للإعلام أرباب، وللحضور هيبة، وللمحاور حنكة، وفاء الكيلاني خبرة في عالم التلفزيون والبرامج الحوارية، عرفت كيف تستخدم حنكتها وجاذبيتها وحضورها لتفوز بأي حوار.
إشتهرت بأسئلتها الجريئة والهجومية بكل صراحة. تفردت بنوعية من الأسئلة التي لا أحد يتجرأ على طرحها، "عمرك بصيت من خرم الباب على حد؟"، بالإضافة الى نجاحها في عملها هي زوجة للممثل السوري تيم حسن، والذي يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة من المعجبات.

نشأة وفاء الكيلاني

ولدت الإعلامية وفاء الكيلاني يوم 10 أيلول/سبتمبر من عام 1972 في القاهرة عاصمة مصر، قدمت العديد من البرامج الحوارية على قنوات عربية، ولكنها عرفت الشهرة أكثر حين انتقلت الى قناة "mbc 1"، إذ عرفت النجاح الحقيقي والانتشار الأكبر من خلال برنامج "نورت" الذي استضافت خلاله نجوماً من مختلف المجالات، الرياضية والفنية والسياسية، في لبنان والعالم العربي.
والدها رجل أعمال مصري خريج قسم اللغة العربية من جامعة الأزهر، شجعها على خوض مجال الإعلام، ووالدتها ربة منزل. تنقلت في طفولتها بين عدة دول عربية بحكم طبيعة عمل والدها، وفاء الأخت الوسطى لأختين، الكبرى "وفية" درست الهندسة، والصغرى "وسيمة" تخصصت في الإقتصاد. درست وفاء الكيلاني العلوم السياسية في جامعة قاريونس (جامعة بنغازي حالياً) في ليبيا، وبعدها أكملت دراستها العليا في مجال علم النفس.
عرفتوفاء الكيلانيبإطلالاتها وقوتها على الشاشة، من خلال مجموعة من البرامج التي ضجت كثيراً.
وخطفت الأنظار في الآونة الأخيرة حين شاع خبر زواجها بالممثل السوري تيم حسن، بعد سنة تقريباً من انفصالها عن زوجها السابق طوني مخايل.

إنطلاقتها مع ART

تقدّمتوفاء الكيلانيالى كاستنغ اختيار مذيعات في شبكة راديو وتلفزيون العرب عام 1997، فكانت الوحيدة التي تم قبولها من بين الأعداد الهائلة التي تقدمت، إضافة لزميلين آخرين كانا يعملان بالأصل في مركز القاهرة، هما طارق علي وإنجي أنور. خضعت للتدريب لمدة أسبوعين، قام خلالها المخرج ميلاد بسادة بإجراء الاختبار لها في مصر. أما عن إختيارها للعمل في مركز روما وسفرها إلى إيطاليا، فقد كان الشيخ صالح كامل قد منحها الفرصة الأولى بعدما شاهد شريط الاختبار الخاص بها، ولم تكن تعرفه في حينها ولم تلتق به من قبل لكن قراره غيّر حياتها، سافرت إلى العاصمة الإيطالية روما مكان بث الشبكة في 15 كانون الأوّل/ديسمبر عام 1997.
بدأت بتقديم برنامج "أخبار فنية" على قناة الموسيقى لكن لفترة قصيرة، بعدها انتقلت إلى قناة ART الأفلام لتقديم أول برنامج لها على الهواء مباشرة بعنوان "إستديو الهوا" في كانون الثاني/ يناير عام 1998 وهو أول ظهور مباشر لها، شاهدتها الفنانة صفاء أبو السعود وأعجبت بأدائها، فأصرت على انتقالها لقناة الأفلام التي كانت تشرف عليها، وتعلمت على يدها أسس المهنة.
قامت بتغطية الكثير من المناسبات والمهرجانات العالمية، إضافة لتقديمها لبرامج عديدة تنوعت بين الحوارية الألعاب والمسابقات، كانت شبكة راديو وتلفزيون العرب بداية إنطلاقتها المهنية وبوابتها إلى الشهرة، اكتسبت خبرة كبيرة وحققت لها شهرة عربية برغم كونها محطة مشفرة.
عادت في العام 2002 إلى بيروت بعد انتقال مكاتب البث من إيطاليا إلى مصر ولبنان، بقيت تعمل في شبكة راديو وتلفزيون العرب حتى نهاية العام 2004، وآخر برنامج قدمته بعنوان "طلوا حبابنا" من إعداد الزميلة هلا المر واخراج جان حداد على قناة الأوائل التابعة لـ ART، والبرنامج كان موجهاً للمغتربين العرب، كما عملت مذيعة في قناة bbc لمدة سنتين كمقدمة أخبار.

انتقال وفاء الكيلاني إلى "روتانا"

إنتقلت وفاء الكيلاني عام 2005 إلى شبكة روتانا بعد تلقيها عرضًا منها، وكانت حينها في مرحلة تشعر بأنها بحاجة الى التغيير وتطوير نفسها، وكانت شبكة راديو وتلفزيون العرب قد باعت بعض محطاتها للأمير الوليد بن طلال، الذي بدأ في تأسيس شبكة روتانا الإعلامية. فوافقت وانتقلت إلى لبنان للعمل في المحطة الجديدة، حيث قدمت برنامج "غنيلي" على روتانا طرب، ثم انتقلت إلى روتانا موسيقى وكانت هذه النقلة بمثابة ترقية لها، وقدمت عليها برنامج منوعات "فيها إيه" ركزت فيه على عقد النجوم، ومخاوفهم، وخاضت في ماضيهم وحاضرهم وأسرارهم الصغيرة، ومن خلاله بلورت أسلوباً مختلفاً خاصاً بها.
وفي عام 2007 كان من المفترض أن تقدم برنامجًا بعنوان "أبواب العمر" بإشراف المخرج سيمون أسمر ومن إخراج ابنه بشير، لكن تبدل اسمه ومضمونه إلى "صندوق الدنيا" بسبب تغيير الشركة التي أشرفت على إعداد وتنفيذ البرنامج الذي يتحدث عن الدنيا كيف يراها الفنان بعينه، وكيف يتفاعل مع الأمور والقضايا التي تحدث من حوله. ومواضيع حياتية عامة، لها دلالاتها وانعكاساتها على حياة الضيف أولها مع الفنانة نوال الزغبي. في شهر نيسان/ أبريل من العام نفسه أوقفت قناة روتانا بث برنامج "صندوق الدنيا" بقرار قضائي بعد أن تقدم شادي عيسى أيوب بدعوى يتهمه بتقليد برنامج آخر بعنوان "أبواب العمر"، وأوقفت الحلقة التي كان من المفترض عرضها باستضافة الفنان اللبناني وديع الصافي.
بعدها قدمت برنامج "ضد التيار" وهو نقطة التحول الأولى، وكانت تعتبره النقلة المهنية الأهم في مسيرتها الذي رسّخ نجوميّتها وزاد من شهرتها، بعد موافقة الأمير الوليد بن طلال بأن يتطرق برنامجها الى قضايا إجتماعية جدلية، ويستقبل ضيوفاً من إختصاصات مختلفة، الأمر الذي منحها الفرصة لإظهار قدرتها الكاملة كمحاورة شاملة، ولم يحصرها في نطاق الفن فقط، رغم أنه أمر كان يتعارض مع قناة متخصصة بالموسيقى، لكنه شجعها ومنحها هذا الإستثناء، فقدمت حلقات جدلية تميزت بجرأة الطرح: كالتحول الجنسي، والمثليين، وبيع الأعضاء، وتأجير الأرحام، وغيرها. كما استضافت شخصيات ثقافية ودينية كالدكتورة نوال السعداوي، والشيخ جمال البنا، والشاعر أحمد فؤاد نجم وآخرين.
في عام 2009 قدمت برنامج "بدون رقابة" على قناة "LBC"، ولكن تحت مظلة قناة روتانا، بعد الشراكة التي حصلت حينها بين الأمير الوليد بن طلال والشيخ بيار الضاهر. فوصلت إلى جمهور أوسع من المشاهدين، ورفعت سقف المواضيع وجرأتها وجدليتها، واستمرت في تقديم البرنامج لموسمين، لغاية انتهاء عقدها مع المحطة، ثم غابت بعدها عن الشاشة لإنشغالها بحياتها الأسرية بعد ولادة ابنتها البكر "جودي"، وقد عانت خلال حملها من بعض المضاعفات الصحية.

وفاء الكيلاني إبنة "mbc"

في​​​​​ عام 2012 تلقّت وفاء الكيلاني عدة عروض، أهمها من محطة "mbc"، فإنتقلت إليها وبإنتظار افتتاح قناة "mbc مصر"، قدمت برنامج "نورت" على "mbc 1"، وهي المرة الأولى التي تخرج فيها عن إطار الضيف الواحد، باستثناء بعض الحلقات الإجتماعية التي قدمتها في السابق واستمرت به لموسمين قبل أن تتوقف بقرار منها، وتنتقل إلى "إم بي سي مصر" ببرنامجها "قصر الكلام" وعادت من خلاله إلى أسلوبها الأقرب إلى شخصيتها. ورغم تعثر البرنامج بسبب التغيرات السياسية في مصر، وتأجيل عرضه من رمضان إلى ما بعد العيد، وتعرض بعض حلقاته للمونتاج بسبب عزل الرئيس محمد مرسي بعد ثورة 30 حزيران، إلا أن البرنامج حقق كذلك نسب مشاهدة عالية، وقررت المحطة إعادة عرضه على "إم بي سي 1 " رغم أن هذا لم يكن مقرراً بداية، مستفيدين من كونها تجمع بين الجمهورين المصري والخليجي في آن واحد. في شباط/فبراير عام 2014 عادت لتقديم برنامج "الحكم" نسخة عربية من برنامج كندي بالاسم ذاته.
وفي عام 2015 قدمت البرنامج الحواري "المتاهة"، استضافت فيه نجوماً من العالم العربي من مختلف المجالات، وتلقت عروضاً من بعض المحطات المصرية لتقديم برنامج سياسي يومي مباشر، إلا أنها اعتذرت عنها بسبب ظروفها العائلية، التي لاتسمح لها بالإنتقال إلى مصر بشكل دائم، أو توزيع وقتها بين مصر ولبنان، في أيلول/سبتمبر عام 2018، وعادت لتقديم برنامج "تخاريف" من إخراج حسين المنباوي، وهو ذو طابع فنيّ اجتماعي وإنساني أحياناً، لكن ضمن سياق الفكرة الخاصة بالحلقات التي تختلف إحداها عن الأخرى، بحسب طبيعة الضيف وخلفيته.

حياة وفاء الكيلاني الخاصة

تزوجت في 25 آب/أغسطس عام 2008 من طوني مخايل العامل في مجال التلفزيون خارج لبنان، وزميلها السابق في شبكة راديو وتلفزيون العرب أثناء عملهما في إيطاليا. تزوجا مدنيا في قبرص، بعدها تزوجا في مصر لدى شيخ مسلم بعد إعتناق طوني الإسلام، نظراً لمعارضة عائلتها للزواج في البداية بسبب اختلاف الأديان، وصرحت حينها بأنها مصرية مسلمة وتتزوج مسيحياً، وأقيم حفل زفافها في بيروت. أنجبت طفلتها الأولى "جودي" عام 2009، وأنجبت ابنها الثاني "ريان" عام 2011.
وفي نهاية شهر تموز/يوليو عام 2016 أعلنتوفاء الكيلانيخبر إنفصالها عن زوجها طوني، بعد مرور ثمانية أعوام على زواجهما بعد وصولهما لطريق مسدود، وباشرا بمعاملات الطلاق وتم الأتفاق بإعطاء الأم الأولوية في تربية الأطفال إلى جانب رعاية الأب المستمرة، بحسب ما تنص القوانين المتعلقة بالأسرة في لبنان.
وفي 9 أيار/مايو عام 2017 أعلنت عن ارتباطها بالممثل السوري تيم حسن وعقد القران في حفلة عائلية صغيرة بمنزل عائلتها في القاهرة، أطلق طليقها رجل الأعمال اللبناني طوني مخايل تصريحات صادمة حول زواجها من تيم حسن، وذكرت تقارير صحفية أن طليقها صرح لمجلة عربية أن طليقته كانت متزوجة من تيم حسن سراً لمدة عام قبل إعلان زواجهما. وأضافت التقارير على لسان طليقها، أنه عندما اكتشف زواجها من تيم حسن وتردده كثيراً على منزلها بعلم والديها، هددها برفع دعوى قضائية ضدها للحصول على حضانة طفليه، إن لم يعلن عن الزواج بطريقة رسمية، لذلك أعلنت زواجها بشكل رسمي من خلال صورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. قصة حب وفاء الكيلاني وتيم حسن انتصرت على فارق العمر بينهما إذ تكبره وفاء بـ 4 سنوات. وسبق أن تقدمت وفاء لتيم على الهواء حيث طلبت يده أثناء استضافته في برنامج "الحكم" قائلة له: "تيم أنا عايزة اتجوزك"، وبدوره رد قائلا:"أقبل فوراً، حبيبة قلبي".