يومياً، وعلى مدار ساعات طويلة، يمضي عشاق السينما وصنّاعها والمخرجون الشباب أوقاتهم في الاستمتاع بالعروض المكثفة والنشاطات المفيدة والمؤثرة التي يكتنزها مهرجان أجيال السينمائي في نسخته السابعة.

ولا تخلو أيام المهرجان من اللقاءات التشاورية والندوات الحوارية والمؤتمرات الصحفية بغية طرح الأفكار بطريقة شفافة وتقديم الإجابات الشافية ببساطة ووضوح. وفي لقاء صحفي جمع الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة مهرجان أجيالفاطمة الرميحي مع أهل الصحافة، تحدثت عن الشراكة التي عقدت مؤخراً مع أكاديمية مومباي للصور المتحركة لبرنامج "صنع في الهند" قائلة: "شراكاتنا المتنامية تسهم ببناء أسس مهمة للتحالفات المستقبلية، الأمر الذي يسمح لنا بالتعرّف إلى طرق تعليم وبرامج جديدة ومميزة تستطيع أن تُحدث تغييراً ملموساً، وتدعم سرد القصص الأصلية".

واعتبرت الرميحي أن توسيع رقعة عروض الأفلام لتنتقل إلى دور السينما التجارية في قطر منحتهم الفرصة لتقديم هذه النسخة من المهرجان إلى عدد غير مسبوق من المشاهدين، وبالتالي وفّر لهم فرصة المشاركة بتجربة مهرجانية مميزة في العالم العربي".

ولفتت الرميحي إلى أن كل المخرجين والممثلين والمنتجين الذين قدموا إلى الدوحة حتى يحدثوا الناس عن أعمالهم هم نجوم المهرجان بالإضافة إلى حكام "أجيال"، فالأسماء الموجودة ملهمة للحكام.وفي معرض تعليقها على برنامج "صنع في قطر"، أكدت الرميحي أنه "يبرز أهمية القصص المؤثرة في المنطقة أكثر من أي وقت مضى، كفيلم "في المنتصف"، الذي يروي بوضوح الوضع الحالي في اليمن، وهو ما يعزز التزام المؤسسة في تقديم الأصوات الصاعدة في المنطقة إلى جمهور عالمي".

وختمت الرميحي كلامها بالقول: "تماشياً مع رؤية المؤسسة الرامية لوضع أسسصناعة الأفلام القطرية، أصبح أجيال فعالية مهمة للتعليم والتبادل الثقافي، إذ من خلال المواضيع المطروحة، والتوجيه، والتمثيل، تقوم عملية السرد القصصي بتوجيه حكّامنا، وتمكنهم من تحمل مسؤولياتهم في جميع المجالات".

وعلى صعيد آخر، ومن خلال هذه النسخة من المهرجان، تمّ عرض الفيلم العالمي "1982" للمخرج اللبناني الأميركي وليد مونس، والحاصل على منحة من مؤسسة الدوحة للأفلام، والحائز على جائزة الترويج لسينما آسيا والمحيط الهادئ NETPAC للعرض الأول لفيلم عالمي أو آسيوي في مهرجان تورنتو السينمائي 2019.

وخلال لقاء صحفي مقتضب، تحدث المخرج وليد مونّس عن فيلمه الروائي وأشار إلى اختياره تناول قصة وسيم الذي يبلغ من العمر 11 عاماً ويواجه صعوبة في الاعتراف بالمشاعر التي يكنّها لزميلته في ظل الغارات الجوية في سماء لبنان، وعلّق بالقول: "إنها قصة حب طفولي وقعت في لبنان عام 1982 وقد اخترتها ليتمكن الجمهور من تفهم تلك اللحظات التي كانت حاسمة في تاريخ بلادنا في العقود التي تلتها". وتابع قائلاً: "لا شك بأن فرصة عرض عملي في مهرجان مميز كمهرجان أجيال السينمائي ستسمح لي بأن أفتح نوافذ للعقول المتفتحة على قصص من ماضينا وأن أرفع الوعي حول تشكل موروثنا الثقافي في المنطقة من خلال التاريخ".

والجدير بالذكر أن وليد مونس سبق وأن قام بإخراج مجموعة من الأفلام القصيرة ومن بينها "الجفت"، "الواوي"، "الذئب"، و"الصبي"، الذي ترشح لجائزة الأوسكار.

فيلم عالمي آخر عرضه المهرجان، ألا وهو "إمنحني الحرية" للكاتب والمخرج الروسي كيريل ميخانوفسكي، والذي حاز على جائزة غولدن ستراند لأفضل أداء جماعي بمهرجان تولغراس السينمائي الدولي 2019. يروي الفيلم، المستوحى من تجربة ميخانوفسكي كسائق طبي روسي في أميركا، قصة "فيك" سائق الحافلة التي تنقل ذوي الإعاقة، ورحلته المليئة بالأحداث خلال نقله لجده وغيره من عشرات كبار السنّ الروس إلى إحدى الجنازات.

وخلال حواره مع أهل الصحافة، تحدث ميخانوفسكي عن أهمية الأعمال الإبداعية لصنّاع الأفلام بقوله: "قبل شروعي بالعمل في الفيلم، كنت أعمل على مجموعة من الأفلام القصيرة والأعمال الإنتاجية التلفزيونية، التي ساهمت في تشكيل خبرتي الإخراجية وصقلها". وأضاف: "معظم الأدوار في فيلمي الأخير لعبها أشخاص ليسوا ممثلين، وهم من الذين كانوا في شوارع ميلوواكي حيث تدور أحداث الفيلم الرئيسة. وقد قمنا بتوظيف تقنيات تمثيل مجتمعية لتكون التجربة حقيقية بشكل أكبر بالنسبة إلى الجمهور".

وعلى صعيد آخر، وفي إطار التنوّع الثقافي الذي يشهده المهرجان، إنطلقت إيقاعات أجيال، هذه الفعالية التي تحتفي بالمواهب الموسيقية على اختلاف أنماطها وتعتبر جزءاً من اتساع النطاق الفني الذي يشمله المهرجان المحتضنللفنون والثقافات من جميع المجالات، بعروض مدهشة أحيتها مجموعة من الموسيقيين الشبابأشرفت على انتقائهم الفنانة القطرية دانة المير. فيما اختتم مغني الراب وكاتب الأغاني المقيم في قطر، ميفيريس، العرض بأغنية راب مشوّقة.

وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان سيسدل الستارة على فعالياته الليلة، بعدما قدّمت هذه النسخة منه أعمالاً ضخمة وعروضاً تستحق المتابعة.