تصادف اليوم 28 تشرين الأول الذكرى السنوية الثالثة لرحيل الموسيقار ملحم بركات، وساحات لبنان تصدح بأغنياته الوطنية التي باتت رمزا في المناسبات الوطنية.

ملحم بركات الصوت النابض، نشتاقك شخصا متمردا وصوتا هادرا وروحا متيمة بنبض الشباب.

نستذكرك في ذكرى رحيلك، ونؤيد صوت الصارخ في وجه ما يحصل، وانت تشاهد الشعب الذي أحبك وردد معك أغنياتك طيلة سنوات، يتظاهر وللمرة الأولى في وجه السلطة مطالبا بإسقاط الحكومة.

حتما وانت تشاهد ما يحصل في ساحاتنا، عينك على لبنان الثائر والمتمرد اليوم كما لم يحصل يوما، وكنا طبعاً سنشاهدك داعماً المتظاهرين المطالبين بلقمة عيشهم وأدنى حقوقهم.

وهنا لا بد ان نستذكر يوم أصدرت أغنيتك الوطنية الشهيرة "صار بدنا حريق" والتي كانت بمثابة صرخة مواطن يئن من الوجع والالم في هذا البلد، حينها تم توقيف الاغنية بقرار من الامن العام اللبناني. ما اثار غضبك بشكل كبير، فأعلنت وقتها انك ستقدم أغنية وطنية أقوى بكثير.

في الذكرى الثالثة لرحيل الموسيقار يقتلنا صمتك، ومن وحي أغنيتك "يا صمتي يا معذبني" تلك الاغنية الرائعة نردد بصوت واحد "موعدنا أرضك يا بلدنا".

في الذكرى الثالثة لرحيلك نفتقد من كان يشكل مادة دسمة لأقلامنا، محركا للركود الفني الذي نعيشه في الآونة الأخيرة. ملحم الذي وفي كل إطلالة له كان يثير الجدل والبلبلة، إنطلاقا من شجاعته ومواقفه الجريئة التي كان يقولها من دون أن يحسب حسابا لأي كان مهما علا شأنه.

في الذكرى الثالثة لرحيلك، نترحم على أصالة الالحان، وانت المبدع في وضعها لتصبح حديث الناس في صبيحة اليوم الذي تصدر فيه.

ملحم بركات نشتاقك في كل الأزمنة والاوقات، نترحم على كل ما فيك من صوت وجرأة ولحن وجنون ونجومية لا تنطفئ.

ملحم بركات انت وجدان من لبنان المعاصر. ستبقى دائماً وأبداً في قلوبنا.