ولد ​​​​​​حسين جاسمفي حي شرق القديم داخل العاصمة الكويت عام 1944، وهو من أبرز الفنانين الكويتيين الذين قدموا الأغاني الوطنية والدينية والعاطفية، وأبدع في مجموعة من الأعمال أبرزها "يا إله الكون"، وهي أهم أغانيه ولا تزال محطات الإذاعة في الكويت تبثها بإستمرار.


ينحدر من أسرة متدينة، أثّرت على مسيرته الفنية، ويرتبط بصلة قرابة مع الممثل الكويتي الراحل عبد الحسين عبد الرضا والممثلين محمد ومحمود بو شهري، بالإضافة إلى أنه والد الفنان الكويتي، الذي شارك في برنامج "ستار أكاديمي" بنسخته الثانية، أحمد حسين.

مسيرة حسين جاسم الفنية
حصل حسين جاسم على دبلوم معهد المعلمين شعبة الموسيقى عام 1967، وهو العام نفسه الذي دخل فيه عالم الغناء عبر أغنية "يا إله الكون" الدينية، ومن ثم اتجه إلى الأغاني العاطفية محققاً شهرة كبيرة جداً، بالإضافة إلى الأغاني والأوبريتات الوطنية وعمله كمدرس للموسيقى في مدارس الكويت الحكومية طوال 20 عاماً من حياته، قبل أن يتحول للعمل الإداري في وزارة التربية كمدير فيها.
وقدّم العديد من الأغاني العاطفية، ومنها "طابت الفرحة"، "توني عرفتك زين"، "دنيا الهوى"، "شمعة الجلاس"، بالإضافة إلى الأغنيتين الأشهر له وهما "أبو الموقة" و"حلفت عمري"، وهي الأغنية العاطفية الأشهر في تاريخ الكويت، والتي استوحى منها الكاتب عبد العزيز الحشاش قصة مسلسل بالعنوان نفسه، بعد 35 عاماً من إصدارها.
وكان للأغنيات التي أداها حسين جاسم من ألحان غنام الديكان، وقعها على الجمهور وقوبلت باستحسان كبير ونالت الإعجاب، وذلك لحرصه على تطويعها في قوالب التراث الكويتي القديم، مع الإبتكار في الأسلوب وحداثة الكلمة واللحن المطوّر. وأيضاً من الأغنيات التراثية التي لحّنها الديكان وأداها جاسم، "حكاية بحار"، من كلمات الشاعر الراحل خالد العياف.

ومن الأغنيات العاطفية الأخرى التي غناها حسين جاسم ولاقت صدى واسعاً، أغنية "حلفت عمري" التي كتبها الشاعر ماجد سلطان ولحّنها يوسف المهنا، ويعود نجاحها إلى أنها إعتمدت الصدق في الكلمة واللحن والأداء، ناهيك عن أنها تعكس قصة واقعية يمكن لأي إنسان أن يمر فيها، وقد صورت بالألوان بعد تحرير الكويت كي يشاهدها الجمهور عبر الشاشة الصغيرة.
كما أصدر العديد من الأغاني التراثية والوطنية، ومنها أوبريت "هلت أعياد النصر يا كويت"، وذلك بعد تحرير الكويت عام 1991، كما غنى أوبريت مذكرات بحار والذي كان يتحدث عن تاريخ الكويت الشعبي في عصر ما قبل النفط.

إعتزاله الغناء والعودة
إعتزل حسين جاسم الغناء لعدة سنوات، لكنه عاد مرة أخرى إلى الفن بعد حرب تحرير الكويت مطلع التسعينيات، وقدّم مجموعة من الأغنيات الوطنية وأغنيتين عن الأسرى، كما شارك في أوبريت "القادة" بمناسبة انعقاد قمة دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت عام 1991، وأوبريت "سلاحي كلمة الحق".

وفاة حسين جاسم ووصيته الأخيرة
توفي حسين جاسم يوم 24 آب/أغسطس عام 2017، في أحد مستشفيات مدينة الكويت، بعد صراع طويل مع المرض وذلك عن عمر ناهز الـ 73 عاماً، بعد أن ترك سجلاً حافلاً من الأغاني العاطفية والدينية، التي رسخت في ذاكرة الثقافة الشعبية الكويتية والخليجية.
وكانت صحته قد تدهورت بعد إنتشار المرض في الرئة والعظام والحوض والظهر، حتى وصل إلى الأمعاء، وقد عانى من نزيف حاد بها قبل شهر من وفاته.
وقال إبنه علي حسين عن اللحظات الأخيرة في حياة والده: "أبوي مات عطشان لأن الأطباء كانوا منعوه عن الأكل والماء منذ شهر".
وعن وصيته الأخيرة لهم قبل وفاته، قال علي: "كان دائماً يوصينا بأن الحياة دار اختبار، ولازم الإنسان يجتاز الاختبار بالعمل الصالح".
وكان حسين جاسم حريصاً على رفع الأذان في أكثر من أربعة مساجد منذ أكثر من 30 عاماً، وحرص رغم مرضه على أن يؤدي مناسك الحج في العام 2016.