تواجدت الممثلة هند صبري في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي هذا العام بصفتها من ضمن الهيئة الإستشارية للمهرجان، ولكن بكونها بطلة الفيلم التونسي "حلم نورا"، الذي تدور أحداثه حول "نورا" وهي أمٌّ لثلاثة أولاد يقضي زوجها "سفيان" عقوبته في السجن، وتعمل في محل تنظيف ملابس، وتحب رجلاً يدعى "الأسعد"، ويمران بمواقف صعبة بعد خروج زوجها المفاجئ من السجن، وإستطاعت هند بدورها الذي حصل على إشادات كل من شاهدوا الفيلم أن تقتنص جائزة أفضل ممثلة في المهرجان.


وكان لموقع "الفن" حوار معها تحدثت من خلاله عن أسباب حماسها للتواجد في فيلم "حلم نورا" ورأيها في السينما التونسية واوضاعها، كما كشفت لنا عن رأيها في فيلم "ستموت في العشرين" الفائز بنجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائي الطويل.

ما الذي حمسك للتواجد في فيلم "حلم نورا"؟
"حلم نورا" فيلم ينقل مشاكل الشارع التونسي، وأنا أحبه كثيراً، وهو تجربة خاصة بالنسبة لي ومختلفة، لأنني أنتمي إلى السينما التونسية، التي تميل لصناعة السينما المستقلة، وهذا هو التعبير الأفضل لهذا النوع من السينما وليس سينما المهرجانات كما يقول البعض، فهذا خطأ، كما أنني محظوظة لكوني أستطيع أن أدمج بين السينما المستقلة والسينما التجارية، فلقد حققت نجاحاً كبيراً في مصر بفيلم "الفيل الأزرق2".

قصة الفيلم جريئة.. ألم تكوني متخوفة أن تتواجدي به؟
نهائياً، فهذا دورنا أن نخرج عن الصمت، ونتحدث عن مشاكلنا، لأن السينما دورها هو توضيح ما نراه في المجتمع، وفيلم "حلم نورا" قصته تنقل تفاصيل كبيرة تحدث في الشارع التونسي، كما أنني حصلت على ردود فعل جيدة جداً عند عرض الفيلم في المهرجانات الدولية، ففي أوروبا لم يتخيلوا أن يكون هناك فيلم بهذه الجرأة، ونال إعجابهم كثيراً، وظلوا يصفقون كثيراً بعد إنتهاء العرض، وهذا نجاح كبير لكل صناع الفيلم.

وماذا عن عرضه في الجونة السينمائي؟
كنت أنتظر جداً هذا العرض فلقد كنت بحاجة أن أرى رد فعل العرب تحديداً على العمل، خاصة أنهم لم يعتادوا عليّ في مثل هذه الأدوار، وأسعدت بحب الجمهور للفيلم، وبدوري، على عكس ما كنت متوقعة، لأن فيه يصنفون الشخصيات من وجهة نظرهم، وأؤكد على أنه لايجوز أن نحكم على أحد أخلاقياً، وأن نترك الجميع لعالمه، فنحن غيرمثاليين، وجميعنا يلعب في المنطقة الرمادية.

العمل كان متواجداً في الجونة السينمائي من سنتين لأخذ الدعم..فهل المهرجانات ضرورية للأفلام؟
بالفعل، فأنا رشحت للفيلم من خلال تواجدي في مهرجان الجونة السينمائي، فقد قابلت أحد المشاركين بالعمل هنا، وإقترح على أن أتواجد في العمل، وكما قلت أخذنا الدعم لإستكمال الفيلم من الجونة، ومن اكثر من مهرجان، وذهبت للقيام بالكاستينغ مع المخرجة، لتتأكد من أنني مناسبة للدور، لأنها كانت ترسم الشخصية في عقلها بشكل ما، ولم أشعر أن ذهابي لعمل كاستينغ عيب نهائياً، لذلك أؤكد دائما أن المهرجانات هي مصنع صناعة الأفلام.

ما مدى تأثرك بالشخصيات التي تجسدينها في أعمالك؟
تجربتي مع فيلم "الفيل الأزرق"هي التي جعلتني أشعر بمعنى كلمة تأثير الشخصية عليّ، فقبل ذلك، لم أكن أفهم هذا، وكان ينتهي الدور من داخلي بمجرد أن أنتهي من العمل، ولكن هذه المرة ظلت الشخصية معي، كما أنني كنت أصور "حلم نورا" في تونس بحالة، وأعود إلى "الفيل الأزرق" بحالة أخرى تماماً، فكان يجب الفصل جيداً بينهما.

متى من الممكن أن تنافس السينما المستقلة الأفلام التجارية؟
الأمر صعب، لأن جمهور الأفلام التجارية أكبر بكثير من محبي وجمهور السينما المستقلة، ولكن بدأ يتكون توازن ولو بسيط بينهما، فالآن أصبحت هناك منصات إلكترونية كثيرة تنقل تلك التجارب، وتصنع أعمالاً لجمهور مختلف عن محبي السينما التجارية، وهذا قد يحدث فائضاً في مستوى الأعمال خلال الأعوام المقبلة.

لماذا تحتاج السينما التونسية دائماً إلى دعم مشترك؟
هذا لركود السينما التونسية، والصناعة عندنا تحتاج إلى تطوير كبير، فليس لدينا دور عرض، كما أننا نحارب منذ فترة طويلة لنقيم سينمات، ولكن لا فائدة، ونسبة صغيرة جداً من التونسيين هم من يقومون بمشاهدة الأفلام، وهذا لا يحقق رواجاً للأعمال ولا مكسب، فلذلك يجب أن نقدم الأفلام بدعم مشترك لكي يمكننا أن ننفذ أعمالنا والسينما التي نحبها، ولن تجد أي رواج تجاري وإقبال على الأفلام سوى في مصر فقط.

ماذا عن رأيك في فيلم "ستموت في العشرين"؟
أعجبت جداً بالعمل وبالتجربة، فهذا كان أول فيلم سوداني أراه في حياتي، وكنت جزءاً في لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا السينمائي وقد انبهروا بالعمل، لذلك يجب أن نؤمن بالشباب وطاقاتهم وما هم قادرون على فعله، وحتى ولو لم يكونوا محترفين فيكفي شغفهم ورؤيتهم المختلفة للأشياء.

ماذا عن أعمالك المقبلة؟
هناك بعض الأعمال المعروضة علي ولكن لم أستقر بعد على أي عمل منها، كما أنني سأتواجد في رمضان المقبل بمسلسل سيكون مفاجأة للجمهور.