إعلامي راقٍ ومثقف، هو أستاذ للكثير من الإعلاميين الشباب قولاً وفعلاً فالكثير منهم كانوا طلاباً في صفوفه، وآخرون ينتظرون إطلالاته ليزيدوا المهنية في رصيدهم.

مهني الى أبعد حدود، ولعل ذلك يجعله استثناء في عالم الإعلام اللبناني، وبرهن عن ذلك خلال "الثورة" حيث كانت تغطياته الميدانية الأكثر مهنية بين جميع التغطيات.

هو الإعلامي يزبك وهبي الذي كان لنا معه اللقاء التالي:

كنت علامة فارقة في التغطيات الخاصة بالثورة اللبنانية بإجماع الكثيرين، بماذا يختلف اليوم يزبك وهبي عن المراسلين المتواجدين على الأرض؟

أترك الحكم للناس، أنا لا أحكم على نفسي، طالما أن الناس تتابعني وتحبني فهذا أمر إيجابي ويفرحني، أنا كل ما أحاول فعله هو أن أنقل كل آراء الناس ولا أكبّر شيئاً أو أصغّر شيئاً، أنقل ما أراه بوضوح على الارض، وهذا دورنا كإعلاميين أن نكون مرآة لما يحصل.

عندما يكون المراسل المهني استثناءً لدى المشاهدين.. أليس هذا يعني أننا أمام واقع إعلامي غير طبيعي؟

الواقع الإعلامي في لبنان مختلف بعض الشيء، يوجد في لبنان صحف ومحطات وإذاعات حزبية أو لقوى سياسية أو لدول خارجية، وعندما تكون ممولة يصبح المراسل في تلك الوسائل عليه أن يضيء على بيئته وجمهوره ومنطقته ويوصل الفكرة التي تهم حزبه وتياره، نحن كمؤسسة LBCI مؤسسة تتكل على الإعلانات بتمويلها وتريد أن تصل لأكبر شريحة من الجمهور لتكسب المُعلن، ولهذا السبب نحن نحرص على إظهار الصورة الكاملة، مع الثورة وضد الثورة وكل اجزاء المجتمع، وأنا أؤيد هذا المبدأ التي تعمل به قناة الـLBCI.

اذا طلبنا منك أن تضع علامة على عشرين للمراسلين اللبنانيين الذين غطوا الثورة اللبنانية كم تضع؟

يختلف الأداء بين كل المراسلين، لكن أضع لهم 19 على عشرين نظراً للمجهود الكبير الذي قدموه على الأرض، توجد أطباع مختلفة عند كل المراسلين، هناك من يسأل بطريقة مستفزة، ومنهم من هو حاد الطباع، منهم من هو جريء، منهم من يريد تبييض صفحة زعيم معين، وغير ذلك، أنا لا أحب السؤال الموجه، أسأل السؤال البريء ليكون الجواب واضحاً سواء كان من أسأله سياسياً أو مواطناً عادياً.

علاقة الإعلامي بالسياسي اليوم نقطة سوداء في ظل "الثورة اللبنانية" كم كنت تحرص في مشوارك أن تكون علاقتك بهم محدودة وتحافظ فيها على حريتك؟

المطلوب من الإعلامي أن يكون لديه علاقة جيدة مع السياسيين ليحصل على المعلومات، لكن لا يجب أن تتخطى هذه العلاقة المفهوم العادي، لهذا السبب أحرص أن تكون علاقتي معهم مهنية جداً، وأحياناً ألبي دعواتهم التي تكون كمكافأة لعملنا، وإن طلب مني أي منهم أية خدمة إعلامية أعتذر منه وأقول له أنا أعمل بمحطة ولا أعمل عند سياسي أو مسؤول.

كما قلت لك أنا بحاجة للسياسيين كي أحصل على المعلومات، وهم بدورهم بحاجة لنا كإعلاميين ليوصلوا الخبر لجمهورهم.

في "الثورة" حصل بعض الإشكالات كان الطرف فيها مراسلين بوجه بعض الأشخاص، لو كان يزبك وهبي في هذه المواقف كيف كان تصرف؟

الحالة الأولى: لو كنت مكان مراسلة الـMTV جويس عقيقي عندما تهجّم عليها الملحن سمير صفير:

أنا ارفض التعرض الشخصي، ولو كنت مكان جويس لرددت عليه بأنني لا أقبل أن تحدثني بهذه الطريقة وأقول له هذا الكلام يعبّر عنك، وكل إنسان يحكي أخلاقه، هو شخص معروف ومشهور ولهذا السبب الطريقة التي اعتمدها معها غير لائقة.

الحالة الثانية: خلافات مراسلة الـ OTV جويل بو يونس مع المعتصمين:

لو أنا أعمل في الـOTV كنت سألت سؤالي بطريقة بأسلوب أكثر هدوءاً خاصة أنني أتوجه لأناس في شارع متفاوتين بالكثير من الأشياء (منهم من هو مثقف)، ولديهم موقف سياسي من المحطة التي أعمل فيها، لذا أحرص أن أطرح السؤال بطريقة هادئة أكثر، لكن مع ذلك أرفض التعرض بالشخصي للمراسلة جويل بو يونس ولأي صحافي من أية محطة وأدافع عنهم، وبالمناسبة جويس وجويل كانتا طالبتين عندي في الجامعة، أرفض التعرض لهما.

الحالة الثالثة: قبل الثورة واثناء الحرائق كانت رسالة مؤثرة من مراسلة الجديد حليمة طبيعة، اتهمها البعض فيها بأنها تعمدت ذلك للفت الإنتباه:

الدمعة لا تنزل بسهولة، نحن لسنا ممثلين، لم تكن تتعمد التمثيل زميلتنا حليمة، كانت تسمع أصوات الإستغاثة، وترى الحرائق التي تلتهم الأحراج، وكانت تفكر بسلامتها الشخصية وسلامة كل من يستغيثون، هي قامت بشيء لا إرادي، أنا أحييها عليه لأنه موقف إنساني وغير مدّبر بكل تأكيد.

قناة الـLBCI كانت تعمل خارج النطاق الحزبي، وكانت هناك قنوات حزبية تعمل، أية محطة حزبية كانت الأقرب الى الـLBCI؟

لا يمكنني أن أقيم المحطات الحزبية، لكنني رأيت أن قناة المنار كانت تغطي الحدث في كل المناطق، لكنها كانت تتجه أكثر للمناطق الخاصة ببيئتها وهذا حقها لأنها حزبية، معظم المحطات كانت تغطي الحدث في كل المناطق لكن الحزبية كانت تراعي بعض الإعتبارات الخاصة ببيئتها، بينما الجديد والـMTV كانتا تملكان إمكانات أكبر من القنوات الحزبية وقامتا بتغطية أوسع.

استعانت المحطات اللبنانية اليوم في الثورة بمراسلين ومراسلات بدوام حر وبرواتب مخفضة وبدون اي تأمين صحي، كم المراسل ضحية اليوم؟

(مقاطعاً) "يمكن بدون معاشات أيضا"، يوجد الكثير من المراسلين الذين قدموا أنفسهم بدون مقابل كي يظهروا على الشاشة ويحصدوا شهرة ودعماً ويمكن اذا فرضوا مهنيتهم أن ينالوا فرصة عمل.

يوجد ممثلون كانوا يعملون خارج قسم الأخبار انضموا الى قسمنا وساعدونا في التغطية، ويوجد بعض الزملاء كانوا قد تركوا العمل وعادوا للتغطية في الثورة وقدموا مجهودهم مجانا أعتقد ذلك.

قبل فترة كانت المحطات تطالب بعائدات مالية من المواطن اللبناني مقابل مشاهدتها.. واليوم نرى أن قرار فرض رسوم على "الوتساب" أوصل لتفجر الشارع والإعلام تضامن مع الشارع.. كم توجد ازدواجية في هذه النقطة؟

الإعلام بحاجة الى مال، إذا الوضع الإقتصادي متدهور يعني أنه لا توجد إعلانات وبالتالي سيتوقف العمل الإعلامي.

كانت تجري تحضيرات في الLBCI لحفل إنتخاب ملكة جمال لبنان، وانت كنت من الأشخاص الذين يتولون مهمة تدريب المشتركات على الإلقاء، كيف رأيت الإستعدادات؟

جلست مع الفتيات جلستين، من ثم انطلقت الثورة، ونحن بالعادة كنا نجلس معهم 5 أو 6 جلسات لكن اليوم لا اعلم موعد استكمال التدريب خاصة أن المحطة أجلت الحفل بفعل الأحداث التي حصلت.

المسابقة في العام الماضي كانت من نصيب قناة الـMTV وكان الحفل مبهراً وضخماً وبكلفة مالية عالية، ما الذي ممكن أن تقدمه الـLBCI هذا العام للحفل؟

صراحة بكل بساطة لا أعلم، هذا المجال أنا لا أعلم تفاصيله، أنا أتدخل بشق عملي وهو تدريب الفتيات على الإلقاء، واي شق آخر لا علاقة لي فيه، لكن أؤكد أن المحطة تحرص أن توصل صورة جميلة تليق بهذه المناسبة.

عملت مع الكثير من ملكات الجمال اثناء التحضير للحفل، من من الملكات السابقات لا تزال تربطها علاقة جيدة بيزبك وهبي

وتطلب مساعدته أو نصيحته؟

بصراحة معظمهن.

لكننا نرى أنك قريب من رينا ورومي شيباني

توجد علاقة عائلية بين عائلتي الصغيرة "زوجتي واولادي" وعائلة الشقيقتين شيباني، ونلتقي من فترة إلى أخرى بزيارات متبادلة، لكن بقية الملكات يتواصلن معي دوماً وليست االملكات فقط بل كذلك الوصيفات والمشتركات يتواصلن معي ويطلبن نصيحتي وأنا انصحهم.

يوجد الكثير من المشتركات يطمحن من خلال مشاركتهن في المسابقة أن يظهرن لكي يدخلن مجال التمثيل ؟والإعلام

صحيح.. منهن من دخلن الإعلام والتمثيل ونجحن ومنهن من فشلن .

ما هو معيار النجاح اليوم؟

الناس هي التي تحكم، توجد ملكات ومشتركات دخلن عالم التمثيل ونجحن، فالملكة فاليري أبو شقرا نجحت في التمثيل لأنها اساساً تخصصت بالإعلام المرئي والمسموع، وصحيح أن نور نصر الله لم تفرض نفسها كإعلامية بل المحطة طلبت منها أن تقدم الأخبار، تدربت وقدمت الأخبار ونجحت الى حد ما، وتقدم البرامج الرياضية وأخرى لها علاقة بالتغذية وهذا ضمن اختصاصها، واليوم تقدم نصر الله على إحدى المحطات الأميركية فقرة إعلامية.

يوجد العديد من الأسماء، فمثلاً سالي جريج كانت تقدم فقرة دعائية واليوم تقدم برنامجاً في دبي، رغم أنها كانت تمتلك طبعاً خجولاً لكنها إنطلقت.

ويوجد إسمان قدمتا بالتمثيل وانسحبتا بسرعة لأن التمثيل ليس اختصاصهما، ويبقى بالنهاية التقييم للناس.