الفنان ليس صوتاً وشهرة فحسب، الفنان أخلاق وثقافة وإنسانية، هذا ما كان يردده كبار النجوم العرب قبل رحيلهم، وهذا ما نفتقده لدى كثيرين من رعيل الفن الحديث في لبنان، وحتى في العالم العربي.


هذا التعميم لا يجوز على بعض الاستثناءات في الوسط الفني، وخصوصاً بعض الفنانين الذين حققوا نجومية وشعبية بعيدا من الشائعات والاستعراض ومواقع التواصل الاجتماعي.
الفنان أمير يزبك مضى على إحترافه سنوات طويلة كانت كفيلة بأن تتوجه نجماً من خلال خياراته الفنية ومسيرته الحافلة بالنجاحات، وأقل ما يقال فيه إنه فنان عصامي صنع نفسه بإجتهداه ومواظبته على تقديم الأفضل إلى محبيه ومتابعيه.
يزبك البعيد والقريب في الوقت ذاته من الاعلام، لم يتملق يوماً للجسم الصحفي ليسترضيه مقالا أو مديحاً، بل همه كان ينصب دائما على تحقيق الأفضل من خلال الأعمال التي يطرحها، لذلك حافظ على علاقة جيدة جداً مع الصحافة.
أمير يزبك الفنان يعتبر من النجوم الأكثر طلباً على الحفلات، وخصوصا حفلات الاعراس والمناسبات، فهو لم يهدأ خصوصا وأنه يراعي دوماً الوضع الاقتصادي للناس، لأنه من الناس ويتحسس وجعهم.
أمير الذي تعرفت إليه منذ سنوات، أدركت فيه كل مواصفات الرجل الشهم والوفي الذي يدرك جيدا كيف يرد المعاملة الحسنة والدعم، فهو يوماً لم يتنكر لمن كان مفضلا على مسيرته الفنية أو داعماً له على الصعيد المعنوي.
ولا يختلف إثنان على صوت أمير الجبلي واللبناني بإمتياز، هذا الصوت الهادر الذي غنى الوطن والحب والحياة والفرح، ربما لم يأخذ حقه كما يجب لأسباب يعرفها الجميع، خصوصاً أنه ليس ممن يجيدون التملق لمنتج أو مخرج، لكنه وعلى الرغم من ذلك حقق جماهيرية توهجت أيضاً من خلال تجربته في تقديم البرامج عبر تلفزيون الجديد.
أمير الذي تكرم خارج الوطن، لا ينكر بعض التكريمات المحلية، والتي لا ترقى إلى مستوى الاعمال التي قدمها أحيانا، وهذا بحسب رأينا طبعاً، وهنا لا بد من الإشادة بموافقه الشجاعة والتشجيعية، وهو الذي وقف إلى جانب الفنان الراحل سمير يزبك حتى الرمق الأخير، وهو الذي أعاد الفنانة مايا يزبك إلى الأضواء من خلال تجديد أغنيات جمعتهما وهي من أعمال والد مايا الشاعر والملحن الراحل جورج يزبك.

في الختام كلمة حق تقال في أمير يزبك إنه أمير في الاخلاق والفن والوفاء في زمن قلة الوفاء، لا بل إنعدامه، وله منا كل تقدير وإحترام.