في حركة سريعة ومتوازنة تدور عجلة يوميات النسخة السابعة من مهرجان أجيال السينمائي، الحدث السنوي الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، ويتابعه عشاق السينما على اختلاف آرائهم وأفكارهم وتطلعاتهم وأجيالهم.


شهد اليوم الثاني من المهرجان، الذي تدور على هامش فعالياته والعروض المتنوعة والمتعددة لأهم الأفلام العالمية الحائزة على جوائز عدة، مؤتمراًصحفياً خاصاً مع المؤلف والمخرج الفلسطيني إيليا سليمان للتحدث عن فيلمه "إن شئت كما في السماء" الذي عرض خلال حفل الافتتاح.
"إن شئت كما في السماء"، فيلم حائز على تنويه خاص من لجنة التحكيم وفاز بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد بمهرجان كان السينمائي 2019، ورشحّته فلسطين لجائزة أفضل فيلم روائي عالمي في حفل توزيع جوائز الأوسكار بدورته الـ 92. يعتبر هذا الفيلم ملحمة كوميدية تغوص في مفاهيم الهوية والوطنية والانتماء ويطرح من خلالها إيليا سليمان السؤال الجوهري: ما هو المكان الذي يمكننا حقاً أن نُسمّيه وطناً؟ أربع كلمات فقط هي كل ما يقوله سليمان في فيلمه الذي يعيد إلى الأذهان بمهارة فن الكوميديا الصامتة الذي أصبح عُملة نادرة في القرن 21.
إيليا سليمان،المؤلف والمخرج المولود في الناصرة، والحائز على جائزة لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي عن الكوميديا التراجيدية "يد إلهية" عام 2002، تحدث خلال المؤتمر عن ارتباط عمله بالفعاليات الدولية القائمة وتواصله مع الجمهور من خلال لغة الصمت. وعن فيلمه قال سليمان: "يتطرّق الفيلم إلى العديد من الأحداث التي تجري في وقتنا الحالي بدءاً من العولمة وصولاً إلى الثورة، فقد شعرت الشخصية الرئيسة في الفيلم بالإنجذاب إلى تجربةٍ أصبحت جزءًا من كل ما يجري في العالم". وتابع بالقول: "مشاعر الشخصية في الفيلم حقيقية تواجه الهشاشة والعزلة بغضّ النظر عن المكان الذي تذهب إليه". وعن سبب اعتماده الحوار المقتضب في الفيلم بأكمله، أكد المخرج الفلسطيني بالقول: "أردت أن يختبر الجمهور الصمت كلغة منفصلة عن الصوت. يتيح الاعتماد على الصور فقط وتجنّب الحوار النمطي الذي يغلب على السرد القصصي في كثير من الأحيان، تجربة سينمائية مختلفة".
وعلى صعيد متصل، كان لصنّاع الأفلام المحليين المشاركين في برنامج "صنع في قطر"حضور واضح هذا العام من خلال مشاركة 22 فيلماًفي المهرجان، وذلك نظراً لأهمية هذا البرنامج الذي يعدّ بمثابة منصة فريدة من نوعها للمخرجين الطموحين لعرض أعمالهم على المسرح العالمي، معتمدين على المكانة الراسخة للسينما في سرد قصصهم وإنشاء حوار خلاق مع الجماهير من جميع أنحاء العالم.وتعزيزاً لشعار هذا العام: "اكتشف الأفلام، اكتشف الحياة"، وبهدف تسليط الضوء على القوة التحولية للأفلام والسرد القصصي، خرجت هذا الأعمال حاملة توقيع 23 مخرجاً قطرياً ومقيماً في قطر.
وخلال مؤتمر صحفي عقد على هامش المهرجان، تحدثت مهى الصيد،مخرجة فيلم "ملجأ"التونسية، قائلة إنها اختارت التحدث عن حياة الشباب الفلسطينيين المغتربين الذين يعيشون في قطر، ومحاولتهمإقامة علاقة بمنزلهم البعيد. واعتبرت الصيد أن مشاركتها في "أجيال"فرصة العمر. وأضافت: "لقد حضرت العديد من العروض والندوات التعليمية وغيرها من الفعاليات على مدار السنة، وإنه لشرف كبير لي أن أشارك في نسخة هذا العام. وبجهود ودعم مؤسسة الدوحة للأفلام، سيتوفر للعديد من الأشخاصالمساحة لصنع الأفلام ومشاركة أفلامهم المتنوعة".
عبد الناصر اليافعي، مخرج فيلم "أف – 57" ، تحدث عن فيلمهالذي يتمحور حول القوة الكبرى لوسائل التواصل الاجتماعي، وقال إن القصة في الواقع مستوحاة من صديق التقى به عن طريق الإنستغرام، ولكن لم يقابله قط. وتابع: "نأمل أنه من خلال المشاركة في أجيال، سنحصل عن الدعم لتطوير الفيلم الطويل، ونريد ذلك أكثر من الفوز. سيكون من الرائع رؤية فيلم قطري من إخراج شباب قطريين، في مهرجانات دولية ويحصد الجوائز". أما مخرج فيلم "الهامستر تعيس الحظ"عبد العزيز خشابي فاعتبر "أجيال" منصة لعرض عمله لجمهور أوسع.
بدورها، أكدت رنا الخولي، مخرجة فيلم "مزدوج"، أنها تناولت في فيلمهاتجربتها الواقعية وحياتها في الدوحة ودمشق، والتي ألهمت قصتها، وعلى أهمية التعليم والسرد القصصي كذلك قائلة: "مكنتني صناعة الأفلام من التعبير عن ذاتي وسرد قصة ربما لم أتمكن من سردها بطريقة أخرى. إنه تحدٍ لتقليص سيناريو مدته ساعتين في فيلم قصير مدته 16 دقيقة، لكنها تجربة مجزية بالفعل".