شاركت الشحرورة صباح في السينما المصرية واللبنانية، وأدت أدواراً بطولية في أفلام عديدة، وغنّت فيها عدداً كبيراً من الأغاني.
وقد دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كأكثر فنانة لديها أكبر إرث فني في التاريخ.

أعمال صباح

لدى صباح 83 فيلماً بين مصري ولبناني وسوري، و27 مسرحية لبنانية، وما يزيد عن 3500 أغنية بين مصرية ولبنانية. وغنت صباح على مسرح الأولمبيا في باريس، في منتصف سبعينيات القرن العشرين مع فرقة الفنان روميو لحود الاستعراضية، وكانت أول من وقفت على مسارح عالمية أخرى، منها أرناغري في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا وقاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك على مسارح لاس فيغاس وغيرها، كما شاركت في الكثير من المهرجانات اللبنانية مثل: بعلبك، جبيل وبيت الدين والأرز.

ومن المسرحيات التي قدمتها صباح :

"موسم العز" في بعلبك عام 1960، من تأليف الأخوين الرحباني وإخراج إلياس متى، وشارك معها في التمثيل نصري شمس الدين ووديع الصافي ولينا شوقي وجوزيف عازار وسمير يزبك وعصام رجي.
مسرحية "الشلال"، مع الفنان روميو لحود بطولةصباحوأنطوان كرباج وجوزيف عازار.
"دواليب الهوا" في بعلبك عام 1965، للأخوين الرحباني، بطولة صباح بدور "حلا" ونصري شمس الدين بدور "فهد" وإيلي شويري بدور بائع دواليب الهوا.
"القلعة"، مع روميو لحود في بعلبك عام 1968 بطولة ناديا جمال وجوزيف عازار وعصام رجي وسمير يزبك.
"فينيقيا"، حوار ريمون جبارة إخراج روميو لحود عام 1971.
"ست الكل"، من أعمال وسيم طبارة وريمون جبارة عام 1974، وشارك في المسرحية الى جانب صباح، عصام رجي، الياس الياس، فريال كريم، ملحم بركات، وسيم طبارة، فيلمون وهبي، محمد السرّاج وفرقة آلان الزغبي للدبكة والرقص الشعبي.
"حلوة كتير"، من أعمال وسيم طبارة عام 1975.
"شهر العسل"، من أعمال وسيم طبارة عام 1977 وشاركها البطولة جوزيف عازار وفريال كريم.
"وادي شمسين" من تأليف وتلحين إلياس الرحباني، بطولة صباح وإيلي صنيفر ووليم حسواني وفريال كريم وجوزيف ناصيف.
"الاسطورة" ومن ثم "كنز الأسطورة"، وهي آخر مسرحياتها وكان إلى جانبها الفنان جوزيف عازار وزوجها السابق فادي لبنان وكريم أبو شقرا وورد الخال والأمير الصغير.


غنّت لكبار الشعراء والملحنين اللبنانيين

عدا عن أغنياتها في المسرحيات والأفلام، غنّتصباحلكبار الشعراء والملحنين اللبنانيين، نذكر منهم زكي ناصيف "تسلم يا عسكر لبنان"، فيلمون وهبي "دخل عيونك حاكينا"، توفيق بركات "عالضيعة"، شفيق المغربي "قايمة ضب تيابي"، وليد غلمية "مسيناكم مسونا"، ميشال طعمة "زقفة يا شباب"، مطر محمد "أخدوا الريح"، إيلي شويري "تعلى وتتعمر يا دار"، ملحم بركات "كحيل العين"، عصام رجي "سعيدة ليلتنا سعيدة" ​​​​والياس ناصر "عامر فرحكم عامر".
ومن الشعراء والملحنين من خارج لبنان، تعاملت صباح مع محمد عبد الوهاب "عالضيعة"، رياض السنباطي "عدوا الليالي"، ومحمد الموجي "الحلو ليه تقلان أوي"، بليغ حمدي "يانا يانا" التي أعادت تجديدها بتوزيع موسيقي مختلف مع الفنانة اللبنانية رولا سعد، وفريد الاطرش "يا دلع دلع" و"حلوة لبنان"، جمال سلامة "ساعات ساعات".
عدا عن هويتها اللبنانية، حصلت صباح على الهوية المصرية، التي منحها إياها الرئيس الراحل أنور السادات، والأردنية والأميركية، ونالت 4 أوسمة قلدها إياها الملك الأردني الملك حسين، كما كرمها الرئيسان التونسي الحبيب بورقيبة والسنغالي ليوبولد سينغور.
كان لصباح الفضل في إطلاق العديد من الملحنين والمغنين منهم مطر محمد وملحم بركات وعصام رجي وسمير قبطي ورولا سعد وفادي لبنان وجورج الراسي. وفي الوقت عينه دعمت العديد من المخرجين ومقدمي ومعدي البرامج عبر جميع الشاشات اللبنانية والعربية، وكان هؤلاء يتفاءلون بإفتتاح برامجهم بإطلالة صباح، ومنهم المخرج سيمون أسمر، الإعلامي طوني خليفة ورئيسة التحرير الإعلامية هلا المر.

وفاة صباح

عاشت صباح وتمسّكت بالحياة بكل قواها وحاولت أن تحافظ على شبابها مطولاً. في الشهر الاخير من عام 1999 تعرّضت صباح لوعكة خطرة أوجبت دخولها المستشفى لتعاود دخولها للمرة الثانية عام 2000. وفي تلك الفترة كان إبنها صباح يرافقها.
عاشتصباحآخر سنوات حياتها في فندق في منطقة الحازمية قرب بيروت، بعدما باعت منزلها. صرّحت بأنها قامت بهذه الخطوة لأن بيتها صار كبيراً عليها، فشعرت بالوحدة وقررت تركه. ولم تتوانَ عن عقد مؤتمر صحفي لتنفي فيه الإشاعات التي تناولت خيانة عائلتها لها وسرقة كل ما تملك، و لتعلن أنها باعت منزلها لتستر المحيطين بها خصوصاً ابنتها هويدا.
رحلت صباح فجر يوم الأربعاء 26 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2014، بعد أن كانت طاردتها شائعة وفاتها منذ العام 1987، وتوفيت في مقر إقامتها عن عمر يناهز الـ 87 عاماً وحضر جنازتها إبنها "صباح" فيما غابت هويدا عن الأنظار. وتعتبر جنازة صباح من أغرب الجنازات التي حصلت في العالم، إذ أوصت قبل موتها بأن لا يحزنوا عليها وأنها تريد أن تشيّع جنازتها على أنغام أغنياتها، وهذا ما تم تنفيذه بالفعل إذ حرص أهلها ومحبوها على أن تنفذ وصيتها كما طلبت، فإمتلأت جنازتها يوم 30 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2014 بأغانيها التي عزفتها موسيقى الجيش اللبناني، والرقصات الشعبية التي ضجت بالحياة رغم الرحيل، وذلك بحضور مجموعة كبيرة من الفنانين والممثلين والإعلاميين والسياسيين والأدباء والمفكرين من مختلف دول العالم.
تكفل مصمم الأزياء اللبناني بسام نعمة بتصميم الفستان الخاص بالصبوحة الذي تم إلباسه لها يوم دفنها، وهو عبارة عن فستان أبيض من الدانتيل بنقشات خفيفة، التصميم جاء بناء على وصية من الفنانة صباح قبيل رحيلها، بإعتباره الفستان الأخير الذي سترتديه. .
وأقيم قداس لراحة نفسصباحفي مصر ويوم عزاء في القاهرة، يوم الأحد ٧ كانون الأول/ديسمبر عام 2014 الساعة 6.30 مساء في كنيسة سان جوزيف الواقعة في ٤ شارع محمد فريد، ترأسه الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي للإعلام.

جدارية بصورتها

في منتصف شهر حزيران/يونيو عام 2015 أطلت الشحرورةصباحعلى محبيها في شارع الحمرا في بيروت، وقد ارتفعت لوحة جدارية على بناية "قلب بيروت" أشرفت عليها جمعية "أحلى فوضى". وكانت الجمعية عملت بعد إعادة تأهيل الممرات الخاصة بالمشاة وذوي الهمم في الشارع ضمن مهرجان "توت توت ع بيروت"، الذي أعاد تكريم كبار الفنانين وأحيا التراث اللبناني، فولد مشروع الرسم الضخم لصباح بإبداع الفنان يزن حلواني، وهو عبارة عن جدارية (12/25 متراً) وهو أول لبناني يتسلق مبنى يبلغ ارتفاعه 24 متراً لينجز هذا العمل الأكبر والأول من نوعه في لبنان.
رحلت صباح، وبقيت أغانيها وأفلامها التي ستذكرنا بها، وستذكر كل الأجيال التي ستأتي من بعدنا بأسطورة أطلت كالشمس من بيروت، وأضاءت بفنها العالم كله.