تتسارع الاحداث التي يعيشها العالم العربي خلال السنوات الماضية، وتزداد الأزمات والحروب، وتغرق المجتمعات بالمحاظر الأمنية والمجاعات المتنقلة، الى حد أصبح الحديث عن القضية الفلسطينية (قضية العرب التاريخية) أمراً ثانوياً في زحمة الحروب والثورات والإنقلابات التي نعيشها.


رولا حمادة، عوض عوض، مدى حرب، زمن حمادة وسمية الشمالي كان لهم رأياً أخراً حيث أعادوا القضيةالفلسطينية الى مكانتها على رأس أولويات المواطن العربي والإنسان الحقيقي، حيث تحول مسرح مونو مساء الثلاثاء الماضي الى دولة فلسطين بحدودها ومأساتها وشهدائها وانتفاضاتها ووجعها، عبر مسرحية "رسالة الى آن فرانك".
موقع الفن كان حاضراً في العرض الأول لمسرحية "رسالة الى آن فرانك" وكان لنا اللقاءات التالية:

الممثلة اللبنانية رولا حمادة:
رولا حمادة قالت:"أحببت ردة فعل الحضور على العرض، كانوا ينصتون لكل كلمة نرددها على المسرح."
وردا على سؤال هل كانت خائفة من المشاركة بالعمل مع مخرج شاب وبطلة معها شابة، ردّت:"بالعكس أنا أثق بعوض عوض كنت اشاهد مسرحياته منذ ان كان طالباً، وفي أخر مسرحية قدمها أحسست أنه أصبح ناضجاً بما يكفي وجاهز ليكون محترف، ولهذا السبب استعنت به أنا أؤمن بموهبته ولم أكن على خطأ.
أما مدى حرب فهي صديقة عوض عوض ورشحها لتكون معي بالعمل، وجدت أنها مناسبة للـ"كاراكتير" من ثم تبين لي أنها موهوبة جداً، واختار عوض ايضا كل فريق العمل من الشباب وبالفعل نجحت الخلطة."
وعن دعمها للشباب الموهوبين واشراكهم في أعمالها اشارت حمادة الى أنها تتمنى أن تقدم أي شيء للمواهب الجديدة، وهي تحرص بشكل عام على ادخال العنصر الشبابي بكل الأعمال المسرحية التي تطل بها "لأنني أؤمنأنه يجب علينا دعم الشباب الموهوبين، يوجد شباب يعلّمون عند الجمهور "مدى" مثلا بالأمس طلب مني رقمها العديد من الأشخاص بعدما جسدت معي الدور بتوازن كبير والند للند وكانت لافتة جداً، وأنا سعيدة جداً بأنها كانت كذلك وان شاء الله تكون هذه المسرحية انطلاقة حقيقة لعوض عوض كمخرج وممثل ومدى حرب الموهوبة".
وردا على سؤال هل يمكن لأي ممثل أن يقم بدور رولا حمادة ببعده الثقافي والنص الذكي للعمل اشارت الى أن العمل في المسرح ليس كالدراما، "العمل في المسرح تحد كبير فعندما تحب المسرح تعطيه كل طاقتك، والإنسان الذي لا يملك هذه الثقافة يمكن أن يؤدي هذا الدور لكن يجب عليه أن يوصل البعد الإنساني لهذه القضية والفلسطينين ووجعهم للجمهور."
وفيما يتعلق بموعد عرض العمل تزامناً مع تصاعد الحملات على اللاجئين الفلسطينيين اشارت حمادة الى ان "ردود الفعل كانت إيجابية نحن طرحنا الأمور من وجهة نظر إنسانية، وعندما نطرح القضية بهذا النطاق الجميع سيتعاطف."
وعن مشاركة ابنها في العمل اشارت الى ان نجلها يدرس المسرح في المدرسة وعمره يناسب الدور وهو أحب أن يخوض التجربة.

مخرج العمل الفلسطيني عوض عوض
عوض اشار الى ان التعامل مع رولا حمادة كونها نجمة كان كتعامله مع أي ممثلة لأن العمل هو الهدف والمسرحية تقود الجميع من الإخراج الى التمثيل.
وتابع:"كان هناك تحد شخصي بالنسبة لي بالعمل مع رولا حمادة كوني أنا مخرج صغير بالعمر وهي نجمة كبيرة، أنا ارى الأمور من ناحية وهي تراها من ناحية أخرى لكن بالنهاية كنا نجلس ونتفق على رؤية موحدة تترجمت بهذا النجاح الكبير على المسرح.
أعتقد ان هناك الكثير من النجوم اللبنانيين يحبون أن يقدموا أعمالاً مسرحية عن القضية الفلسطينية لكن المشكلة بعدم وجود انتاج ومنتجين يريدون العمل على القضية الفلسطينية لأنها ليست مربحة على شباك التذاكر لكننا سنظل نقدم على المسرح أعمالاً عن القضية الفلسطينية ونخوض هذا التحدي لأنها لن تموت.
من المهم جداً أن نقدم في الوقت الحالي أعمالاً عن القضية الفلسطينية في ظل الإنقسام حول الوجود الفلسطيني في لبنان "نحن كشعب أتينا الى لبنان قسراً وتحت ظروف قاسية" وأحببنا في العمل ان نوضح ظروف لجوئنا الى لبنان."
ورداً على سؤال لو لم تكن رولا حمادة بطلة العمل من تختار، اجاب عوض بأنه لم يختر رولا حمادة بل هي من اختارته وقال: "رولا أتت مع النص وقالت لي اريد أن تخرج لي هذه المسرحية، تعرفت على رولا حمادة منذ أن كنت طالباً وبعدها واكبت كل مسرحياتي وعلى هذا الأساس اختارتني لأكون مخرج المسرحية."

الممثلة اللبنانية مدى حرب:
مدى قالت:"رولا وعوض كانا داعمين جداً لي وشعرت أنني سأنجح معهما، أنا قدمت العديد من المسرحيات الجامعية، تعرفت على رولا حمادة في ورشة تدريب وأخبرتني انها تعمل على مسرحية فلسطينية مع مخرج فلسطيني واكتشفت أن المخرج هو عوض عوض وهو صديقي في الجامعة، وبعد أشهر اتصل بي عوض وعرض علي المسرحية ووافقت عليها."

كاتبة العمل اللبنانية سمية الشمالي:
سمية صرّحت:"كتبت العمل وكنت أفكر ببطلة فلسطينية أو تجيد اللهجة الفلسطينية، قرأت العمل رولا حمادة وقالت لي أنها مهتمة به فصغت العمل على اساس انه لرولا.
وعن تضمن النص للعديد من الأفكار المبطنة والذكية والتي لها ابعاد متعلقة بالقضية الفلسطينية اشارت الشمالي الى ان جمهور المسرح يجب أن يكون عنده الذكاء الجيد والثقافة حول الموضوع، "لعبة" المسرحية واضحة وتحكي كيف سلب "الإسرائيليون" الأرض من أهلها.
أنا تربيت على القضية الفلسطينية أنا لبنانية مسيحية من كسروان لكن القضية الفلسطينية تمسني بشكل كبير لأن "الإسرائيليين" يقومون بالجرائم والمجازر، في هذا العمل أحببت كيف حولها عوض عوض الى مسرحية "لايت" ورغم الوجع فيها ضحكة."

كما حرص على حضور المسرحية العديد من نجوم الصحافة والفن والغناء، مثل الممثلة جوليا قصار، الممثل باسم مغنية، الممثل وسام حنا، رئيسة تحرير موقع "الفن" الإعلامية هلا المر، المخرج طوني فرج الله، الممثل رفيق علي أحمد والممثلة المصرية إلهام شاهين وعدد من الشخصيات، واستطلعنا اراء البعض منهم حول المسرحية.

الممثلة اللبنانية جوليا قصار:
"العمل كامل متكامل من كل النواحي "نص وإخراج وتمثيل"، رولا حمادة ومدى حرب صنعا ثنائي مميز وجذاب، ما حصل على المسرح مقاومة في الفن، تحية لفريق عمل المسرحية، وأنا أفرح عندما أرى هذه الأعمال.
نجمة كرولا حمادة والتي يعلم الجميع أنها ممثلة محترفة تسعى دوما للتجديد تكتشف المواهب الشابة لإستمراية الحياة، رولا أعطت عوض عوض ومدى حرب ثقة كبيرة من خلال هذا العمل، فالمبدع لا يجلس على العرش بل من يبحث عن الطاقات الجديدة، فتحية خاصة لرولا حمادة ولكل فريق المسرحية."

الممثل اللبناني باسم مغنية:
"أنا أتابع كل أعمال رولا حمادة وأدعمها بكل ما تقدمه، وشكرا انها لا تزال مثابرة وتعمل على المسرح."




الممثل ومقدم البرامج اللبناني وسام حنا:
"رولا من الممثلات العمالقة في بلدنا، أتيت لأشاهد المسرحية كي نتعلم منها أكثر، ووجودها في المسرح اللبناني هو تكريم للمسرح اللبناني، وما تفعله رولا من أنها لا زالت مثابرة على تقديم مسرحيات وأحياء المسرح هو شيء مهم جداً."