ولدت المخرجة السوريةرشا شربتجيفي 20 نيسان/أبريل عام 1975، من أب سوري وأم مصرية، وعاشت في مصر حتى عمر 22 عاماً، قبل أن تستقر في دمشق، وتشكّل حالة خاصة ومتفردة، إذ إنها من المخرجات القليلات في الدراما السورية وربما العربية، لكنها تمتلك همّة الرجال، فبصمت وقدّمت مسلسلات لا تنسى.


يزخر أرشيفها بالأعمال الإشكالية، التي تعالج مسلسلاتها قضايا إجتماعية وإنسانية بأسلوبها المشاكس، الذي يطغى على العمل منذ بدايته حتى المشهد الأخير.
تنتمي لعائلة فنية عريقة، فوالدها المخرج هشام شربتجي، أحد رواد الدراما السورية الأوائل، ووالدتها المهندسة نيرة ثابت زادة مصطفى، إحدى أهم مهندسي الديكور في السينما والتلفزيون لفترة طويلة، والتي شغلت منصب مدير عام أكبر استديو في مصر، أما شقيقها يزن شربتجي، فهو أحد أهم مدراء التصوير والإضاءة في سوريا.

أعمالها
قدّمترشا شربتجيللدراما السورية والعربية أعمالاً حُفرت في ذاكرة المشاهدين، حتى أصبحت إسماً لامعاً في سماء الدراما العربية.
بدأت عملها كمخرج منفذ مع والدها في العديد من الأعمال، أولها كان "عيلة 7 نجوم" عام 1997 ثم "عيلة 8 نجوم" في العام التالي، يليه "بطل من هذا الزمان" 1999 و"أنت عمري" و"أسرار المدينة" 2000 و"صراع الزمن" 2002 و"بنات أكريكوز" 2003.
أما أول عمل أخرجته بنفسها فكان "قانون ولكن" 2003 من نص لممدوح حمادة وبطولة بسام كوسا ومها المصري وسلاف فواخرجي وكاريس بشار ووائل رمضان وعبد الهادي الصباغ.
وتتالت أعمالرشا شربتجي، فبرزت بمسلسل "أشواك ناعمة" 2005 ثم "غزلان في غابة الذئاب" 2006، فإنطلقت نحو النجومية الإخراجية بخطوات متسارعة.
ومن أعمالها أيضاً "رجل الأحلام" عام 2007 مع الممثل السوري ياسر العظمة، و"يوم ممطر آخر" 2008 و"زمن العار" 2009 الذي كان سبباً في نجومية سلافة معمار، إضافة إلى "تخت شرقي" و"أسعد الوراق" 2010 و"الولادة من الخاصرة" و"بنات العيلة" 2011 ثم غابت عدة سنوات عن الدراما السورية، قبل أن تعود عبر "شوق" 2017 و"حارة القبة" 2021
وخلال هذه الفترة أخرجت المسلسلاً الخليجي "وش رجعك" عام 2014، وأعمال مشتركة هي "علاقات خاصة" 2015 و"سمرا" 2016 و"طريق" 2018 و"ما فيي" و"بروفا" 2019 و"ما فيي" 2020.

الدراما المصرية
رغم نجاحها المطلق في الدراما السورية، إلا أنها عادت وتذوقت طعم النجاح في مصر أيضاً، وضمنت شعبية كبيرة في بلاد الأهرامات، بعد أن تعاونت مع الممثل المصري يحيى الفخراني في عملين، هما "شرف فتح الباب" 2008 و"ابن الأرندلي" 2009، بعدما كسبت ثقته لدرجة أنه كان يقول للممثلة المصرية يسرا عنها "صغيرة بس قاروبة".
وكان هناك تطابق تام بين وجهت نظرهما، فكان يقول لها: "كأنك قاعدة جوايا.. وعارفة عايز أتحرك إزاي وإمتى".

العنصرية
تعلّق رشا شربتجي على العنصرية المنتشرة بكثرة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وتقول: "الفن الحقيقي أبعد ما يكون عن العنصرية وعن الجنسيات والطوائف، وهذه الأصوات الشاذة تشبه تفاحة فاسدة في صندوق من التفاح، تنشر رائحة العفن، لكنها بعزْلها تبقى منفردة. وعموماً، من مساوئ السوشيال ميديا، غياب الضوابط والرقابة التي تردع الذين يتخفّون بأسماء وهمية، ويستطيعون الوصول إلى الملايين والتأثير في آرائهم".

الزواج
تزوّجترشا شربتجيمن السيد تمّام الصالح، شقيق الممثلة سوزان نجم الدين، منذ ما يقارب ست سنوات.
وفي لقاء مع موقع "الفن" قالت عنه: "تمّام هو عائلتي ووطني الثاني، والله أهداني إياه كسند وحبيب وشريك ورفيق، هو شخص حنون ومحب وهني ومخلص، والحمد لله رزقني به حتى أعرف ما هو الحب الحقيقي والرجل الحقيقي.. مهما تكلمت عليه فهو قليل، هو يمتلك كل مواصفات الشهامة والرجولة كما أنه يقدّر عملي وظروفه ودائماً يدعمني ويشاركني تعبي وقراراتي ويتحمل نقدي ويقيّم عملي بالإيجاب أو السلب بأسلوب جميل كونه شخصاً حساساً جداً".

لن أسافر
خلال أحد لقاءاتها ومع إندلاع الحرب في سوريا، أجابترشا شربتجيرداً على سؤال: "لن أترك سوريا بهذه الظروف، على الرغم من وجود خيارات عديدة عندي، كالجنسية المصرية، وفيزا إلى كندا، لكني لن أغادر وسأبقى، ومادامت عتبة الألم والخوف لا تزال تتحمل، وحبي مازال يغلبني ومادمت أستطيع العيش وأستطيع العمل في الدراما ولا أغيب فسأبقى".
وأضافت: "في السابق كنت أسافر كثيراً وأقضي فترة الصيف في مصر أو سياحة في دولة أخرى، وما كنت أشعر بالغربة، أما الآن أصبحت تصيبني حالة غريبة جداً، فعندما أخرج من دمشق أشعر أنها تهرب إن لم أرجع، وتصيبني حالة خوف شديد ورعب إضافة إلى اشتياق كبير لدمشق، وأشعر أن روحي معلقة فيها".

معلومات قد لا تعرفونها عنرشا شربتجي
تعتبر التمثيل كلعبة "البينغ بونع".. بمعنى أنها لا تكتمل بلاعب واحد فقط.
خلال الجزأين الأول والثاني من مسلسل "الولادة من الخاصرة" خاضت تجربة التمثيل بدور صغير عبر شخصية "سوزان".
تتمتع بمنهجية خاصة بحيث لا تصور على كل مشهد من زوايا عدة، بل تولف المشهد في رأسها، تقطّعه، ثم تصوّره لتخدم إيقاع المشهد وإيقاع الممثل معاً.
تعتبر الدراما مادة للرفاهية والتسلية، فإذا تحقق هذا الأمر من دون أي اعتبارات أخرى، يكون هذا كافياً برأيها.