إختير محامي حقوق الإنسان من قيرغيزستان عزيزبك أشوروف فائزاً بجائزة نانسن للاجئ لعام 2019 والتي تمنحها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سنوياً، وذلك في حفل أقيم يوم أول من أمس في الـ7 من الشهر الجاري في مبنى "Bâtiment des Force Motrices" في جنيف.


وألقت المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي بصفتها والداعمة رفيعة المستوى للمفوضية، الكلمة الرئيسية في الحفل وقالت فيها :"أنا لا شيء، أنا حشرة، أشعر أنني غير مرئي. تتم معاملة الحيوانات أحسن مني. أتمنى لو أنني لم أولد أبدا".
وأضافت :"اليوم، ملايين الناس حول العالم عديمي الجنسية. هذا الرقم يرتبط بالكثير من البؤس والألم، وفقًا للمادة 7 من اتفاقية حقوق الطفل، " يسجل الطفل بعد ولادته فوراً ويكون له الحق منذ ولادته في اسم [...] والحق في اكتساب جنسية".
وتابعت :"كل طفل، بغض النظر عن من هم والديه، أو مكان ولادتهم، أو في أي ظروف، في حين أن 196 دولة - وهذا يعني كل بلد في العالم تقريبا - وقعت هذه الاتفاقية، كيف يبقى انعدام الجنسية حقيقة بالنسبة لملايين الأطفال حول العالم اليوم؟ هل هذا الالتزام مجرد كلمات، مجرد حبر على ورق لبعض الأشخاص لكي يناموا بشكل أفضل في الليل".
وأكملت :"لا ينبغي أن يدفع أي طفل ثمن قراراتنا وقوانيننا المعيبة ويسقط في شقوق أنظمتنا الفوضوية. لا ينبغي أن يعتمد الوجود على قطعة من الورق. قد لا يوجد أشخاص عديمو الجنسية على الورق، وفي أنظمتنا، لكنهم موجودون هنا على قيد الحياة. لحما ودما مع القصص والأحلام، والكثير لتقديمه".
وقالت :"دعونا لا ننسى أن الكلمات - القوانين التي هي من صنع الإنسان - هي التي تبقي الناس في الظل. بإستطاعة الكلمات والإرادة أن تكون ايضاً ما يدعوهم مرة أخرى إلى عالمنا. بشخطة قلم، يمكن لشخص عديم الجنسية أن ينتمي . جميعكم هنا في هذه الغرفة تستطيعون تغيير هذا الواقع. إذا عملنا معا جميعا، نصبح صناع القرار ، نطالب بهذا التغيير مرة واحدة وإلى الأبد. نحن مدينون لهم بجعلهم مهمين".
وأضافت:"أعلم أن لانعدام الجنسية عدة أوجه وأشكال. ولكن شيئا بسيطا مثل إلغاء تكلفة تسجيل الأطفال أو معالجة عدم المساواة بين الجنسين في قوانين الجنسية يمكن أن يحل هذه القضية الوجودية للكثير من الذين حياتهم مكسورة حول العالم. ليس لدينا الحق في التكيف مع مثل هذا الظلم. متى نستيقظ ونعترف بأن هذا الاغتراب والإحباط يمثلان وقوداً للعنف والغضب والتوتر؟ إنها ليست مسألة سياسية فقط؛ هذه مأساة إنسانية. يمكننا جميعًا التأثير على صانعي القرار لتغيير هذا الوضع الراهن".
وختمت بالقول :"اليوم أعبر عن حلمي بأن لا يسمى أي إنسان عديم الجنسية مرة أخرى".
يشار إلى انه تكرّم جائزة نانسن للاجئ، التي تمنحها المفوضية، الأشخاص والمجموعات والمنظمات التي تتفانى في عملها الموجه لحماية اللاجئين والنازحين وعديمي الجنسية. تأسست الجائزة في عام 1954، وهي إحياء لإرث فريدجوف نانسن، العالم النرويجي والمستكشف القطبي والدبلوماسي والمفوض السامي الأول لشؤون اللاجئين في حقبة عصبة الأمم.