخصية إستفزازية وإعلامية ليست تقليدية، لذلك هي كانت تطرح وجهة نظرها ومن مسؤوليتي كصحافية أن أواجهها بأسئلة من الطرف النقيد، وأنا أطرح أسئلتي أيضاً بطريقة غير تقليدية، حتى تصل المعلومة الصحيحة إلى المشاهد. وبموضوع إتهامي أني أغار منها فهذا كلام سخيف وأصبحت مواقع التواصل الإجتماعي كالمحكمة وتطلق عبارات وإتهامات لا تمت للحقيقة بصلة، وأنا وديما صديقتان، ولا خلاف شخصياً بيننا، طريقة الحوار معها تختلف عما إذا كنت أحاور مثلاً ماغي فرح أو دوللي غانم أو دنيز رحمة فخري.

هل أنت مع شعار "كلن يعني كلن"؟
أنا مع هذا الشعار أن يكون الجميع تحت المحاسبة، وهذا لا يعني أن جميع السياسيين فاسدون لأننا إذا شملنا ووضعناهم في سلة واحدة سيشعر الفاسد أنه بريء، ولا أعتبر أن كل الذين في السلطة هم فاسدون لأنني أعمل بالوقائع والأدلة والمستندات، وإذا كان على أي أحد شبهات فساد فالقضاء هو المرجع الصحيح في هكذا أمور. وأنا لدي علاقة إحترام مع السياسيين وحدودها عملي كصحافية، ولا أتزلف لأحد لأنني متحررة، وبالطبع هناك صحافيون وصحافيات يتزلفون للسياسيين، وهذا خيارهم وهم أحرار.

هل تتطمحين لتقديم برنامج خاص بك على "الجديد"؟
الفكرة كانت موجودة وبدأنا العمل عليها والتنفيذ كان في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لكن تأجل إلى كانون الأول/ديسمبر الماضي، إلى أن إنشغلنا بتغطيات الثورة لكن الفكرة لا زالت موجودة، وقد توافقت مع كرمى الخياط أن أبقى مراسلة إلى جانب تقديمي البرنامج، وفكرته نابعة من ما يحصل في الشارع وهموم ومشاكل الناس، وقضايا إجتماعية وحياتية.