مسيرة الشحرورة صباح المتألقة والمتوهجة في عالم الفن والغناء والسينما لم يشبها شائب، لم تعرف أية فنانة توهجاً كما عرفته صباح ، السيدة التي تضج أنوثة ونوراً وجمالاً وفناً من رأسها حتى أخمص قدميها، لكن حياتها الشخصية كانت دائماً محط أنظار الصحافة والإعلام التي طالتها دائماً من خلال زيجاتها المتعدّدة وإشاعات عن زواجات عابرة حاولوا تشويه مسيرة كاملة من خلالها. فما هي هذه الزيجات التي حيرت الملايين وكيف انعكست على علاقة صباح بابنتها؟

أناقة صباح بتصاميم وليم خوري

كانتصباحملهمة للكثير من المصممين الذين عرضوا عليها إرتداء تصاميمهم، كما كانت قدوة في الأناقة لكثير من الفنانات والنساء والفتيات، إذ كانت السباقة في إطلاق صيحات الموضة والجمال، فكانت أول من ارتدى البنطالون والشورت والفساتين القصيرة والشبك والفساتين ذات الفتحات العالية، ولم يكن المجتمع حينها يتقبل المرأة بهذه الملابس. من أبرز مصممي الأزياء الذين تعاملت معهم صباح، المصمم وليم خوري الذي قال في أحد تصريحاته الصحفية أنه صمم لها حوالى 400 فستان ارتدتها في مناسبات وحفلات ومسلسلات وأفلام عدّة. وكشف وليم أن صباح قد باعت 200 فستان لها في أميركا بـ 10 أضعاف ثمنها الاصلي، ووزعت 100 فستان للواتي كنّ يقصدنها للاستعارة منها. وإحتفظ المصمم بمئة فستان لها كي لا تقوم ببيعها، ورغبة منه في إنشاء متحف لها بعد مماتها ولأنه يعتبر أن القطع التي صممها لها تصعب إعادة صنعها مطابقة مرة أخرى.

صباح وصداقتها مع جوزيف غريب

تعاملت صباح مع العديد من مصففي الشعر وخبراء الماكياج، إلى أن تعرفت على المزين وخبير الماكياج جوزيف غريب الذي رافقها لحوالى ربع قرن وأصبح صديقها الوفي، وبئر أسرارها، فبقي إلى جانبها حتى آخر أيامها، حيث كان يعطيها الأدوية، وينقلها إلى المستشفى عند الضرورة، كما أن بحوزة جوزيف وصية من صباح لم يكشف عن محتواها بعد، وذلك بحسب ما صرح لرئيسة التحرير هلا المر.

صباح وإبنة شقيقتها كلودا عقل

المخرجة كلودا عقل إبنة الممثلة لمياء فغالي، شقيقة صباح، رافقتها لفترة طويلة في مسيرتها الفنية، وتملك أرشيفاً كبيراً لخالتها وبعض فساتين الشحرورة، كما رافقتها أيضاً خلال فترة مرضها، وحتى أيامها الأخيرة.

زيجات صباح

تزوجت صباح رسمياً سبع مرات بحسب قولها، وقيل إن الزيجات الأخرى كانت إشاعات عنصباح، وأبرزها زواجها من خبير التجميل جوزيف غريب، إذ كانت كذبة في الأول من شهر نيسان.

الزيجات الفعلية التي أعلنت عنها صباح هي:

- المرة الأولى عام 1944 من رجل الأعمال اللبناني نجيب شماس حين كان عمرها 19 عاماً، وهو والد ابنها الدكتورصباحشماس، واستمرّ زواجهما خمس سنوات، إذ طلبت منه الطلاق لأنه منعها من السفر إلى القاهرة لتصوير فيلمها "سيبوني أحب".


الزواج الثاني عام 1952 من أنور منسي وهو عازف كمان مصري ووالد ابنتها هويدا، وكان يرافقها في العزف دائماً وتطورت علاقتهما إلى أن تزوجا، وإستمرّ حبّهما أربع سنوات، لكنه إنتهى لأن أنور كان يحبّ المقامرة والسهر ويهمل بيته وزوجته ويضربها عندما ترفض أن تعطيه المال اللازم للمقامرة.
الزواج الثالث عام 1960 من المذيع المصري أحمد فراج الذي اشترط عليها عدم تقديم الأدوار الساخنة في أفلامها وإرتداء الملابس المحتشمة، وإلغاء رقة الصوت في أغنياتها والإبتعاد عن الدلال في تصرفاتها، وعدم تقديم الكحول لضيوفها، بالإضافة الى أنه كان يتنصت على مكالماتها الهاتفية ويشكّ في تصرفاتها. فأدركتصباحأن هذا الزواج لن يدوم طويلاً، فرفضت الإنجاب منه، ولم يتحمل شهرتها فطلقها بعد ثلاث سنوات من زواجهما.
تزوجت للمرة الرابعة من الممثل رشدي أباظة لفترة قصيرة. وبشكل مفاجئ عقد الزواج في المحكمة الشرعية في صيدا في الثاني من أيار/مايو عام 1967، وبعد يومين سافرتصباحإلى المغرب لإرتباطها بعقد مسبق لإحياء سلسلة حفلات غنائية. بعد فترة، عادت إلى بيروت وطلبت الطلاق من رشدي الذي كان غادر بيروت الى القاهرة. تردد أن مصالحها كفنانة أصيبت بأضرار.


ويروى أيضاً أن الزواج لم يستمر سوى لساعات بين الممثل المصري رشدي أباظة والفنانة اللبنانية الراحلة صباح، فالزواج لم يدم أكثر من 15 ساعة وذلك بسبب تدخل الفنانة المصرية سامية جمال والطلب من زوجها رشدي أباظة أن ينفصل عن صباح، بعدما علمت جمال بأن أباظة تزوج عليها.
في صيف عام 1970 تزوجت للمرة الخامسة من النائب (جو) يوسف حمود من قضاء صور. ورضيتصباحبالقيود التي فرضها عليها زوجها لأنها أحبته، أيضاً لأنها كانت تشعر بأنه يحبها بإخلاص ولم يُعق نشاطها الفني. كانت أول إطلالة إجتماعية لهما في حفلة أقيمت في أحد الفنادق في بحمدون، بمناسبة تقليدها وسام الإستحقاق اللبناني برتبة فارس. ضمّت الحفلة الى جانب وزير التربية حينها جوزف أبو خاطر، الرئيس السابق كميل شمعون، الموسيقار محمد عبد الوهاب، المخرج هنري بركات وغيرهم . لكنهما انفصلا بعد مرور سنتين على زواجهما لأسباب خاصة. وقد صدمت بخبر الطلاق بعدما أرسل لها جو ورقة الطلاق أثناء أدائها على المسرح، لكنها تابعت من دون أن يدري أحد بهذا الخبر إلا لاحقاً.
وفي 18 آب/أغسطس عام 1973 تزوجت للمرة السادسة من المخرج والممثل وسيم طبارة، وقضت معه أربع سنوات. اكتشفت أن وسيم بات يهتم بنفسه أكثر مما يهتم بها، وأن الحفلات المسرحية التي تقيمها لم تعد من اختصاصها إنما من اختصاصه وحده، وأن طموحه الفني لم يعد يكفيه، بل يريد أن ينطلق انطلاقة عالمية في الاخراج. ما إن وصلتصباحإلى بيروت، آتية من لندن، حتى تطلقا وتردّد أنهما افترقا بعد خيانته لها، وأنها تأثرت بهذه العلاقة وحوّلتها إلى فيلم سينمائي، الى جانب الممثل المصري حسين فهمي بعنوان "ليلة بكى فيها القمر".


وآخر أزواج صباح كان الفنان فادي (قنطار) لبنان في لندن بتاريخ 18 آذار/مارس عام 1987، والذي استمرّت معه سبع عشرة سنة، وإنفصلا عن بعضهما في عيد العشاق عام 2002. وكان زواجها السابع.
وإعتبرت صباح أن زواجها منه كان غلطة لن تسامح نفسها عليها. وبعدها خطبت صباح ملك جمال لبنان عمر محيو إبن الـ 25 عاماً حينها، وتبين لاحقاً أنها قامت بهذه الخطوة لأنها كانت تريد أن تساعده على دخول مجال الفن.
وعن سبب زيجاتها الكثيرة تقول صباح إن ذلك يعود لإحترامها لمكانتها، ولم تكن تسمح لنفسها بإقامة علاقة خارج نطاق الزواج.
وفي إحدى المقابلات كانتصباحترى أن أغلبية أزواجها استغلوا شهرتها وثروتها لمصالحهم، وأطلقوا عليها لقب "مدام بنك" لأنها كانت تنفق المال الكثير على من تحب، بالإضافة إلى حبها للأناقة وللأزياء وكانت تقول "أتمنى أن لا أخسر جمالي وأناقتي".

مسلسل "الشحرورة"

قصة حياة صباح كانت دائماً محور حديث الناس والصحافة والإعلام ومصدر إلهام للمخرجين والفنانين، إذ أنتجت شركة الصبّاح مسلسلاً يحكي قصة حياتها بعنوان "الشحرورة" عرض في رمضان عام 2011، وجسدت شخصيتها الفنانة اللبنانية كارول سماحة بعد أن رغب المقلّد اللبناني والصديق المقرب لها باسم فغالي بتجسيد دورها في المسلسل، إنما القائمون على العمل وجدوا أنه من المستحب أن تؤدي إمرأة سيرة حياتها. هذا المسلسل لم يمرّ مرور الكرام بعد عرضه، إذ أحدث احتجاجاً كبيراً من عائلة الشحرورة على مضمونه الذي لا يتطابق كاملاً مع حياتها الحقيقية، إلا أن التبرير كان أن المخرج أضاف تفاصيل من نسج خياله لإعطاء القصة نكهة خاصة.
والمميز في هذا المسلسل هو تتره "ملكة على الأرض" الذي يختصر مسيرة صباح.

صباح وابنتها هويدا

دخلت ابنة صباح هويدا مجال الفن عام 1970 بدعم من والدتها، وعملت في السينما المصرية واللبنانية، وكانت انطلاقتها في فيلم "نار الشوق". وغنّت لها صباح أغنية "أمورتي الحلوة".
وفاجأت هويدا الجمهور بخبر اعتزالها الفن عام 1990، بعدما قدمت فيلم "فدعوس وفتاة الأوتوستوب" من بطولة كريم أبو شقرا، إخراج وتأليف سمير الغصيني، ومسلسل "بنت الكبار"، وغيرها من الأفلام والأغنيات والمسرحيات.
عانت صباح الكثير بسبب إدمان هويدا على المخدرات، خصوصاً بعدما أصيبت هويدا بأزمة صحية نتيجة إدمانها وذلك عام 2006، الأمر الذي أجبر صباح على بيع بيتها والإقامة في الفندق لإدخال ابنتها إلى مركز مختص في كاليفورنيا بالولايات المتحدة لمعالجتها تحت رعاية شقيقها صباح شماس. وبعد تعافي هويدا جزئياً قررت صباح إعادتها للعيش معها في لبنان. وكان الرئيس الليبي السابق معمر القذافي قد عرض على صباح الإقامة في قصر فخم في ليبيا ولكنها رفضت مغادرة بلدها لبنان، ولذلك قرر شراء بيت لها في منطقة الحازمية بمبلغ مليون دولار.
في شهر آذار/مارس عام 2018 أعلنت أسرة صباح أن هويدا مفقودة، حيث هربت من أخيها غير الشقيق صباح، ورفضت متابعة الخضوع للعلاج من المخدرات.
وقالت جانو، ابنة شقيقةصباحفي تصريحات صحافية: "هذه الاخبار صحيحة، نحن لا نعلم شيئاً عن هويدا، فكنت أتواصل معها عبر رقمها اللبناني من خلال أحد التطبيقات على مواقع التواصل الإجتماعي، ولكن منذ فترة طويلة اغلق الخط ثم تم بيعه لأشخاص آخرين، ومنذ ذلك الوقت لا أعلم عنها شيئاً".
وتابعت: "هويدا لديها رقمان، واحد لبناني وآخر أميركي، والأخير لا تجيب عليه مطلقاً، وشقيق صباح فعل كل ما في وسعه من أجل الوصول إليها لكنه فشل، ورغم تلقيه رسائل تفيد بأنها في أميركا، إلا أنه سافر ولم يستطع الوصول إليها".

صباح وعلاقتها بإبنها صباح

كانت علاقة صباح جيدة بإبنها المتخصص بالأمراض العقلية والنفسية، وكانت تزوره من حين إلى آخر، وهو كذلك، وكانا يتواصلان عبر الهاتف بإستمرار، إلى أن فارقت صباح الحياة وحضر إبنها خصيصاً من الولايات المتحدة الأميركية لوداع والدته، قبل نقلها إلى مثواها الأخير.