ليليان نمري إسم كبير في عالم الدراما والسينما، ووجودها بأي عمل هو إضافة كبيرة له، كونها من الممثلات القادرات على ترك بصمة إضافية كبيرة بأي عمل تطل به.

تنقلت في مشوراها الفني بالعديد من الأدوار من الكوميديا إلى الدراما، لكنها لا تخفي أنها تعرضت للظلم لسنوات طويلة، ورغم ذلك تستمر اليوم بتقديم الأعمال المميزة لتكون كما عهدناها رقماً صعباً في الحياة الفنية.

موقع الفن تواصل مع الممثلة اللبنانية ليليان نمري وكان لنا معها اللقاء التالي:

أخبرينا عن مسلسل "ع إسمك" الذي انتهيتِ من تصويره مؤخراً..

كما بات معلوماً المسلسل تأجل عرضه، وسيضم الفريق نفسه لـ "أم البنات" الذي عرض في الميلاد الماضي وبعض الضيوف الجدد، وسيكون المسلسل حوالى 30 حلقة وسيكون من وحي الميلاد وفيه قصص إجتماعية عديدة، منها ما يُطرح للمرة الأولى، وسيطل الممثلون في العمل بصورة جديدة.

ماذا عن دورك؟

أجسد في العمل شخصية "جورجيت" وهي مديرة مدرسة، لكن المخرج فيليب أسمر أراد الشخصية بـ"كاراكتير" لم يُقدم سابقاً، وعملت على الدور من قلبي، لأن "جورجيت" شخصية مركبة مرت بالعديد من المراحل في حياتها وتجسد أكثر من شخصية في الدور، فهي إبنة، وصديقة، ومديرة على المعلمين في المدرسة "الكاراكتير يقلب في الشخصية بسرعة قياسية".

حاولت ان أعطي الدور مجهوداً بشكل كبير كي تنجح الشخصية، ورأي الناس هو من سيحكم عليها.

ماذا عن دورك في الجزء الثاني من "ما فيي"؟

في الجزء الأول لامني الكثير من النقاد والمشاهدين على قبولي بدور "تفاحة" في المسلسل، لأنه دور صغير فعلياً إذ أطل بمشاهد معينة فقط، وكنت أقول دوماً أن والدي كان يقول لي "لا يوجد دور صغير ودور كبير، هناك ممثل كبير وممثل صغير"، وعندما قرأت النص وجدت أن "تفاحة" تشبه ليليان نمري وكذلك الأمر لم أقدم دور الفلاحة ولا مرة في حياتي، أحببت أن ألعب هذا الدور لأقدم شيئاً جديداً كما كانت تفعل "عليا نمري".

الجمهور أحب "تفاحة" بشكل كبير، وكانت هناك ردود فعل إيجابية لبنانية وعربية على "تفاحة"، وأفضل إطراء وصل لي "يا ريت تفاحة جارتي"، وهذا ما جعلني أدخل للجزء الثاني من "ما فيي" بحب أكبر لأن "تفاحة ضربت عند الناس".

هل تم توسيع دور تفاحة؟

نعم، وأصبح عندي خوف أكبر لأن الناس أحبتني في الجزء الأول، ويجب علي اليوم أن أحافظ على هذه المحبة وأجعلها أكبر، خاصة أن تفاحة ستواجه في الجزء الثاني الكثير من المواقف المتعددة الأشكال، وتوجد مفاجآت للجمهور بشكل كبير في كل المسلسل.

في "ديو المشاهير" أطليتِ وكشفتِ عن مواهب وقدرات هائلة.. هل ليليان نمري ظُلمت في حياتها الفنية؟

أكيد أني ظُلمت قبل ديو المشاهير وبعده، رغم أنه بعد البرنامج عُرض علي العديد من الأدوار لكنني رفضتها.

لماذا رفضتها؟

لأنني لا أريد العودة الى الوراء، فلقد ظلمت بطريقة الأداء لطرح العمل إن كان مادياً أو معنوياً "مش عم أطمع لكن بتوصل لوقت لازم تاخود فيه حقك وحقك عادل، أنا من الأول للآخر مظلومة بهل قصص"، وأيضاً كان علي أن أُظهر كل تلك المواهب في سن أصغر قليلاً، لكن عندما طلبوا مني المشاركة في "ديو المشاهير" فكرت كثيراً قبل الموافقة "رفضت أكثر من مرة ليس لأنني لا أريد المشاركة بل خوفاً من أن يقول أحد "ليليان نمري شو عملت بديو المشاهير" يا بدي أطلع ويقولوا ليليان عملت شي أو ما بدي فوت"، جميعهم لم يتوقعوا أن أظل للحلقة 12، كنت أشعر أنني سأخرج من الحلقة السابعة، ليس بسبب الأداء لكنني كنت أظن أن الجمهور لا يصوت لمن هم مثلي، لكن إتضح لي العكس.

ما هو الدور الذي تتمنى ليليان نمري تجسيده اليوم؟

من اليوم أحب أن أبدأ بمسيرة أدوار الأم، أحب أن أكمل مسيرة عليا نمري، لكن ليس بدور هامشي مثل ما يتم كتابته اليوم في لبنان والعالم العربي للأسف، وحتى في السينما أطمح أن ألعب دور أم هي بطلة في العمل "أم شهيد، أم مناضلة.."، أريد دور أم ليس هامشياً، "أنا اليوم بعمر الستين ما بقدر إلعب دور بنت الـ30، قعدوني سنين ببيتي وإحترق عمري وأدوار كتيرة بحلم إني إلعبها اليوم ما بقدر إلعبها، لكن اليوم بقدر إلعب دور الأم والخالة".

من "قعدك بالبيت"؟

لسنوات كانوا يعرضون علي أعمالاً "مين ما كان بيقدر يلعبها، وإنت لما تحس حالك قادر تعطي بتزعل لما يبعتولك دور عالهامش، من بعد "وست بيروت" وأفلام مميزة بترك فيها بصمة، ولما الصحافة تسميني فاكهة الأفلام اللبنانية وبركان من الضحك، ما فيك تتراجع مش غرور، مرقت لسنين بأوضاع مادية صعبة لأنني لا أريد التراجع للخلف"، بعد كل نجاحاتي لن أقبل بدور "مربية، اقدم الشاي لبطلة العمل وأقول كلمات معدودة في الحلقة؟ أنا حرام ترجعوني لورا هلقد، ولما برفض هيك أدوار شركات الإنتاج بتعمل عليك "فيتو" كونك رفضت، يا جماعة حقي أرفض وانت بس تجيبني عالعمل بتجيب ناس على إسمي ليحضروا العمل، بس أنا الناس حتبهدلني لما تشوفني بهيك دور".

دور "تفاحة" الذي كسّر الدنيا هناك البعض لامني عليه، "أنا بعمل بنصيحة عملي متل غيرك اشتغلي وطلعي مصاري، لا مش رح موت من الجوع بعيش عالزعتر وما برجّع حالي لورا، ولاد جيلي مظلومين".

أولاد جيلي يظلمون مادياً ومعنوياً، فمثلاً ممثل جديد يأخذ مقابلاً مادياً كبيراً مقارنة بالمبلغ الذي يتقاضاه ممثل يملك سنوات خبرة وكبير بالعمر "اين العدل؟ لا تدفعوا لي كالنجمة الأولى في المسلسل لكن لا يمكنك أن تكون غير عادل معي مادياً، اعطيني حقي عالأقل لأن الناس عم تحضر المسلسل لأن أنا فيه وعم أضرب"، وأضع كل الحق في ما يحصل على النقابات التي لا تضرب بيد من حديد.

وسأقول لك شيئاً أبكاني كثيراً ما قاله لي ممثل كبير بالعمر والقيمة: "أوقات بستحي اطلع بإبني بس يقلي يا بيي ليش عم تقبل هيك يعطوك مصاري؟ شي بيحرق القلب، يعني لما يكون الكل عم ياخود 100 ألف دولار لازم هالممثل الكبير اللي عم يعمل دور تاني معه أقل شي يتقاضى 20 ألف دولار، مش 7 آلاف دولار ودورهم بيوازي البطل.. هيدا مش ظلم؟".

للأسف نحن الممثلون لا نحب بعضنا ولا نقف مع بعض، نحن إذا تكاتفنا كما الشعب اللبناني اليوم كنا أخذنا حقنا.

اليوم في الثورة هناك ممثلون يقومون بتحرك لتغيير الواقع الفني، لماذا أنتِ لستِ معهم؟

أنا قبل "الثورة الشعبية" بخمس سنوات طالبت بثورة "فنية" على الواقع الفني، وطلبت أن يقام إعتصام كل شهر أمام مجلس النواب للمطالبة بحقوق الفنانين، أنا اليوم مع "الثورة" وأتمنى أن تصل لكل أهدافها بالطرق السلمية وأنا ضد إقفال الطرقات بل التظاهر بكل المؤسسات والوزارات وغيرها والشروع بعصيان مدني.

كيف تصفين واقع الدراما اليوم؟

النهضة الدرامية تنعكس بشكل إيجابي علينا كممثلين وعاملين في هذه المهنة، وأنا لست ضد الأعمال العربية المشتركة بشرط أن يكون فيها عدل ومساواة بالمعاملة، وأنا مع الدراما المشتركة بقوة، خاصة أن مشاركتي في مسلسل "ما فيي" عرّف عليّ جمهوراً كبيراً خاصة من سن المراهقين وهذا أمر يفرحني جداً.

وأتمنى لشركات الإنتاح أن يستطيعوا الصمود بوجه ما نعانيه اليوم، وأدعو أن يصبحوا أكثر عدداً، حتى شركات الإنتاج التي أقفلت قبل عشرين عاماً أتمنى أن تعود من جديد.