تعيش الفنانة اللبنانية مروى حالة من النشاط الفني خلال الأيام الجارية فلقد قدمت المسرح الغنائي الإستعراضي ضمن مسرحية "عبد الموجود على الداون لوود"، ولكن بعد أيام من عرضها توقف العمل أسبوعاً ومن ثم تم لإستكمالها والسعادة بنجاحها، كما لديها أكثر من حفل غنائي في مصر مع نُخبة من نجوم الطرب.

.وفي حديثها لـ"الفن" تطالب مروى من يركزون عليها وفي أعمالها، بالتركيز في أعمالهم من دون غيرهم وتصفهم بـ"النفوس المريضة"، وتكشف عن رأيها في الثورة اللبنانية، وترد على عدم مشاركتها بأعمال درامية، وعن الغناء وأسباب تركيزها على طرح أغنيات منفردة من دون ألبوم، وعن طموحاتها والكثير من التفاصيل فكان لنا معها هذا اللقاء.

نرحب بكِ عبر موقع "الفن"، ونود أن نطمئن على حالتك الصحية بعد سقوطك على الأرض أثناء كواليس مسرحية "عبدالموجود على الداون لوود" ما تسبب في توقف العرض لأسبوع، ومن ثم عُدتِ لإستكمالها؟
أشكركم على إطمئنانكم علي وأنا بخير، فلقد سقطت على الأرض وتعرضت لكدمات مما جعلنا نضطر لتوقيف العرض لمدة أسبوع، ولكن الحمد لله عدنا لإستكمال المسرحية وسعيدة للغاية بنجاحها، ولكن ما حدث معي أعتقد أنه "عين الحسود وصابتني"، أما بخصوص المسرحية فلقد وافقت عليها قبل قراءتها لثقتي في المخرج الكبير حسام الدين صلاح وقدرته على استكشاف مساحات فنية جديدة بداخلي وتوظيفها جيداً لصالح العمل الدرامي، كذلك درايته الواسعة بعمق وأهمية الموضوع وهذا اكتشفته بعد قراءتي للرواية فهي تناقش ما أصاب المجتمع من خلل في السلوك العام وتغيب السمات الأصلية خاصة في الأحياء الشعبية، فأحداث المسرحية تتناول ما يواجهه المجتمع حاليًا من حروب الجيل الرابع، التي تهدف إلى زعزعة استقرار الأوطان والمجتمعات العربية وتعتمد على وسائل الاتصال الحديثة ونشر الشائعات وتحطيم ثقة الناس في هويتهم.

الموقف الذي حدث معك في المسرحية لم يكن الأول وقت التصوير أو التحضير، فلماذا يحدث معكِ ذلك؟
لا أعرف والحمد لله على كل شيء، وأنا مؤمنة بالحسد ودائما أقرأ القرآن الكريم قبل أن أنام، وهناك بعض النفوس المريضة التي تضع أعينها صوب أعمال الآخرين، وأنا أدعو هؤلاء للتركيز في حياتهم وعملهم وعدم النظر لما هو ليس مقسوماً لهم أو في أيدي غيرهم.

أطليتِ على جمهورك بأكثر من حفلة غنائية إستقبلتِ بها العام الجديد، فماذا عن التفاصيل؟
أتمنى أن يكون عاماً سعيداً على كل الناس، وكان لدي أكثر من حفل غنائي بمصر، فبداية حفلاتي في رأس السنة كانت مع محمد فؤاد وأحمد سعد بأحد الفنادق الشهيرة بمصر وإختتمت هذه الحفلات مع عبدالباسط حمودة ودينا بفندق آخر كبير بالقاهرة.

هل كانت هناك نية لتقديم المسرح من الأساس أو محاولة لعدم وجود نصوص درامية أو سينمائية تفيدك؟
النية متوفرة لتقديم أي عمل فني جيد سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون، وكما ذكرت أنه عندما تلقيت عرض المسرحية وافقت على الفور عليها، لأنها عمل جيد يقوم عليه مخرج كبير واعٍ ومثقف، ونجوم كبار يشاركون في العمل عن قناعتهم بجودته وأهميته.

وهل جذبك طرح المسرحية عن استخدام التكنولوجيا بشكل سيئ من البعض وأنها سلاح ذو حدين؟
بالطبع، فالتطور التكنولوجي الرهيب والمتجدد بشكل سريع جداً نتج عنه سلبيات كثيرة يعاني منها المجتمع في كل مكان سواء عندنا أوفي الغرب أو أي مكان بالدنيا، وبالتالي هو موضوع مهم جداً للتناول الدرامي.

هل استخدمتِ التكنولوجيا من قبل بشكل سيئ؟ وهل هناك موقف لدى من حولك حمسك على فكرة المسرحية؟
محتوى المسرحية متأثر بكل تأكيد بما يحدث حولنا، ولا تكاد تمر فترة بسيطة إلا وتطل علينا أنباء وأخبار عن سلبيات ومساوئ استخدام التطور التكنولوجي.

وما أكثر عامل نفسي لعبتِ عليه من أجل الوصول لروح شخصية وردة في الأداء؟

فن التمثيل يعتمد على أدوات كثيرة ومناهج مختلفة، لكن أهمها إيمان الممثل وقناعته بأهمية ورسالة الموضوع وتلك هي قناعاتي، إلى جانب أيضاً مساعدة وتوجيهات مخرج العمل الذي ساعدني كثيراً في الإعداد النفسي للدور.

تقدمين استعراضاً غنائياً وأغنيتين باللهجة الصعيدية، هل ساعدك قرب اللون الغنائي مما سبق وقدمتيه؟
بكل تأكيد أن أدائي للأغاني الفلكلورية منها الشعبية المصرية والبدوية والشامية ساعدتني بشكل حقيقي في الأداء، وهذه الألوان تعتبر هي أصل الهوية الثقافية لشعبنا في الشرق الأوسط وتعبر عن حقيقتنا ومشاعرنا وتراثنا الذي يمثلنا، ومنه نستمد قدرتنا على تطويره وتقديمه بشكل جيد.

ألا ترين أن تقديم مسرحية كوميدية استعراضية في الوقت الحالي هي مغامرة؟
أي عمل فني هو مغامرة من القائمين، لكنها دائماً مغامرة لذيذة ومثيرة تبحث فيها عن كيفية إسعاد الجمهور والتأثير فيه، أما إذا كنت تقصد أنها مغامرة بسبب غياب هذا اللون عن الساحة فتلك أمور لها علاقة مباشرة بحال صناعة الفن عموماً، وما علينا كفنانين سوى السعي دائماً لتقديم الفن في كل صوره.

ما شكل النصوص والموضوعات التي تبحثين عنها لتقديمها للجمهور؟
أي موضوع يمكن أن يؤثر في المشاهد ويحقق له المتعة ويضيف له، لأن عنصر المشاهدة هو شريك في صناعة الفن وأحد أركانه المهمة.

أين أنتِ من الدراما في ظل انتشار النجوم بالأعمال الدرامية أكثر من السينمائية والمسرحية؟
أعتقد أن الإنتاج الدرامي التلفزيوني أقل من معدلاته حالياً عما قبل، وبالتالي هناك نجوم وفنانون كثيرون افتقدنا إبداعهم مؤخراً بسبب ذلك لكنها "مسألة وقت"، لكني الحمد لله لست غائبة وأتمنى بكل تأكيد انه في خلال الفترة المقبلة تزداد الأعمال الفنية وإيقاع العملية الإنتاجية، الفنان بطبعه "طماع" للكثير من الأعمال والأفكار.

وماذا عن الغناء؟
حرصت مؤخراً على طرح أغنية سينغل كل فترة، وفي المناسبات التي تهم الناس والجمهور، وأستعد خلال الفترة القادمة لتقديم أغنيات بالطريقة نفسها وكلها مفاجآت، منها أغنيتي مع حجازي متقال التي تطرح قريباً.

ولماذا أعمالك الغنائية قليلة وتطرحينها بشكل منفرد من دون ألبوم ؟
مفردات السوق الفنية وأدواته اختلفت كثيراً خلال السنوات الأخيرة، وطبعاً بسبب التطور التكنولوجي وبالتالي أصبح هناك وسائط جديدة لعرض الأعمال الفنية والغنائية منها بالذات مثل اليوتيوب وشبكة الانترنت عموماً، وأغلب الفنانين يقدمون أعمالهم الغنائية بطريقة السينغل قبل أن يطرحوا ألبوماتهم المجمّعة، المهم ان يكون الفنان دائماً حاضراً ومتواصلاً مع جمهوره.

وما رأيك في الثورة اللبنانية وما حدث هل هو في الطريق الصالح للبلاد؟
أي حراك شعبي هو تمثيل وتعبير حقيقي عن آمال وأحلام الشعوب، وما حدث في لبنان كان تعبيراً حقيقياً عن الرغبة في استقرار الأوضاع والحفاظ على مقدرات الشعب وثرواته.

وفي النهاية..ما هي طموحاتك الفنية والشخصية؟
لا تزال أحلامي وأمنياتي في الفن كثيرة ومع بداية العام الجديد أتمنى تحقيق المزيد والمزيد والمزيد، أما عن أمنياتي الشخصية هو أن يديم الله على أسرتي وعائلتي نعمة الدفء والأمان، وأن يحظى الحب والتفاؤل بفرص أكبر للناس جميعاً.