جويل بو يونس اسم أثار الجدل في الفترة الأخيرة، لفتت الأنظار بجرأتها وتصرفاتها وأسئلتها.

يعتبرها البعض مستفزة، والبعض الآخر يعتبرها قوية، فأصبح إسمها متداولاً في الحالتين.
وكان لموقع "الفن" حديث شيق معها لمعرفة رأيها بكل ما حدث في الفترة الأخيرة خلال تغطيتها أحداث الثورة، إضافة إلى المواقف التي تعرضت لها على الهواء.

لقد كنت علامة فارقة ضمن التغطية للثورة اللبنانية..أخبرينا عن تجربتك بتغطية هذا الحدث بالذات.
لقد نزلت الى الشارع لأغطي هذا الحدث صوتاً وصورةً وكنت موضوعية، أما أسئلتي التي إنتقدها البعض فأتت كرد على ما كنت أسمعه من شعارات، على الرغم من أنها لم تكن كلها تبث على التلفزيون. ففي بعض الأحيان يبدأ البث مباشراً ويكون هناك نقاش حاد قبل ذلك، فيكون سؤالي حينها رداً على ما كان يحدث قبل النقل المباشر، ولذلك في بعض الأحيان فُهمت بطريقة خاطئة. حاولت أن أنقل الصوت والصورة على حقيقتهما ولم أختلق أي مشهد، وفي عدة مرات خلال تواجدي في تغطيات كانت الإهانات كثيرة لرئيس التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية، لكنني لم أكن أعلق لأن هذا ليس عمل الصحافي، لكن حقي أن أسأل رداً على أجوبتهم، وهذا لا يعني أنني ضد الثورة، فأنا مع المطالب المحقّة، ومنذ أول أيام الثورة كنت أقول إن هذا الحدث صرخة وجع وحق للمواطنين، لكن مآخذي كانت على تصرّف البعض، وأشدد على كلمة "البعض"، لأنه كان هناك العديد من الأشخاص الذين كانوا يدافعون عني.

هل تعتبرين أن ما حصل معك لصالحك أم لا؟
عندما أغطي أي حدث لا أفكر بالمستقبل، بل أكون كما أنا على طبيعتي بصراحتي، ولا أفكر إن كنت أتصرف لصالحي أو لا، لكن ذلك لا يمنع أني عندما أعود إلى البيت أراجع أفكاري وتصرفاتي. أنا عفوية في التغطيات، وبعض وزراء ونواب التيار الوطني الحر أسألهم أسئلة جريئة ولا أفرّق، حتى أنني دخلت في العديد من الخلافات معهم بسبب طرحي الأسئلة وذلك من قبل الثورة.

ما كان موقف محطة OTV بعد ما حصل معك على الأرض خلال التغطيات؟
أقدر ما فعلته إدارة OTV معي ومدير الأخبار لأنهم فتحوا لي المجال لنكمل رسائلنا المباشرة رغم كل شيء، وكانوا مصرين على ذلك، لكن كانت سلامة فريق العمل دوماً أولوية بالنسبة لهم، حتى أن الامور وصلت إلى أن يطلبوا مني عدم النزول إلى التغطيات خوفاً عليّ بعد ما حصل معي، وتركوا لي حرية القرار بهذا الشأن، لذلك في فترة معينة فضلت الابتعاد قليلاً.

ألا تخافين من أن تستبعد المؤسسات الاعلامية إسمك لعروض عمل بسبب مواقفك السياسية؟
كما قلت لك سابقاً عندما أقوم بعملي لا أفكر في المستقبل أو بما سيحدث، لكن لا أعتبر أن تصرفاتي كانت تتخطى الحدود، وانا لا زلت مقتنعة بأنني سألت ما يجب أن يُسأل. أما بالنسبة للوسائل الإعلامية، فكل منها ترى ما يناسبها وما هي بحاجة إليه في المراسل، لكن لا أعتقد أن ذلك سيؤثر، فكان لي زملاء في OTV مثل إدمون ساسين ومارون ناصيف، ولا أعتقد أنهم تخلوا عن إنتمائهم، على الرغم من إنتقالهم إلى مؤسسة أخرى. وأساساً أنا مرتاحة جداً في OTV، ولا أفكر حالياً في الإنتقال منها.

هل هناك من خذلك أو شعرت بأنه ظلمك خلال هذه الفترة؟
نعم هناك العديد من الاشخاص، ولكنني أتحفظ عن تسميتهم، فهم لم يتفهموا ما مرّ عليّ، والضغوطات التي نتعرض لها كلنا كمراسلين، وهناك عتب أيضاً على بعض الإعلاميين الذين إنتقدوا خلال مشاهدتهم للتغطيات على التلفزيون وهم لم ينزلوا على الارض ليعرفوا الحقيقة، لكن من جهة ثانية هناك بعض الزملاء الذين رأوا ما كان يحدث معنا كمحطة OTV ووقفوا معنا، منهم الزملاء ندى أندراوس عزيز وإدمون ساسين ومارون ناصيف من LBCI وموريس متى من MTV، وأقدر مواقفهم المعنوية لي.

خلال الثورة كان لافتاً تصرف الملحن سمير صفير على شاشة MTV مع المراسلة جويس عقيقي، كيف كنت ستتصرفين لو حدث هذا الامر معك؟
لقد إعترضت على ما حدث مع زميلتي جويس عقيقي، وقلت إنه لا يحق للملحن سمير صفير أن يفعل ما فعله، وكنت وقتها في قصر العدل واستنكرت ما حدث، وأشرت إلى أن شباب التيار الوطني الحر قالوا إنهم ليسوا مسؤولين عما حصل، وانا كوني تعرضت للعديد من المواقف المسيئة لي، فمن الطبيعي أن أرفض ما حصل، ولا يمكنني أن أضع نفسي مكان أحد لأنني لا أعرف كيف كنت سأتصرف.

تربطك علاقة طيبة بالفنانة جوليا بطرس، فهل لديك فكرة عن موقفها من الثورة؟
صراحة لا أملك فكرة حول موقفها، ولا أستطيع أن أدلي بموقف عن لسانها، لكنني سأستغل الامر لكي أوجه لها تحية كبيرة، وأعبر عن حبي لها، فهي من زوجات السياسيين الاكثر تواضعاً، على الرغم من أن إسمها كبير جداً، ويا ريت الجميع مثلها.

ما كان سبب إنسحابك من برنامج الإعلامي جو معلوف؟
لم اكن أود أن أشارك في أي برنامج في ذلك الوقت، لكن فريق عمل برنامج جو معلوف تواصل معي عدة مرات، بعدها قلت إنه لا بد أن أشارك في هذه الحلقة مع زميلاتي، لكن ما حصل هو أنه قبل ظهورنا على الشاشة كانت هناك رسالة من الشيخ الذي تحدث بطريقة مستفزة عن رئيس الجمهورية، ثم أتت رسالة جو فإنفعلت بسبب ذلك، على الرغم من أن جو من الأشخاص الذين تواصلوا معي وتضامنوا معي وأحترمه، لكن لم أكن أريد أن أظهر بعد هذا الكلام عن الرئيس لأنني كنت منفعلة، لذلك قررت أن أنسحب، وكلمة "أفجر" التي قلتها أتت من فورة غضبي ولم أقصد بها الاساءة، بل ما أردت أن أقوله هو إنني لا أريد أن أرفع صوتي، أو أن أبدو محتدّة.

برأيك كيف ستنتهي هذه الثورة؟
أنا مع المطالب المحقة، لكن ضد الطريقة، فعلى الرغم من تحقيق المتظاهرين العديد من المطالب، لماذا لا يسألون أنفسهم عن سبب رفضهم التحاور مع الرئيس؟ أنا أصبحت أؤمن بأن خلف هذه الثورة ألف سؤال يُطرح!