إمتاز على الدوام بوجه بشوش وهيئة تزينها أناقة لم يأت عليها الزمن، فكان مهتماً بمظهره في شيبه مثلما كان في شبابه تماماً.

إنه الممثل السوري الراحل صبحي الرفاعي، والذي ولد في دمشق يوم 1 تموز/يوليو عام 1945 وتوفي في 25 آب/أغسطس عام 2012، إثر نوبة قلبية عن عمر ناهز الـ67 عاماً، أمضى ثلثيها أمام كاميرا التلفزيون ومايكروفون الإذاعة، مخلفاً وراءه عشرات الأعمال الدرامية والسينمائية الخالدة، وكان نجماً بارزاً في عوالم الفن السوري، وهو والد الممثل السوري وائل شرف، صاحب شخصية "العكيد معتز" في مسلسل "باب الحارة".

عمل في التمثيل منذ سنوات الدراسة الثانوية وعمل في عدة مسارح، مسرح الشبيبة والمسرح العمالي والمسرح القومي والمسرح المصري الاستعراضي وأسس فرقة مسرحية، وكان مديراً للمسرح العمالي لحوالى عشر سنوات.

أعماله

يحمل تاريخ صبحي الرفاعي أكثر من 150 مسلسلاً درامياً، وحوالى عشرة أفلام سينمائية وأكثر من 30 مسرحية، فضلاً عن حضوره القوي في أكثر من 150 حلقة من المسلسل الإذاعي "حكم العدالة"، ومئات الساعات الإذاعية في إذاعة دمشق وصوت الشباب.

من مسلسلاته نذكر "يوميات طريفة" عام 1982 و"نساء بلا أجنحة" عام 1987 و"لك يا شام" عام 1989 و"الزاحفون" عام 1990 و"البناء 22" و"الشريد"عام 1992 و"حمام القيشاني" عام 1994 و"يوميات مدير عام" عام 1995 و"قانون الغاب" و"أبو الهنا" عام 1996 و"العوسج" عام 1997 و"عودة غوار" عام 1998 و"جواد الليل" و"بطل من هذا الزمان" و"حي المزار" عام 1999 و"الزير سالم" و"ليل المسافرين" و"عائلتي وأنا" عام 2000 و"صقر قريش" و"هولاكو" عام 2002 و"ذكريات الزمن القدم" و"زمان الصمت" و"أبو المفهومية" عام 2003 و"عصر الجنون" و"أحلام كبيرة" و"الخيط الأبيض" و"عشتار" و"فارس بني مروان" عام 2004 و"عصي الدمع" عام 2005 و"ندى الأيام"و"الانتظار" عام 2006 و"جريمة بلا نهاية" و"الحصرم الشامي" و"الاجتياح" عام 2007 أولاد القيمرية" و"شركاء يتقاسمون" عام 2008 و"هدوء نسبي" و"طريق النحل" و"أصوات خافتة" و"صدق وعده" عام 2009 و"وراء الشمس" و"ما ملكت إيمانكم" و"أسعد الوراق" و"مطلوب رجال" عام 2010 و"مرايا" عام 2011.

بالأبيض والأسود

داهم صبحي الرفاعي بموهبته التي إمتلكها مبكراً الشاشة السورية، منذ كانت بالأبيض والأسود، فحلَّ ضيفاً على الجمهور السوري في يومياته ومساءاته في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وقد وصل إليها من المسرح الذي كان فاعلاً بفضل القادرين بتلك المرحلة العصيبة من عمر الفنان السوري، وليس غريباً أن يكون النجم صبحي أحدهم.

شارك مع دريد لحام ونهاد قلعي وعبد اللطيف فتحي وأنور البابا في المسرحيات، التي خلدت المسرح السوري في سبعينيات القرن العشرين، وكذلك حضر معهم في مختلف الأفلام، التي أنتجت في مرحلة الفقر المالي للسينما في سوريا.

وحين جاء عصر التلفزيون الملوّن في سوريا، أحضرت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ونقابة الفنانين ممثلين جدداً لتزيد من وهج الشاشة في نظر الجمهور، لكن صبحي الرفاعي، في تلك العملية، إعتبر من الممثلين المجددين، فزاد في تألقه تألقاً، وبرز كخيار متقدم لدى المنتجين والمخرجين.

المسلسلات الشامية

صبحي الرفاعي هو إبن دمشق العاصمة السورية، التي سمحت الدراما السورية لعشرات الأعمال المنتجة منذ عشرين سنة أن تنطق بإسمها، ولم يبق مسلسل شامي واحد منذ العام 1992 وحتى اليوم إلا وشارك فيه أبو وائل.

ففي العام 1992 وقع خيار المخرج بسام الملا عليه ليكون أحد ساندي مأثرة "أيام شامية"، المسلسل الذي أحدث ضجة في العالم العربي.

ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فجيء به ليكون ناطقاً بلسان دمشقي في "ليالي الصالحية" وبعدها "باب الحارة"، ثم مشاركاً قوياً في مسلسلات شامية أخرى مثل "أهل الراية" و"الزعيم" و"بيت جدي" وغيرها.

موت مفاجئ

حتى ما قبل توقف قلبه عن النبض بلحظات، كان صبحي الرفاعي لا يزال يمارس يومياته كما جرت العادة، حيث إرتاد كما في كل يوم مقهى "الروضة"، وجالس أصدقاءه ولعب طاولة النرد، قبل أن ينهض من جلسته للقيام بأمر بدا مفاجئاً لأصدقائه، فغادر المقهى من ممره الضيق ووصل إلى قرب الباب الرئيسي، وهناك، شهق آخر شهقة وفارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى.