يثبت البحث في أرشيفه أنه من غير الممكن إيجاد دور واحد يجسده، من دون بصمته الخاصة والحقيقية، إنه ممثل مجتهد ومتميّز يعطي كل ما يملك وينتظر التقدير وقد حصل عليه من المشاهدين، ولم يحصل عليه من المخرجين، ويرى أن الإعلام لم يظلمه رغم إعترافه أن الإعلام العربي يلاحق الفنان، الذي يحظى بمتابعة المراهقات.


هو قاسم ملحو الذي يؤكد أن نسبة الممثلين المجتهدين قليلة في الدراما السورية، والسبب هو سعي أغلبهم وراء عدة مسلسلات في وقت واحد، وهو ليس من أنصار إرباك الرقيب وهو مع الفن الذي يخدش ولا يؤذي.
وعبر الأعمال الدرامية التي شارك فيها في السنوات الماضية، برز كممثل يمتلك أدواته الفنية بإتقان، خصوصاً مع تركيز المخرجين عليه في إسناد أدوار الرجل الشرير والمشاكس، فبرز فيها بشكل لافت.

بداياته وأعماله
ولدقاسم ملحوفي حلب يوم 5 شباط/فبراير عام 1968، وبعد نيله شهادة الثانوية توجه إلى دمشق والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية واستقر في العاصمة منذ دخوله المعهد عام 1989، فتخرج من المعهد - قسم التمثيل في عام 1993.
بعد عام من التخرج عمل في دولة قطر كمخرج مسرحي لصالح وزارة التربية والتعليم ومكث هناك مدة عام كامل، ثم عاد إلى سوريا لتبدأ رحلته مع المسرح القومي، وفرقة المعهد العالي للفنون المسرحية، وشارك بعدة مسرحيات نالت بعضها جوائز عديدة في مهرجانات عربية ودولية.
وكان أول دور تلفزيوني له في مسلسل "تل الرماد" عام 1997 مع المخرج نجدة أنزور، وشارك في العام نفسه في مسلسلات "هوى بحري" و"العوسج" و"الموت القادم إلى الشرق".
بعدها قدمقاسم ملحوللدراما التلفزيونية ما يقارب مئة عمل، منها "خان الحرير" عام 1998 و"رمح النار" و"الفوارس" و"تلك الأيام" عام 1999 و"الخوالي" عام 2000 و"تمر حنة" عام 2001 و"عمر الخيام" عام 2002 و"حمام القيشاني" و"سيف بن ذي يزن" عام 2003 و"عذراء الجبل" و"الطريق إلى كابول" عام 2004 و"الظاهر ببيبرس" و"الطريق الوعر" و"حكايا وخفايا" و"خلف القضبان" عام 2005 و"غزلان في غابة الذئاب" أسياد المال" و"الانتظار" عام 2006 و"عنترة" و"حوش العيلة" و"زمن الخوف" عام 2007 و"الخط الأحمر" و"باب المقام" عام 2008 و"فنجان الدم" و"طريق النحل" و"سفرة الحجارة" و"قلبي معكم" عام 2009 و"بعد السقوط" و"لعنة الطين" و"البقعة السوداء" و"الدبور" عام 2010 و"الولادة من الخاصرة" و"المفتاح" عام 2011 و"عمر" و"إمام الفقهاء" عام 2012 و"قمر شام" عام 2013 و"ضبوا الشناتي" و"بواب الريح" عام 2014 و"دامسكو" عام 2015 و"الطواريد" و"عطر الشام" بأجزائه الأربعة بدءاً من عام 2016 و"الإمام" عام 2017 و"روزنا" عام 2018 و"باب الحارة 10"، إضافة إلى أربعة أجزاء من السلسلة الكوميدية "بقعة ضوء".

كما شارك في الكثير من المسلسلات الإذاعية منها "شخصيات روائية" و"ظواهر مدهشة" و"خزانة العرب" و"قمر الغابات" و"زواريب".
ومن أفلامه السينمائية "باب الشمس" عام 2004 و"مطر أيلول" عام 2010 و"طريق النحل" عام 2017 و"أمينة" عام 2018 و"خلل" عام 2019.
ويعدقاسم ملحومن أكثر الممثلين مشاركة في دبلجة الرسوم المتحركة، ومن الأعمال التي شارك فيها "فرسان الأرض" و"القناص" و"زورو" و"المحقق كونان" و"بابار" و"مسرح الحياة".
ومن مسرحياته "النو" و"جنكيز خان" و"هاملت بلا هاملت" و"يوم من زماننا و"نبوخذ نصر" و"بئر القديسين" و"عشاء الوداع" و"تكتيك".

قلب محزون
خلال عام 2018، نشر قاسم ملحو صوراً للفيلا العائدة له والتي زارها، وكانت تقع في إحدى المناطق الساخنة في الريف الدمشقي.
وبدت الفيلا بحالة دمار كبير، وعلّق: "اليوم وبعد غياب 7 سنوات لقدرت شوف تحويشة العمر (الفيلا) على أرض الواقع، آه من قلب محزون.. إي نعم".

مطبات
يتذكرقاسم ملحوفي أحد لقاءاته المطبات التي وقع فيها، وتعلم منها بسبب نشأته بين أهالي الحي الشعبي الطيبين والعفويين، قائلاً: "في حفلة التخرج، اشتبكت بالأيدي مع صديقي وأخي النجم باسم ياخور وابن دفعتي، هذه الحادثة أذتني طبعاً، فوصفت بأنني عدواني وأزعر، ثم خسرت أعمالاً كثيرة عرضت عليّ لأنني سعيت إلى طلب أجر عالٍ بسبب تصديقي أكاذيب بعض الممثلين في شأن أجورهم، وخسرت أعمالاً أخرى لأني رغبت في تجسيد أدوار مغايرة عن تلك التي عرضت عليّ". ولا يشعر ملحو بالحرج من القول: "نعم باسم ياخور نجم، وأنا لست كذلك".

عائلة فنية
تزوّج قاسم ملحو من الممثلة آمال سعد الدين، التي كانت من دفعته في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعلى ذلك علق في لقاء قديم: "هناك أناس يعتقدون، لأنني أجسد الأدوار القاسية والشريرة، أنني هكذا في منزلي، ولذلك عزلت زوجتي وحولتها لسيدة منزل فقط، وهذا طبعاً غير صحيح، فهي مقلة في أعمالها لأنها لا ترضى أن تشارك في أي عمل، ولم تقبل أن تكون "تكميلة عدد" في المسلسلات التلفزيونية، وهذا حقها، فهي كانت الأولى التي دفعتنا في المعهد العالي للفنون المسرحية، وحققت أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة المسرحي، ولذلك فضلت البقاء في المنزل ورعاية ابنتينا حنين وشام، وعندما جاءتها تجربة "ضيعة ضايعة" انتبه المعنيون والناس لها، وقالوا ما هذه الممثلة تأخذ العقل! فإذا كانت هكذا لماذا لم تنتبهوا لها من قبل، والطريف هنا أنه بعد هذا العمل صارت تأتيها النصوص التلفزيونية بكثرة.