غنّى الوطن والجيش وقوى الأمن الداخلي، فقدم "خلي إيمانك بالجيش"، "هاي هيي قوى الأمن الداخلي"، ولم ينسَ أن يغني لبلدته كفرسلوان "فيكي خلقت وفيكي ربيت".

خصص أغنية للرئيس العماد عون "بيّ الكل"، وحيّا في أغانيه كبار لبنان، أمثال الدكتور وديع الصافي والموسيقار ملحم بركات، الزعيم الراحل كمال جنبلاط والنائب والصحافي الراحل جبران تويني.

وفي رصيده أيضاً العديد من الأغنيات، منها "بالتوب الأبيض بحلم فيكي"، "الدني إم"، "عيد العشاق"، وعلى الرغم من أدائه أغنيات كثيرة، أحب أن يمجد الله، فقدم 45 ترنيمة للرب والقديسين، على الرغم من إنتمائه إلى الطائفة الدرزية.

إنه الفنان بسام حاطوم، الذي أطلق عمله الجديد "هيدا عرق جبين الناس"، وذلك في حفل أقيم بحضور ممثل اللواء عماد عثمان، الرائد راني حايك، وفنانين وإعلاميين وشعراء ومثقفين، وقدمت الحفل الإعلامية رنا سرحان التي أضاءت على أعمال الفنان بسام حاطوم ومسيرته الفنية.

نقيب الفنانين المحترفين جهاد الأطرش قال :"إن الشعوب العظيمة تقاس بعلومها ومدى إستيعاب أجيالها للتطورات العلمية والتكنولوجية، وتقاس أيضاً بثقافاتها وآدابها وفنونها ومدى تفاعل الإنسان فيها مع هذه الإبداعات الكبيرة، هذا التفاعل بين شتى أنواع الفنون، أكان بين الريشة واللون، أو بين الإزميل والحجر، أو بين الكلمة والقوافي، والنغم والوتر، هذه الفنون وغيرها ترتقي بالمجتمعات إلى أعلى درجات النبوغ والتفوق".

وأضاف :"فيا لبنان يا وطن الرسالة إشمخ عالياً، فمنذ فجر التاريخ وإنسانك لم يتوقف عن العطاء ولن يتوقف، وأنت يا بسام أيها النسر حلق عالياً إلى فوق، حيث لا يصل إلى هناك إلا من كان يحمل رسالة، ولا يرتقي إلى هناك إلا الفنان الملتزم بقضايا وطنه والإنسان. فالترانيم على لسانك هي أجنحة الخير والسلام، وصوتك هو الصدى للمتأملين والفقراء، أصرخ معهم صرخة الألم والوجع، أسمعنا أنينهم، إجعل صوتك صوت من لا صوت لهم، إجعل صوتك في خدمة الوطن، في خدمة عرق الناس، في خدمة العلم وفي خدمة المسكين الذي يتضور جوعاً ولا يقدر على شراء الدواء، وبتراتيلك تضرّغ إلى المخلّص كي يخلّص الوطن والإنسان".

وألقى كلمة رئيس نقابة محترفي الموسيقى والغناء فريد بو سعيد، عضو مجلس النقابة أسعد سرور الذي قال :"عندما يتلازم الفن مع وجع الناس، يصبح الجرح قصيدة، والنزيف لحناً، والألم سيمفونية عابقة بأناشيد التحرر والإبداع، فما قيمة العطاء إذا لم يتناغم مع مقتضيات الواقع، ما هو إلا إنعكاس الروح على الوتر، وترنيمة الآه على السلم الموسيقي النابض بشتى مشاعر الإنسانية، إن من حزن أو لوعة أو جنون حب. من هنا كانت الموسيقى محاكاة لمشاعر كل الإنسانية، لكنها محاكاة صادقة، واضحة، جريئة، خلاقة لا زيف فيها ولا غش".

وأضاف :"الموسيقى هي العطاء بحد ذاته، فهي تنساب من أنامل الموسيقي نزفاً من الجهد والسحر والجمال، لتتغلغل عند مسامع المتذوقين عصارة من الجهد والإبداع لتغدو لحناً، فكان الزميل بسام حاطوم يجوب أسرار الألحان، ليحل زائراً مقدساً في رحاب القلوب المفعمة بالفن، لنصلِ لكي تبقى الموسيقى معبرنا الوحيد للخلود الأبدي، ولنرتل لكي تبقى الصلاة لأن كلاهما سيّان من الروح للروح".

الشاعر حسين شيا ألقى قصيدة، وهو الذي تعامل مع الفنان بسام حاطوم في أغنيات عديدة، منها :"عايش فينا يا ملحم بركات"، "معلم كنت وبعدك إنت يا كمال جنبلاط" "هاي هيي قوى الأمن الداخلي" و"فيكي خلقت وفيكي ربيت".

الكاتبة حنان رحيمي قالت :"بلدنا لم يعد ملكاً لنا، أصبح أملاكاً خاصة مسجلة بإسم بضعة أشخاص، في دوائر الجريمة واللصوصية والفساد، ولم تبقَ لنا سوى صورة الأرزة على جواز سفر، وعلى أبواب السفارات نشحذ وطناً، سامحنا يا لبنان، كل حاكم صنع الله على مقاسه، نسينا أن هناك الله حقيقياً إسمه الوطن، وصلينا للزعيم".

وأضافت :"الأغنية رسالة، ومهمة المطرب ليست فقط أن يطرب الناس وتتحرك الأجساد على نغمات أغنياته، يجب أن تكون هناك أغنيات تذكر الناس بحقوقهم المسلوبة وتحرك غضبهم على السارق، الفنان الإنسان بسام حاطوم حمل مسؤوليته تجاه الناس والوطن، وتولى هذه المهمة بجدارة، وأعماله مع الفنانين الراحلين تشهد له، صرخ عن كل اللبنانيين بأغنية "هيدا عرق جبين الناس"، مبروك لك ولنا وللبنان عملك الجديد الرائع".

وألقت رحيمي قصيدة من العيار الثقيل، أهدتها لكل مسؤول فاسد في البلد.

الكاتب والإعلامي والناقد جهاد أيوب قال في كلمته :"تعرّينا بسبب السياسين، باعونا وإشتروا، وأصبح دمنا رخيصاً، عمل الفنان بسام حاطوم ليس مدعوماً من السياسيين، لو كان مدعوماً منهم لكنا رأينا كرافات كثيرة تجلس هنا في الصفوف الأمامية، وهم أشخاص لا يستأهلون الجلوس في الأمام، ولكن للأسف الظروف الطائفية جعلتهم كذلك، وأصبحوا يلبسون كرافات، ولكن الكرافات لا تصنع إبداعاً في الوطن، ولا تصنع رجالاً".

وأضاف :"تعرفت إلى بسام حاطوم منذ فترة بعيدة، قلق، باحث، يساعد الجميع، رأيته في كل الأمسيات والمناسبات الوطنية، وعلى الرغم من أن لديّ ملاحظات على بعض الأعمال التي رأيناها خلال الحفل، ولكني أقول إنه من دون دعم وسياسة وفزلكات دينية وطائفية، أمر جيّد أن بسام إستطاع أن يقدم ما قدمه".

وكانت كلمة للفنان أنطوان وديع الصافي، الذي حضر برفقة شقيقته مارلين، حيث أن في رصيد الفنان بسام حاطوم أغنية "بتبقى للأرزة عزّتها" من كلمات الشاعر راجي الحكيم التي أهداها للدكتور وديع الصافي، وقال الصافي :"أشكر بسام على أغنية "بتبقى للأرزة عزّتها"، هذه الأغنية الرائعة، وأهنئه على عمله الجديد وعلى كل أعماله، فجميعها ألحانها جميلة جداً،وفيها أنغام من تراثنا ومن هويتنا الفنية، أحيي بسام إبن الجبل البار، وأحيي الشعراء والملحنين والموزعين الموسيقيين الذين تعامل معهم".

وأضاف :"أعتبر أغنية بسام الجديدة "هيدا عرق جبين الناس" من قلب وصميم مدرسة وديع الصافي، صحيح أن وديع الصافي إستخدم الفنلينشر قيماً وأفكاراً محض إنسانية، وهذه كانت رسالته الأساسية، وبسام الحبيب هو من قلب هذه المدرسة".

وغنى الصافي موالاً عن لبنان.

الشاعر جوني مقدسي الذي غنى من كلماته الفنان بسام حاطوم أغنية "خلي إيمانك بالجيش"، لبى طلب الناقد جهاد أيوب وإعتلى المسرح وألقى قصيدة.

وكانت كلمة للناشط الإجتماعي ومؤسس "يازا" زياد عقل، والذي تمنى أن يكون هناك في كل القطاعات ومنها الفن والموسيقى، أشخاص وطنيون هويتهم الأولى ومذهبهم الأول لبنان.

الكلمة الأخيرة ألقاها الفنان بسام حاطوم، شكر فيها الحضور وكل الأشخاص الذين ساهموا في مسيرته الفنية وفي إنجاز هذا الحفل.

موقع "الفن" إلتقى الفنان بسام حاطوم، وكان لنا معه هذا الحوار.

حفل اليوم هو لإطلاق عملك الجديد "هيدا عرق جبين الناس"، ولكن هل عرض كل أعمالك الفنية والترانيم التي قدمتها، أيضاً في هذا الحفل، سببه أنك تشعر بأن هناك تقصيراً بحقك من قبل الصحافة والإعلام؟

طبعاً هناك تقصير من الصحافة والإعلام، مع إحترامي للذين يحبوني ويواكبون أعمالي، أغنية "هيدا عرق جبين الناس" عمرها سنة ونصف السنة، وتأخرت في إطلاق العمل، لأني كنت منشغلاً بتصوير الترانيم، وأصبت بعارض صحي لذلك لم أستطع أيضاً أن أصور أغنية "بالتوب الأبيض بحلم فيكي"، حتى أني لم أستطع أن أقبل عروض عمل حينها، فعملي الجديد هذا يعني لي الكثير، وأحببت من خلاله أن أكرّم الناس وأحاكي وجعهم، ولم أقم بهذا العمل حتى تتم الإضاءة عليّ، فمن يحب أن يكتب أو يتحدث عن عملي أكون مسروراً، وإن لم يكتبوا او يتحدثوا عن العمل، أكون قد أوصلت رسالتي.

من صاحب فكرة أغنية "هيدا عرق جبين الناس"؟

الفكرة هي للشاعر والملحن أحمد الجندي، وكان قد عرضها على أكثر من فنان، ولكنهم لم يجرأوا على غنائها، وخافوا على أسمائهم، أنا غنيت بإيمان للجيش اللبناني، وبكل ثقة ومحبة لقوى الأمن الداخلي، وكذلك غنيت للرئيس عون وللمعلم كمال جنبلاط وللنائب والصحافي جبران تويني، وإن كانوا يريدون أن ينتقدوني لأني غنيت لهؤلاء الأشخاص، لا يهمني الأمر، من يهمني هو الذي يكتب كلمة صادقة ومن يوصلها.

من هم المقصودون بكلمات أغنية "هيدا عرق جبين الناس"؟

لا أقصد بها شخصاً معيناً "كل واحد في تحت باطو مسلة بتنعرو"، كل بحسب ضميره، فإذا إمتعض أحدهم من العمل يكون هو النصاب.

ترتدي تيشرت كُتب عليها "صار بدنا ثورة"، هل نستطيع أن نقيم ثورة في ظل تزلم أغلب الناس لزعماء أحزاب وتيارات سياسية؟

كل إنسان يعمل من منطلق قناعاته، أنا لا أستطيع أن أمون على أحد، فكل شخص لديه عقيدته.

قدمت بصوتك حوالى الـ45 ترنيمة، على الرغم من أنك لا تتبع الديانة المسيحية، هل واجهت إنتقادات معينة؟

كتب الشاعر منير أبو النصر كلمات هذه الترانيم، وهو من رعية مار فرنسيس، ولم يتبنَّ أحد الكلمات التي كتبها، فأخذت الكمات منه كندر عليّ، لأني قررت أن أقف إلى جانب كل شخص يعاني من الغبن، وذلك بعدما إفتقدت أنا للدعم خلال مسيرتي الفنية، ونفذت الترانيم وصورتها على نفقتي الخاصة، ومنها ألحان معروفة، ومنها ألحان أنا وضعتها.

ما هي الترنيمة الأقرب إلى قلبك؟

أحب كل الترانيم التي قدمتها، ولكن الترنيمة المميزة بالنسبة لي هي "جينا لعندك مار تقلا"، لأن القديسة تقلا هي شفيعة ضيعتي كفرسلوان، وستكون لدي ترنيمة للقديس شربل.