أتمت الفنانة اللبنانية إليسا 47 عاماً من عمرها أمس، وأصبح عمر مسيرتها الفنية 27 عامًا ،نجحت خلالها في أن تكون من نجمات الصف الأول في العالم العربي ، فمن هاوية شاركت ببرنامج ستوديو الفن في عام 1992 إلى نجمة احتلت أغنياتها الرومانسية حيزاً مهماً من يومياتنا، غنت الحب والفراق والخيانة والفرح ، غنت الوطن، وهي رغم كل النجاح الذي وصلت إليه واتهامها بالغرور إلا أنها عكس اللي شايفينها.


إليسا أثبتت أنها رقم صعب في الوسط الفني بشكل عام وبمواقفها المختلفة ومعاركها التي خاضتها، إن مع المرض الخبيث أو لإثبات نفسها أو للدفاع عن حقوقها، وحتى في الوقوف إلى جانب زميلاتها، والدفاع عنهن حين يتطلب الأمر، وبرهنت إليسا أنها المرأة القوية حتى تكاد تصبح مثالاً يحتذى به للفنانة التي تعكس الصورة المشرقة للمرأة اللبنانية أينما حلت.

إليسا اعتادت مواجهة كل الأزمات التي عصفت بها إن لناحية ما يتعلق بالفن أو بحياتها كإنسانة بمفردها وبمنتهى الشجاعة والعنفوان، وكما يقال بالعامية اللبنانية "ما بتحطا واطية"، لم تهتز ثقتها بنفسها حتى في أصعب الظروف وعلى الرغم من كل الصعاب، حافظت على كرامتها وعزتها ولم تهادن احداً لا في عملها ولا في حياتها ، فهي صريحة صادقة جريئة تقول كلمتها حيث لا يجرؤ الآخرون.

ومؤخراً برزت إليسا البطلة كما نود تسميتها، لأنها استطاعت التغلب على غرور الشهرة وتضامنت كإنسانة مع المواطنين الغاضبين في الثورة الشعبية التي بدأت قبل 12 يوماً رفضاً للظلم ولفساد الطبقة الحاكمة، وترفعت عن تأييد أي زعيم، بل خلعت كل انتماء آخر غير الانتماء للوطن، ونزلت إلى الساحات وانتقدت الجميع، هي امرأة مؤثرة في فنها وفي وطنيتها وفي مواقفها، نفخر بأنها فنانة من لبنان تستطيع أن تقلب المعادلات، وفي عيد ميلادها لا يسعنا إلا أن نتوجه لها بأصدق التمنيات القلبية بالصحة والطمأنينة والسعادة وأن تبقى تتحفنا بفنها ورقيها، وهي المثال فعلاً لا قولاً للفنانة الإنسانة.