من أعالي جرود جبيل جمعت قرطبا، يوم الأحد الماضي، في الليلة الثانية من كرنفالها تحت عنوان "ذكرى وحنين" ما بين الموسيقى والثقافة والرقص والإبداع والإبتكار.

كلها إجتمعت تحت راية الفرح والإصرار على إقامة هذا الكرنفال السنوي والذي يتخطى تاريخه الـ70 عاماً للتأكيد على ان لبنان هو بلد الجمال وأن شعبه يحب الحياة.


في ليلته الثانية، شهد " كرنفال قرطبا " حضوراً لعدد من الشخصيات تقدمهم المطران ميشال عون ممثلاً الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، النائب شامل روكز ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب نزيه نجم ممثلاً رئيس الحكومة سعد الحريري، النائب مصطفى الحسيني ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب سيمون أبي رميا، العقيد إيلي الديك ممثلاً مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الرائد ربيع الياس ممثلاً مدير عام أمن الدولة اللواء أنطوان صليبا، العقيد الركن جوزاف الهاشم ممثلاً مدير المخابرات العميد أنطوان منصور، إضافة لحشد من الشخصيات السياسية والأمنية والقضائية.

إنطلق الحفل بالنشيد الوطني اللبناني.
بعدها كانت كلمة لرئيس بلدية قرطبا وإتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس، الذي أكد على أهمية هذا الكرنفال في ما يقدمه من صور ومعانٍ جميلة ولما يجمعه من محبة وتآخٍ بين أبناء المنطقة، مشيراً إلى أن هذا الكرنفال يسعى لأن يكون على مستوى عالمي وهو ما تمّ بالفعل، إذ أنه سيشارك العام المقبل في كرنفال نيس.


ثمّ كانت كلمة لرئيس لجنة مهرجانات قرطبا السياحية ميشال الدرزي، الذي أشار إلى الدور السياحي اللافت الذي تقوم به قرطبا ضمن الخريطة السياحية اللبنانية، موجهاً شكره لكل من ساهم في نجاح هذا الحدث الذي لولا العمل الدؤوب لما خرج بهذا الشكل.
وكانت أيضاً كلمة للمسؤولة الإعلامية للكرنفال الإعلامية مي زيادة، التي بدورها أكدت على أهمية إقامة هذا الكرنفال والعمل الجبار الذي يقوم به كل القائمين عليه من أجل إستمراره وتطوره ليصبح على مستوى عالمي.
ومن ثمّ كان هناك عرض ساحر ومميز لفرقة ميّاس " Mayyas " التي يترأسها الشاب نديم شرفان إبن ضيعة قرطبا.
وإنطلق بعدها قطار المهرجان والذي تمثّل بـ8 عربات هي عبارة عن مجسمات كل واحدة تحمل معنى وصورة وقصة معيّنة.
العربة الأولى مجسم يحكي أو يصوّر قصة حب الكاتب اللبناني الراحل جبران خليل جبران والكاتبة اللبنانية الراحلة مي زيادة وخاصة المراسلات بينهما، وخلال مرور العربة تمّ عرض بالصوت والصورة بعض من هذه المراسلات.


العربة الثانية كانت مجسماً لجسر عين الباردة، وهو جسر كان موجوداً في الضيعة وله حكاية شهيرة وعلاقة قوية مع أهل الضيعة، إذ أنه شاهد على قصص الأحباب والعشاق، ومنهم الذين كانوا يلتقون عليه ويقضون أوقاتهم الغرامية.

العربة الثالثة مجسم لعربة الحرير، وهي الصناعة التي كانت تشتهر بها الضيعة، قبل ان تحلّ مكانها زراعة التفاح والعنب وهو ما تشتهر به قرطبا حالياً بشكل كبير.
العربة الرابعة مجسم عن الموسيقى، للتأكيد على ان الموسيقى هي لغة الشعوب وركيزة مهمة من ركائز حضارتها وثقافتها.
العربة الخامسة مجسم لسيارة "جدو بشارة" وتحكي قصة أول سيارة إقتناها شخص من قرطبا وقدم بها إلى الضيعة، وهي قصة مشهورة هناك.
العربة السادسة مجسم عن مدينة نيس.


العربة السابعة مجسم عن غريندايزر، وهنا كان لافتاً حضور الفنان اللبناني سامي كلارك، وهو صاحب اغنية شارة السلسلة.
العربة الثامنة مجسم عن الشجرة، للتأكيد على أهمية الروابط العائلية، ومع مرور العربة تمّ عرض إسم عائلات قرطبا على الشاشة.
ولم يكن عرض العربات مقتصراً على مرورها، بل كان يرافقها عدد من اللوحات الراقصة المعبرة التي شارك بها أبناء الضيعة من أطفال وشباب وشابات.
ثمّ عادت وإعتلت فرقة Mayyas المسرح لتبهر الحضور بعرض ثانٍ.
وفي ختام العرض كان هناك تقديم دروع تقديرية للبطريرك الراعي ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النوب ومدير عام الامن العام ومدير عام أمن الدولة ومدير المخابرات إضافة للفنان سامي كلارك.


لم تنتهِ فعاليات هذه الليلة هنا، بل كان للجمهور الكبير الحاضر والذي لم تتسع له المدرجات، وقد حرص على إفتراش الأرض والمباني المحيطة من اجل الإستمتاع بالأجواء الجميلة، موعد مع حفلتين رائعتين، الأولى مع الفنانة اللبنانية ألين لحود التي أشعلت الأجواء بباقة من أجمل أغنيات كبار وعمالقة الفن اللبناني، من وديع الصافي وصباح والأخوين الرحباني وفيروز وملحم بركات.
وطبعاً حرصت لحود على تقديم أغنيتها الجديدة "شيللو"، وكان لافتاً إختيارها لأغنية "يا بتفكر يا بتحس" للفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب.
وبعد إنهائها لوصلتها، كان لنا لقاء معها، أشارت فيه إلى فرحها الشديد بهذه المشاركة، وأن اجمل شيء هو المسرح والتفاعل مع الناس ومحبة الناس وهذا أكثر ما يسعد الفنان أي الناس الحقيقين.


وعن إختيارها لهذا الأرشيف الغنائي، قالت:"هذه الأغنيات التي لا تموت، والتي تؤكد على الفن الأصيل وما زلنا إلى اليوم نغنيها ونحفظها ويتفاعل معها الجمهور، على امل أن نتعلم من هذه الأغنيات ونقدم مثلها لكي يقدمها من يأتي بعدنا بـ40 و50 سنة".
وعن إختيارها لأغنية "يا بتفكر يا بتحس"، قالت: "أولاً هذه الأغنية محبوبة جداً ويتفاعل معها الجمهور كثيراً ومعانيها مهمة جداً وأحبها على الصعيد الشخصي وشعرت أنها تحاكي الجيل الجديد".
وعن اصداء أغنيتها الجديدة "شيللو" والكليب، أكدت انها سعيدة بالأصداء الجميلة التي تحصدها.
الحفلة الثانية كانت مع الفنان اللبناني جورج نعمة، الذي إنطلق بأغنيته الجديدة "متلك ما في" وكرّت سبحة الأغنيات اللبنانية التي قدمها وكان لافتاً بينهم تقديمه لعدد من أغنيات الفنان اللبناني زياد الرحباني.
وإستطاع نعمة ان ينشئ لنفسه حالة فنية مميزة على المسرح، بحركته العفوية وتفاعله مع الجمهور.

التقطت الصور الفوتوغرافية المرفقة المصوران ريتا عطالله ووليد غندور.