مبدعون هم، كل في مجاله، أعطوا الكثير للبنان، ورفعوا إسمه عالياً أينما حلوّا.

ميشلين خليفة، صاحبة الصوت الطربي والقادر على أداء أصعب الأغنيات، والتي طبعت بصمتها في تاريخ الفن الراقي، مارون نمنم صاحب الأغنيات المحبوبة، والذي يعرف كيف يضحكنا من دون إبتذال، عصام الأشقر الممثل المبدع بأدائه، والذي يشكل إضافة كبيرة لكل عمل يشارك به، والفنان التشكيلي محمد الشاعر الذي رسم الحياة بفرحها وأوجاعها، وجسّد مختلف مشاعرنا ومشاعره في لوحاته الغنية.
ولأنهم يستحقون التكريم، دعت دار الندوة في الحمرا، إلى أمسية ثقافية بعنوان "أبجد هوز" نظمتها وقدمتها الشاعرة والإعلامية ليلى الداهوك، بحضور رئيس دار الندوة الوزير السابق بشارة مرهج، السفير الجزائري أحمد بوزيان وكريمته كريمة، ومجموعة من أهل الثقافة والفن والإعلام، حيث إختتمت الأمسية بتكريم المطربة ميشلين خليفة، الفنان مارون نمنم، الممثل عصام الأشقر والفنان التشكيلي محمد الشاعر.

وبالعودة إلى برنامج الأمسية، فقد تضمن عزفاً على العود مع الفنان أمير عيسى الذي قدم تقاسيم من مقام الراست، وغنى أغنية "عهد الله يا محبوب" للفنان ملحم بركات، والتي كانت غنتها أيضاً المطربة ميشلين خليفة، وأهدى عيسى الأغنية لـ خليفة.

قصائد منوعة بين الفصحى والعامية عن المرأة والرجل، وقصائد غزلية ألقاها المحامي الشاعر ربيع لطيف.

الفنان التشكيلي محمد الشاعر روى قصة لوحته "الطفولة والحرب"، التي كانت حاضرة في الأمسية مع لوحات منوعة تحمل توقيعه.

قصص قصيرة عن المرأة والطفولة واليتم وأوضاع البلد، روتها الأديبة القاصة سمية تكجي، قسم من هذه القصص موجود في المجموعة القصصية الأولى التي طرحتها تكجي سابقاً، والقسم الآخر هو من ضمن المجموعة القصصية الثانية التي تحضّرها حالياً.

الإعلامية والشاعرة ليلى الداهوك، التي رحبت بالحضور، شكرت الفنان التشكيلي الفراتي جمعة الناشف على إطلاق إسم "أبجد هوز" على هذه الأمسية، وقالت الداهوك في تصريح خاص لموقع "الفن":"بذلت الكثير من الجهد لأنجز هذه الأمسية، لأني أردت أن أقدم عملاً مميزاً، وأن يكون له وقع وصدى، وأن يكون مثالاً نستطيع أن نعمل كلنا على أساسه، عملت ما قدرني الله على فعله".

وأضافت :"أحببت أن أقول من خلال هذا الحفل،إن الثقافة لا تقتصر على الشعر، فالثقافة هي أيضاً الموسيقى واللحن والرسم والقصة وغيرها، كما أحببت أن أقول أيضاً إن لدينا مميزين وهم كبار من بلدي، يخطون تاريخاً ثقافياً وفنياً مميزاً، هم سيرحلون ولكن التاريخ سيسجل أسماءهموسيبقى فنهم، فهؤلاء يستحقون أن نكرمهم".

وتابعت :"طلبت من دار الندوة أن نقيم هذه الأمسية، وهم وافقوا وبكل سرور، ميشلين خليفة هي الصوت الأسطوري، ونحن اليوم نفتقد لأصوات من هذه الخامة، عصام الأشقر ممثل مبدع ولديه طاقات كبيرة، وأعتبره مغيّباً قليلاً، مارون نمنم تربينا على أغانيه وهو يجمع بين الغناء والمونولوج، وفنه راقٍ لا يخدش الحياء، محمد الشاعرشاعر الرسالة والقضية الإنسانية الشاملة، وهو رسام كبير وله الكثير من المحطات المهمة، وأتمنى أن أقوم بأمسية كهذه مرة كل شهرين لأكرم كل من يستحق التكريم".

موقع "الفن" إلتقى المكرمين، وكانت لهم هذه الكلمات الخاصة لموقعنا.

المطربة ميشلين خليفة قالت :"بالنسبة لي، طالما أني أُكرّم وسط هؤلاء الأشخاص الذين ليست لديهم غاية معي سوى أنهم معجبون ويقدّرون صوتي، ويثنون عليه وعلى مسيرتي الفنية، فهذا فخر كبير لي أن أكون حاضرة معكم".

وأضافت :"أنا مطربة ولست فنانة، وتخصص المطربة هو في غناء الطرب، أنا ملتزمة بمسيرتي وبعائلتي وبمجتمعي وبوطني، وأشعر بأني واجهة لبلدي وللناس، وأظن أن هذا ما أستحق عليه التكريم".

وعن غيابها منذ فترة عن طرح الأعمال الغنائية الجديدة، قالت :"نحن بشر، وليست لدينا عصا سحرية نجد من خلالها ما نريد، أحياناً تعاكسنا الظروف، وهي تلعب دوراً في حياة الإنسان، وتجعلني أحياناً أتجه إلى أمر أكثر أهمية من أن أفكر بفني".

أما عن جديدها، فقالت :"أحضّر حفلاً كبيراً سأحييه على مسرح قصر المؤتمرات في الضبية، سيكون على شكل تحية لكل الذين عملت معهم، ونوعاً من التكريم لكل الذين غنيت لهم ووقفوا معي على المسرح، ولكل من أثنى على صوتي وفني، وبالنسبة للأغنيات، فلطالما كنت أنتج أغنياتي، والآن عدت لأنتج".

وختمت :"أهدي تكريمي اليوم لكل الأشخاص الذين يحبونني، وللذين حضروا من أجلي ليصفقوا لي".

الممثل عصام الأشقر الذي وصل متأخراً بسبب زحمة السير، قال :"يجب أن تكون أعصابك هادئة لتستطيع التحدث بعدما تعلق في زحمة سير لمدة 35 دقيقة لتجتاز 300 متراً، أتمنى أن يُصلح الله البلد لنستطيع التحرك ولو بالقليل من الراحة لنفرح بما نقوم به، وكي لا نغضب في الوقت الذي يجب أن نكون فيه سعداء".

وأضاف :"أنا إنسان، وبكل تواضع، عملي محترف، وكل أعمالي أقدمها بالمستوى الذي يجب أن أقدمها به، وأقول شكراً لكل الذين يقدرونني".

وختم :"كثيرون يهدون تكريمهم، ولكن إبتداء من اليوم، أريد أن أكون أنانياً، ولن أهدي تكريمي هذا لأحد، سأحتفظ به لنفسي".

الفنان مارون نمنم قال :"بعد هذا المشوار الطويل الذي قدمته لوطني الحبيب لبنان، حيث كنا، وفي أحلك الظروف، نزرع البسمة على شفاه اللبنانيين، والفرح في قلوبهم، أقول إني أفتخر بهذا التكريم، وأبارك لكل المكرمين معي، وأشكر الإعلامية والشاعرة ليلى الداهوك ودار الندوة على هذه المبادرة الجميلة".

وأضاف :"قدمت أغنيات كثيرة، وعملت في المسرح مع الأستاذ جورج خاطر، حيث كان نقلة نوعية بالنسبة لي، حينها كتب عنيالأستاذ جورج جرداق، رحمه الله، وكان ذلك شهادة كبيرة لي. أشكر الله لأنلدي أكثر من موهبة، منها الغناء والتقليد والتمثيل، فهذا التكريم هو عن كل ما قدمته خلال 40 عاماً من العمل في الفن".

وختم :"أهدي تكريمي لزوجتي وأولادي، لأن الفنان الذي لا يكون سعيداً في منزله، لا يمكنهأن يُسعد أحداً".

الفنان التشكيلي محمد الشاعر قال :"هذه أمسية ملفتة جداً، حيث تجمع الفن التشكيلي والشعر القصة والموسيقى، فهذا تكريم مهم جداً بالنسبة لي، أنا أكرّم وبنفس الوقت أحكي عن قصة لوحتي "الطفولة والحرب" التي رسمتها قبل 40 عاماً، بعد أن كنا واجهنا أول إجتياح إسرائيلي للجنوب، رسمتها بناء على طلب من الأمم المتحدة في جنيف حين كانت السنة العالمية للطفولة، فرسمت الطفلة المسجونة داخل إصابتها في الحرب، وهذه اللوحة إنتقلت إلى عدة بلدان في العالم، منها إسبانيا والبرتغال بولونيا وألمانيا، وتمت طباعة اللوحة على رزنامات عالمية، منها روزنامة تم توزيعها على كل الكرة الأرضية في العام 1986".

وأضاف :"أهدي هذا التكريم لأولادي، الذين عاشوا معي فترة الحرب، فهم عانوا ما رسمته، أهديه لإبنتي سهى".أقول شكراً لكل الذين يقدرونني".