مع بدء المظاهرات الشعبية التي خرجت إلى شوارع لبنان مطالبة بالإصلاحات، وتحسين ظروف البلد الإقتصادية والمعيشية، أعلن العديد من مشاهير الفن في لبنان، ومنهم مارسيل خليفة وباسكال صقر وخالد الهبر وإبنه ريان الهبر وأحمد قعبور ووسام حنا وبديع أبو شقرا وحنين وألان الزغبي وأنجو ريحان وجنيد زين الدين ووجيه صقر وغريتا عون وعبدو شاهين وإليسا ونادين نسيب نجيم وماغي بوغصن ونادين لبكي، وغيرهم، تضامنهم مع صرخات الناس وأوجاعهم وحقهم بالعيش بكرامة.

لكن ما أثار تساؤلات الناس على الأرض، هو غياب جوليا بطرس وماجدة الرومي وزياد الرحباني وسامي حواط وغيرهم، الذين يعتبرون من فناني الثورات وأغانيهم الوطنية صدحت في كل أصقاع العالم، عن تضامنهم مع المظاهرات، فلم يكتبوا كلمة واحدة عبر صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي، كما لم يشاركوا على الأرض.
جوليا بطرس التي قدّمت الأغاني الثورية والوطنية، كانت مختفية تماماً عن المشهد الميداني في الساحات، بإستثناء أغانيها التي تصدح في المظاهرات، لكن في الوقت نفسه كانت هناك إعتراضات على وجود أغاني جوليا أو غيرها من الفنانين، الذين وصفوا بأنهم يلتصقون بالسلطة الحاكمة أو صامتون، ومثال على ذلك أن جوليا هي زوجة وزير الدفاع اللبناني في الحكومة المستقيلة، إلياس بو صعب، وحتى البعض طالب بمقاطعتها.
ولم يستثنِ المتظاهرون زياد الرحباني، الذي إشتهر بموسيقاه الحديثة ومسرحياته السياسية الناقدة التي تصف الواقع اللبناني بفكاهة عالية الدقة، مثل "نزل السرور" والتي تتضمن نشيد الثورة "جايي مع الشعب المسكين"، وتميّز أسلوبه بالسخرية والعمق في معالجة المواضيع السياسية والإجتماعية، رغم أنه معروف بتأييده لحزب الله، فأين "بخصوص الكرامة والشعب العنيد"؟

كما إستغرب الشباب المنتفض في الشارع تأخّر ماجدة الرومي عن تأييد مطالب الناس، خصوصاً أنها غنّت للوطن في مناسبات عديدة، لكنها ردّت بعد إنتقادات البعض بنشر مقطع فيديو بأغنية "الحرية"، أرفقتها بتعليق "آراء الشعب من رأي الله، والي بخاف الله بياخد بآراء الشعب، الشعب اليوم قال كلمتو وكلمتو لازم نحترمها"، موجهة التحية للشعب اللبناني في نهاية رسالتها.
في حين فاجأ مارسيل خليفة المتظاهرين بحضوره الى ساحة النور في طرابلس، وأشعل الأجواء بأغانيه الوطنية، ومنها "إني اخترتك يا وطني"، كما شارك مع المتظاهرين في النبطية وغنى معهم "يا بحرية" و"منتصب القامة أمشي"، وأيضاً كان له مشاركة مع المتظاهرين في مدينة صور.
غياب هؤلاء الفنانين عن التضامن مع الناس في الشارع، يطرح العديد من علامات الإستفهام، فهل بات الموقف السياسي يبعدهم عن ثورة الشعب؟