هو ممثل، ومنتج، وناشط، وفنان موسيقي، برع في أدوار الشر وتجسيد الشخصيات المضطربة الأقرب إلى شخصيته ولد خواكين فينيكس في 28 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1974 في سان خوان بـ بورتوريكو، والدته أرلين دونيتز من عائلة يهودية من نيويورك فيما والده جون بوتوم من كاليفورنيا وهو من أصول بريطانية، وقد ولد بندبة على شفته ولم تكن هذه الندبة نتيجة تشوه أو عملية بل كانت نتيجة ولادته الصعبة، وقد تربى ليناصر حقوق الحيوان وهو نباتي ويمتنع عن ارتداء جلد حيواني المنشأ كما هو ناشط في جمعية PETA. هو الطفل الأوسط على خمسة وقام في صغره بتقليد أخويه ريفر فينيكس ورين فينيكس، فغيّر اسمه من خواكين إلى ليف وذلك تيمناً بأسماء من الأرض، فأخوه اسمه ريفر أي نهر ورين أي مطر واسم ليف أي ورقة شجر. وحينما تشجع الأولاد على إظهار إبداعهم تبعهم في توجههم إلى التمثيل، أما اختاه الأصغر منه ليبترني وسامّر فينيكس قامتا بتهذيب مواهب الفرقة.

نشأته ومعاناة طفولته

عاشخواكين فينيكسسنوات طفولته الأولى متنقلًا مع عائلته من مكان إلى مكان، في حالة دائمة من العوز والفقر، مثل بقية الشباب الأميركي في نهاية الستينيات الذين كانوا يبحثون عن طريقة للعيش.
انضم الوالدان آنذاك إلى طائفة دينية تسمى "أطفال الرب"، تمزج بين تقاليد المسيحية وطريقة عيش الهيبز، عاشا متنقلين عبر البلاد بعائلتهما ليقوما بالتبشير لطائفتهما، فلم تكن لهما مهنة أو دخل ثابت بل عاشا على التبرعات، كان ريفر ورين أكبر أبنائهما يغنيان في الطرق من أجل المال، لكن بعد أن استخدم زعيم الطائفة النساء لإغواء الرجال للانضمام الى الطائفة قام والدا خواكين بترك التبشير والطائفة واضطرا للإقامة بغرفة واحدة في بناية لا يسمح للأطفال بالتواجد بها، مما كان يجبر الأطفال على الاختباء لساعات في حال وجود مالك البناية.

تغيير اسم العائلة وانخراط في الأعمال الفنية

قامت العائلة بالوقوف على قدميها من جديد وأول ما فعلته هو تغيير اسم العائلة إلى فينيكس تيمناً بطائر الفينيق الأسطوري الذي ينفض عنه الرماد ويعود إلى الحياة .
استقرت العائلة في لوس أنجلوس من أجل بداية جديدة فوجدت الوالدة أريلين عملاً كسكرتيرة في شبكة NBC أما زوجها جون فحول موهبته إلى البستنة والاهتمام بزراعة وتجميل المساحات التابعة للأبنية .
وكانت أول فرصة لـخواكين فينيكسفي ظهوره ضيفاً في سيتكوم أخيه ريفر Seven Brides for seven brothers عام 1982.
لكن الأخ الأكبر، الأكثر وسامة وكاريزما وصاحب الموهبة الكبيرة، هو الذي لمع سريعًا متحولًا إلى نجم واعد، بينما خواكين الذي كان يكتب اسمه على التترات آنذاك "ليف"، عُرف فقط على أنه الأخ الأصغر لريفر.

مميزات أدائه التمثيلي

تشبيه تمثيله بـ مونتغمري كليفت ومارلون براندو

قال عنه المخرج الأميركي جيمس غراي : "أحمل الكثير من الحب لخواكين فينيكس، ما يجعله في ظني مدهشًا هي تلك الحساسية وهذا الذكاء اللذين يجلبهما معه إلى كل شخصية يؤديها، إضافة لقدرته المذهلة على تجسيد الجانب المظلم في شخصياته. أقارنه دومًا بـ مونتغمري كليفت، ومارلون براندو، إنه في مرتبتهم نفسها. أظن أنه قادر على تصوير صراعاتنا الداخلية عبر شخصياته بأوضح طريقة ممكنة وبدون كلمة واحدة".
التمثيل بالنسبة لخواكين هو محاولة للانفصال عن الذات بكل تاريخها المؤلم، والعيش للحظات داخل شخصية أخرى، ويمتلك خواكين أيضًا هذه البراعة النادرة في الانتقال بين مشاعر شتى في مدى زمني قصير جدًّا، يمكنك أن تشاهد ذلك في أغلب أعماله، لكن بشكل أكثر حضورًا في فيلمي "The master"، و"Her".

طريق وعرة لمهنة عشقها

عمل مع شقيقه مرة أخرى في ABC Afterschool Specials:Backwards:The Riddle of Dyslexia عام 1984 ،ثم انطلق وحده في مسلسل تلفزيوني آخر ثم كانت إنطلاقته كأصغر عضو في SpaceCamp عام 1986، ثم فاز بأول بطولة في دراما الحرب الباردة Russkies عام 1987.
في أواخر الثمانينيات قررت عائلة فينيكس الانتقال مجدداً ولكن هذه المرة إلى فلوريدا، لم تكن حياة ريفر المهنية ستتأثر أما خواكين فلم يكن واثقاً ماذا سيحل بمهنته في المدينة المشمسة، ولكن نويفرسال ستوديوز افتتح ستوديو جديد في المنطقة فحجز خواكين لنفسه مكاناً بعد تجربة الأداء حيث جسد دور مراهق في Parenthood عام 1989 ، وكان أداؤه مبهراً لكنه قرر وقتها الانسحاب لفترة إذ كان محبطاً بسبب عدم نيله الأدوار التي يستحقها في سنه هذه وأراد المزيد من التقدير.

فاجعة موت ريفر فينيكس وتأثيرها على حياته

وكان والداه يعانيان من خلافات وبدآ إجراءات الانفصال، فانطلق نحو المكسيك مع والده، ثم عاد خواكين بعد ثلاث سنوات لتُسلط عليه الأضواء في ظروف مأساوية، حيث تواجد في النادي الليلي The Viper Room الذي يملكه جزئياً النجم جوني ديب في لوس أنجلوس حين فقد أخوه ريفر الوعي بسبب جرعات مفرطة من المخدرات ثم مات لاحقاً، والاتصال الذي قام به خواكين لخدمة الطوارئ 911 تم بثه على جميع الإذاعات الأميركية والتلفزيونات.

ابتعد خواكين عن الأضواء مع نهاية عقد الثمانينيات ليعود من جديد إليها عام 1993، إثر وفاة أخيه الأكبر التي كانت صدمة تركت في نفسه تأثيراً كبيراً فلم تعد حياته كما كانت من قبل وهذا بدا جلياً في طبيعة الشخصيات التي اختار تجسيدها أو طريقة أدائه لها.

إنطلاقته

بعد عدة أشهر وبعد إصرار أصدقائه وزملائه، بدأ خواكين يقرأ السيناريوات مجدداً، ولكنه لم يرد الدخول مجدداً إلى مجال التمثيل حتى يحظى بالدور المناسب، وحالفه الحظ أخيراً حيث وقع عقداً للعمل مع غاس فان سانت والذي أخرج فيلماً لأخيه ريفر وهو My Own Private Idaho عام 1991 وحتى Cowgirls Get the Blues عام 1993 ليجسد شخصية الحبيب المهووس أمام النجمة نيكول كيدمان في فيلم To Die For عام 1995 وقد جعل أداؤه الرائع للشخصية شخصاً مفضلاً من النقاد السينمائيين وكان حينها قد تخلها عن اسم ليف وعاد إلى استعمال إسمه بالولادة خواكين.
ثم جاء دوره اللاحق في فيلم Inventing The Abbotts عام 1997 دقيقاً ومهماً أكثر وخلاله سنحت له الفرصة في التعرف على خطيبته آنذاك ليف تايلور واللذين تواعدا لثلاث سنوات، وعاد إلى الشاشة الكبيرة لاحقاً في ذلك العام بدور مساعد لأوليفر ستون بفيلم U Turn ،1997ثم لعب دور شخص أسير للمخدرات في Return To Paradise عام 1998 ثم عاد وزميله فينس فاغن ليمثلا معاً في فيلم الجريمة Clay Pigeons عام 1998 والذي أتبعه خواكين بدور في 8MM عام 1999.

فينيكس يحلق بنجوميته حول العالم

أما الفيلم الذي أكد نجومية خواكين فينيكس، هو دوره في الملحمة التاريخية Gladiator عام 2000 وهو الامبراطور الروماني كومودوس الأناني المصاب بالبارانويا في مواجهة النجم راسل كرو، وكان خواكين مصراً أن يجعل شخصيته حقيقية إلى أبعد ما يمكن، فكسب فينيكس وزناً، عدا عن اهتمامه بتفاصيل الشخصية بشكل كبير ليظهرها كما يجب، فنال ترشيحاً لجائزة أوسكار عن فئة أفضل ممثل مساعد عن هذا الدور وحظي باهتمام عالمي.
لاحقاً في السنة نفسها ظهر في فيلمين حيث لعب دورا كعامل في حمل البضائع من السفن في The Yards عام 2000 ودور قس في Quills ، ونال ترشيحاً لجائزة أوسكار عن فئة أفضل ممثل لتجسيده دور الموسيقي الأسطوري جوني كاش في فيلم السيرة الذاتية Walk The Line عام 2005، كما سجل ألبوماً وهو تتر الفيلم الذي تسلم عنه جائزة غرامي لأفضل مجموعة موسيقى تصويرية للوسائط المرئية.
رفض فينيكس ارتداء أي زي مصنوع من جلد الحيوانات فقاموا بصنع أحذية خاصة به من مواد غير مشتقة من الحيوانات. نظراً للتشابه بين حياتيّ فينيكس وكاش، حيث تمّ اسعاف فينيكس إلى المستشفى عام 2006 بعد إثر ادمانه الكحول تماماً كما تم معالجة جوني كاش من ادمان الكحول والمخدرات إذ عثر عليه فيرنير هيرزوغ وهو داخل سيارته المقلوبة رأساً على عقب وهو يحاول اشعال سيجارة.
وكان دوره في فيلم Two Lovers من بطولته و غوينيث بالترو الأقرب إلى شخصيته الحقيقية، والفيلم مبني بالأساس على قصة قصيرة للأديب الروسي فيديور دوستويفكسي تحمل اسم White Nights.

تطور نجاحاته وأدائه

ما توقعه الجميع بعد أداء فينيكس الناجح لشخصية جوني كاش أنه سيحتل مساحة أكبر على الساحة السينمائية تليق بحجم موهبته، لكن فينيكس فاجأ الجميع في عام 2009 بأنه قرر اعتزال التمثيل من أجل احتراف الغناء، تحديدًا الهيب هوب، لكن بعد سنتين اتضح بأن كل ذلك كان مجرد خدعة من قبل فينيكس فعاد بفيلم كوميدي I'm Still here عام 2010 من اخراج صديقه كيسي أفليك الذي يروي فيه كيف استعد لترك التمثيل وبدء مهنة غناء الراب فيما يبدو أن ما يقوله خواكين حقيقي تمامًا فأداءاته التي تلت فيلمه المذكور هي الأفضل في مسيرته، والأكثر جرأة، أهم أفلامه بالتأكيد فيلم بول توماس أندرسون "The master" عام 2012، الذي منحه ترشيحه الثالث لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل.
عاد للعب الدور الذي يعشق اداءه ألا وهو دور الشرير وذلك ما برع فيه في فيلمه الرابع من اخراج جيمس غراي باسم The Immigrant عام 2013 مع النجمة الفرنسية ماريون كوتيار، ودوره في تحفة سبايك جونز «Her» في العام نفسه، حاز الفيلم على اوسكار أفضل نص لسبايك جونز وهو الفيلم الوحيد الذي قام جونز بكتابته واخراجه أيضاً، ودور لاري سبورتيللو في الفيلم المرشح لأوسكارين Inherent Vice عام 2014 والتقى مجدداً بزميلته من Walk the Line ريس وذرسبون التي لعبت دوراً صغيراً الفيلم ترشح عن فئتي أفضل نص مقتبس و أفضل تصميم للأزياء، ثم قدم فيلم Irrational Man عام 2015 أما دوره في فيلم "You Were Never Really Here"، والذي منحه جائزة أفضل ممثل في مهرجان كان 2017، والفيلم الكوميدي Don't Worry, He Wont Get Far on Foot ، و الفيلم الديني Mary Magdalene ، عام 2018 قدم The sisters Brothers، ثم لمع ببطولة مطلقة في فيلم Joker.

حياته الشخصية

خواكين فينيكس معروف بشخصيته الأقرب إلى الغموض فهو قدم طوال مسيرته الفنية أدواراً تشبهه إلى حد ما ظهر في بعضها مضطرباً نفسياً ومهووساً أحياناً وأغلبها شخصيات مركبة ومعقدة أجاد تقديمها بدقة وهو الذي يعيش الشخصية بكل أبعادها وحتى ملامحه يجندها في خدمة الدور ليهرب من معاناة يعيشها في واقعه، فهو أدمن على الكحول ثم تخلص منه ولم يعد الشخص نفسه بعد وقاة أخيه ريفر، هو الحنون المحب للعائلة الذي يقدسها، لم تكن له فضائح مع نساء وحتى لم يواعد الكثيرات، فبين عامي 1995 و1998 واعد ليف تايلور ثم بين عامي 2001 و2005 واعد عارضة أزياء جنوب إفريقية واسمها توباز بايج غرين، وبين عامي 2013 و2015 كان على علاقة عاطفية بـ الدي جي آلي تيليز، ومنذ عام 2016 وقع في حب زميلته في فيلم ماغدلين روني مارا وتواعدا وتقول تقارير إعلامية إنهام يعيشان سوياً لكن الموضوع يبقيانه سراً حتى أنه تسرب خبر خطبتهما.