متعدد المواهب الإبداعية، التي ذابت بالروح الجماعية للإنسان عشقاً وعطاءً، هو الممثل، المخرج، المؤلف والكاتب الساخر، الذي إحترف المسؤولية، أخلص بعشقه للمسرح فنذر حياته له، ولم تغره الشاشة الصغيرة ليترك المسرح ويتجه لها كما فعل الكثيرون، وإنما بقي ضيفاً عليها وأعطى جل وقته للنشاط المسرحي والعمل في ميدانه.


ولد الممثل السوري سمير الحكيم في مدينة حماة بسوريا عام 1948، وتوفي عام 2003.
حصل على إجازة في الدراسات الفلسفية والاجتماعية، درس مادة الفلسفة منذ عام 1983، وهو عضو في نقابة الفنانين في سوريا بصفة مخرج مسرحي وممثل، وهو عضو مشارك في اتحاد الصحفيين السوريين، مراسل صحفي عام 1979، أسس فرقة تحمل اسمه فرقة سمير الحكيم ولهذه الفرقة مشاركات مسرحية مميزة، وقد شاركت في العديد من المهرجانات المسرحية، وكانت هذه الفرقة تحمل اسم "المسرح الوطني"، وأُطلق اسمه عليها في حفل تكريمي عام 1995.

المسرح
بدأ سمير الحكيم العمل المسرحي مع مجموعة من أصدقائه وهو في الرابعة عشر من عمره في عام 1963 من خلال نادٍ رياضي يحمل اسم "العاصي"، حيث كانوا يتدربون على عدد من المشاهد الاجتماعية والكوميدية ويقدمونها في باحة النادي أمام الجمهور، ثم انتقل نشاط هذه الفرقة إلى مسرح المركز الثقافي، وقدموا عدداً من المشاهد المسرحية في ظل عدد من التسميات فرقة "الثانوية الصناعية في حماة" وأغلب أعضاء الفرقة يدرسون الثانوية التي تحمل اسم الفرقة، بإشراف الأستاذ "عمر زكية"، وكان "الحكيم" يعمل وقتئذ بتفويض من زملائه مؤلفاً ومخرجاً.
بعد ذلك توسعت معارف سمير الحكيم وفهمه للعمل المسرحي، فقدم عدداً من المسرحيات العربية، ومثّل بعض أعمال الكاتب توفيق الحكيم وأسس فرقة "المنار" الفني التي قدمت نشاطاً مسرحياً بين عامي /1965-1968/، كما شارك في نشاط المسرح الجامعي وأشرف على فرقة المسرح العسكري وأخرج لها ما بين عامي /1969-1971/، ترأس فرع نقابة الفنانين في حماة منذ تأسيسه عام /1986/ وحتى عام /1998/، كما أسس مهرجان "حماة" المسرحي عام /1989/، وكان مديراً له لثمان دورات سنوية متتابعة، بالإضافة إلى كونه عضواً في المسرح الجوال التابع لوزارة الثقافة- مديرية المسارح.
شارك سمير الحكيم في عدد كبير من عروض المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة- مديرية المسارح، وحصل أكثر من مرة على جائزة أفضل مخرج وأفضل ممثل من خلال مهرجانات ومسابقات وزارة الثقافة، والمسرح الشبيبي والمسرح العمالي والمسرح الجامعي.

المدير الفني لفرقة الفارابي المسرحية الهاوية، التي قدمت على مسرح القباني في دمشق حكايتين في عرض، الأولى "مأساة بائع الدبس الفقير" من تأليف سعد الله ونوس، والثانية "الذئب" من تأليف خوسيه رويبال، وذلك بمناسبة يوم المسرح العالمي عام 1981.

التلفزيون والسينتما
شارك سمير الحكيم في العديد من الأعمال السينمائية ممثلاً ومديراً للإنتاج منها "الطحالب"، و"الترحال" وهي من إخراج ريمون بطرس، وكان ممثلاً في الكثير من المسرحيات لمخرجين عرب، في تاريخه عدد كبير من المسرحيات التي كان مؤلفاً لها، كما أن التلفزيون سجل له عدداً من المسرحيات.
من المسلسلات التلفزيونية التي شارك بها نذكر "افتح يا سمسم"، "نهاية رجل شجاع"، "يوميات مدير عام"، "تل الرماد"، "أخوة التراب"، "جواد الليل"، "ليل المسافرين"، و"أنشودة المطر".

على النقالة
كتب عنه عبد الفتاح قلعه جي في جريدة الجماهير عام 2002: "من لا يعرف سمير الحكيم الذي عرفته في حلب منذ السبعينيات في عروض مسرحية وكان آخر أعماله فيها مسرحية وحش المدينة، التي أخرجها لمسرح حلب القومي عام 2001. تفاقم المرض على سمير وضرب السرطان عموده الفقري فشلّ تماماً نصف جسمه السفلي، وهو مصرّ على إخراج مسرحيته الأخيرة في حماة باسم المسرح القومي والتي كلفته بها مديرية المسارح، كان يحمل على نقالة من البيت إلى المسرح ليتابع تدريبات المسرحية".