عام 2019 بالنسبة للفنان اللبناني عاصي الحلاني كان مليئاً بالأحداث على الصعيد الفني والشخصي، وأبرزها حادثة سقوطه عن الحصان عندما دخل العناية الفائقة بعد أن فقد وعيه لمدة يومين، ليستيقظ بعدها بفقدان جزئي للذاكرة وكسور في إحدى فقرات الرقبة ويده وخده، والامر لم يمنع عاصي من تأكيد مشاركته في برنامج "ذا فويس كيدز".

وأيضاً قدم عاصي أغنيات "اضحكي" و"شو بخاف عليكي" وآخرها "قصيدة الوطن"، كما أحيا عدداً كبيراً من الحفلات.

عاصي وفي تصريحات خاصة لموقع "الفن"، تحدث عن عام 2019 على الصعيد الفني والشخصي والعام، وقال: "على الصعيد الفني كان رائعاً جداً سواء من ناحية الحفلات التي أحييتها والتي توزعت بكل البلاد العربية وبلاد الاغتراب وبالأوبرا في مصر مرتين، وهذا يعني لي كثيراً وأسعى دائماً إلى إحياء حفلات هناك، وبالأوبرا في لندن أيضاً، وفي مهرجان موازين وفي قرطاج و في موسم الرياض في السعودية وأيضاً مهرجانات أُخرى في الرياض."

وأضاف عاصي:"أرشيفي كبير وفخور بكل ما قدمته على مدى هذه السنوات وترسخ بأذهان الناس ولم يمر مرور الكرام، وهذه إضافة لي لأنها حين تترسخ الأعمال بأذهان الناس يصبح الفنان غير مرتبط بنجاح أغنية معينة، وحين يصل الفنان الى هذه المرحلة يصل إلى قمة النجاح".

وعلى صعيد الوضع في لبنان قال عاصي: "محروق قلبي، أتمنى للبنان أن يصبح هناك عمل جدي للإصلاحات ومكافحة الفساد الذي ينخر البلد، وتنتهي المشاهد التي نراها على صعيد المستشفيات والمدارس والكهرباء والنفايات فهذه حقوق طبيعية للناس، ونصف الشعب اللبناني أصبح يعاني من الأمراض بسبب النفايات."

وتابع:"بعض المندسين دخلوا بين المتظاهرين ليخربوا الانتفاضة النظيفة التي تشبه الشعب اللبناني. وسمعنا كثيراً في الخارج عن ردات الفعل الايجابية على مظاهرات لبنان".

وأضاف: "بعض الناس يعتقدون أن الآخرين غير معنيين بالمطالب والحقوق، ولكن مشكلتي مثل مشكلة أي مواطن لبناني لأننا كلنا وضعنا أموالنا في البنوك لنصرف، لندفع إجارات على كافة الاصعدة فكلنا نواجه المشكلة الاقتصادية. وبعد ان طمأننا السياسيون بفترات سابقة على الوضع المالي، فجأة وجدنا أنفسنا تحت الصفر والبلد مكسور.الجوع حين يدق الباب يدق كل الابواب وليس بيتاً واحداً فكل العالم تنتقل إليها الازمات ".

واستدرك عاصي: "أتمنى أن تتحلى الحكومة الجديدة بالضمير وتنفيذ مطلب إعادة الأموال المنهوبة التي سمعنا عنها وعوداً بتنفيذها لسنوات طويلة، ولم نر لها أي تنفيذ على الارض. المشكلة أن الحلول دائماً مؤقتة وليست على المدى البعيد. عيب نحن في لبنان الذي يقال عنه سويسرا الشرق أين أصبحنا؟

الوجع الذي أقوله ينطبق على كل لبناني. كفانا ذل فالناس تسخر منا في الخارج. نحب بلدنا ونحن فخورون بلبنان الذي لا نجد مثله في العالم ولكننا نريد أفعالاً وليس أقاويل، نريد جسماً قضائياً سليماً والجيش اللبناني خط احمر.

بعد الحرب الأهلية التي مررنا بها، لم أتصور أنه يوجد بعض الناس في لبنان تفكر بالتقسيم الشيعي والدرزي والمسيحي والسني، أحبوا الوطن ومارسوا الطقوس الدينية في منازلكم كما تريدون لكن الوطن للجميع.

الانتفاضة ضد الجوع والفساد ضد كل ما هو سيئ دخل بها بعض المندسين وخربوها. وأنا ضد إقفال الطرقات بل علينا أن نتظاهر أمام أماكن معينة. ولا صوت يعلو على صوت الشعب".

وعن استمراره في إحياء الحفلات في الخارج رغم الظروف في لبنان، قال: "أنا لبناني للنخاع وكوني أخاف جداً على لبنان ولكن أنوه يوم الحرب اللبنانية فيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين والرحابنة وملحم بركات كانوا يغنون بالبلاد العربية والعالم رغم الحرب وقدموا رسالتهم الفنية، نحن لا نعيش حرباً حالياً في لبنان هناك بعض "الزعران" بالليل يحاولون تخريب البلد ".

وعن عدم مشاركته في المظاهرات على الأرض قال: "لم أشارك شخصياً بالمظاهرات بسبب وضعي الصحي وتحذير الطبيب لي من التواجد بمكان مزدحم، لكن أولادي شاركوا وأغنيتي "لبناني" كانت بكل ساحة الحمدلله، وأصدرت أغنية "قصيدة الوطن" تحكي عن لبنان ومعنى الوطن للإنسان كلمات عمر الفراق وألحاني".