قدّمت أعمالاً يمكن إعتبارها بين أفضل ما أنتجته الدراما السورية، الشابة التي ذاقت طعم الترحال بدأت شاعرة لكنها سرعان ما تخلت عن الغاوين الذين قد يتبعونها، واختارت كتابة من نوعٍ آخر.

صحيح خسرنا شاعرة لكننا ربحنا روائية ممتازة، لم تكتب بعد روايتها الأولى.

خلال مراحل طفولتها كانت طفلة خجولة جداً وحالمة، فكانت لا تسمع نصف الدرس أحياناً، ودائماً مسافرة في مخيلتها.

تعد الكاتبة السورية - الفلسطينية ريم حنا من أشهر الكتّاب والكاتبات في العالم العربي، وتنحدر من عائلة فنية معروفة، ولدت في قرية الرامة في عكا الفلسطينية، هاجرت عائلتها إلى سوريا إثر النكبة عام 1948، ابنة عمها الكاتبة الشهيرة أمل حنا وأخوها الممثل والمخرج رامي حنا وابن عمها الممثل الراحل يوسف حنا ووالدها الشاعر نقولا حنا.

شهرة واسعة ونجاح ملفت

بدأت ريم حنا أولى تجاربها مع التلفزيون عام 1992 مع مسلسل "أحلام مؤجلة"، الذي أدى بطولته بسام كوسا وفايز قزق وجمال سليمان وعباس النوري وحاتم علي وغسان مسعود ومرح جبر وعبد الهادي الصباغ وصباح الجزائري ولينا حوارنة.

تميزت كل أعمالها بالشهرة الواسعة، وحققت كلها نجاحاً ملفتاً، وهي "مذكرات عائلة" عام 1998 و"سحر الشرق" عام 2001 و"ذكريات الزمن القادم" عام 2003 و"ندى الأيام" عام 2006 و"رسائل الحب والحرب" عام 2007 و"مطر الربيع" عام 2008 و"ذاكرة الجسد" عام 2010 و"لعبة الموت" عام 2013 و"24 قيراط" عام 2015 و"أهل الغرام" عام 2017 و"الكاتب" عام 2019 إضافة إلى "الفصول الأربعة" بجزئيه عامي 1999 و2002.

لعبة الموت

في أحد لقاءاتها دافعت ريم حنا عن إتهامها بأن مسلسلها "لعبة الموت" كان تجارياً، وقالت: "البعض اعتبره تجارياً، لكن ما من شيء ريعي وآخر تجاري في هذه المهنة. أنا أُحب التنويع لأنها مرحلة، ليس من الضروري دائماً أن يكون هناك هذا العمل الذي اسمه (لعبة الموت)".

كم تعتقدين أن المخرج له الحقّ أن يتصرف بالعمل وأن يضيف؟ تجيب ريم حنا : "أُفضِّل أن يكون هذا الشيء بالاتفاق، لماذا يكون الاتفاق أحسن؟ كلاهما في هذه الحالة يتحمّلان مسؤولية فشل أو نجاح هذا العمل. مثلاً، عندما ينجح عمل، بالتأكيد تكون كل العناصر ساهمت في إنجاح هذا العمل، وعندما يفشل عمل ويكون هناك اتفاق، لا يعود بإمكانك التنصُّل من مسؤولياتك وأن تقول: أنا لا دخل لي" لأن كلهم يتنصلون من مسؤولياتهم عند الفشل، وعندما يكون هناك اتفاق، الكل يتشارك في الهزيمة وفي الانتصار".

حالة إنكار

عن سؤال هل تعيشين حالة إنكار؟ أجابت ريم حنا : "أعيش حالة إنكار لأن مواجهة هذا الواقع بالنسبة لي قد تكون مدمرة، للحقيقة. أنا إنسانة ضعيفة تجاه ما يحدث، ضعيفة جداً وأيضاً أخاف ولا أريد أن أقول جبانة بمعنى أنني لن أدّعي الشجاعة وليست عندي القدرة على مواجهة ما يحصل في سوريا، سوريا البلد الذي لا أدري ماذا حصل فيه بصراحة".

الدراما المشتركة

أبدت ريم حنا رأيها بالدراما العربية المشتركة، التي شاركت بتأليف عدد من أعمالها، وقالت: "بقي الفنانون العرب الكبار يقولون لمدة 30 سنة (نحن بحاجة إلى دراما عربية مشتركة)، وكان كل ما قالوه كلاماً في الهواء إلى أن حدث ما حدث، والدراما المشتركة صنّعَت نفسها بنفسها والمناخ السائد هو الذي صنعها، لم تأتِ كتركيب ولم تركَّب. هناك مناخ وعوامل صنعت هذه الدراما، والمرحلة الحالية الآن هي مرحلة الدراما المشتركة على ما يبدو".

وأضافت: "هذه الأعمال مربكة للحقيقة، أكون كاذبة إن قلت لك أنني إذا كتبت عملاً سورياً ليس أريح لي، أكون أكذب بصراحة، هنا في "البان آراب" هناك ابتعاد قليل عن الأرض، لن أقول لك أن هذه الدراما أهم من الدراما الواقعية أكيد، لكنها مرحلة ظرفية".

الشعر

تحدثت ريم حنا عن تركها للشعر وخوضها مجال الكتابة التلفزيونية، وقالت: "كنت أعتقد بنفسي شاعرة فقط في عمر معين على ما يبدو ولا أعرِف لماذا، وحتى اشتغلت على اللغة. أنا شخص كسول لكن إذا كنت شغوفة بالشيء لا أشعر بالوقت والقصة لا علاقة لها بالكسَل أو بالنشاط. هناك تغييب وأنا أغيب عن الوعي، مثل الذي يغيب عن الوعي وهو غارق بما يهتم به. فأنا في فترة مبكرة جداً وكان عمري أقل من عشرين سنة اشتغلت كثيراً على اللغة وقمت بمعارضة شعرية لـ "أنشودة المطر" ومعارضة شعرية لـ "أحمد الزعتر". لكن ما هي المعارضة الشعريّة؟ هي فعلاً اشتغال على اللغة بمعنى أن تأتي ببيت الشِعر نفسه والوزن نفسه والقافية وهو تعب".

معلومات قد لا تعرفونها عن ريم حنا

نالت العديد من الجوائز من مهرجان القاهرة ومهرجان البحرين، ومهرجان أدونيا للإذاعة والتلفزيون.

شاركت كعضو في العديد من لجان التحكيم، لمهرجانات الدراما في الدول العربية.