أعلن الفنان التشكيلي غسان محفوظ عن تقديمه معرضاً فنياً لأعماله يعود ريعه لبناء كنيسة سيدة لبعا- جزين، وذلك خلال التكريم الذي إقامته بلدية لبعا برئاسة الأستاذ فادي رومانوس وحضور المطران مارون العمار راعي الابرشية ونائب جزين سليم الخوري بالإضافة إلى النائب ميشال معوض والعديد من الفعاليات والآباء ورؤساء البلديات والمخاتير وحشد من أهالي المنطقة والجوار.

وكانت في حفل الافتتاح كلمة لرومانوس وكذلك لمحفوظ، وجاء في الكلمة : "لبعا، سأخبرك اليوم يا لبعا عن علاقتي بلوحاتي متمنياً ان تبقى قصتي راسخةً في ذاكرتِك لأجيال.اللوحة هي روح الرسام.

كثيرة هي لوحاتي التي حملَت حكايا وأساطير، إنها عائلةٌ تكبرُ يوماً بعد يوم، تحمل ختمَ لبنان وتتوزع في كل أرجاء العالم.

إنها لوحاتٌ تتناغمُ مع بعضها في محترفي ومن ثم تخرجُ إلى العالم، إلا أنها ليست بثوبٍ أنزعه عني ولا بفكرٍ أتركه ورائي، إنما هي أحاسيسٌ من ذاخرة قلبي، قد رافقتني لسنواتٍ طوال...

من قال إن الأيام لا تمرّ كالأحلام عند الفنانين، وأن اللوحة ليست روح الرسام وأعمق أحلامه ، وأن اللوحات لا تحمل خفايا الإنسان ؟ ومن قال أن ليالي الفن ليست ليالي الأنس وأن اللوحةَ لا تُدخل الرسام إلى جنة الحبّ ؟ من قال أن الفن لا يبتلعُ الموت من داخلنا ؟

إنه معانقة بين الله والإنسان، الفن هو خليطٌ بين الفرحِ والترح وصانعُ سلامِ النفوس... والرسام الصادق هو الذي يموتُ ويولدُ مع كل ولادة لوحة، لذا عليه أن يتألم وينزف ويبكي، وعليه أن يرسم لوحته ناسجاً ألوانها من قلبه وروحه ومن صميم معاناته وصدقه... بعدها، يضحك الرسام : فقد خرج ذلك المولودُ المنتظر بلوحةٍ جديدة إلى الحياة، لوحةٍ تحمل مذكراتٍ وأسرار...

أعترف أمامكِ يا لبعا، أن كل أسراري وأحاسيسي مضجعةُ في حنايا لوحاتي، فلقد سرقت لوحاتي كل أسراري، وسرقتني أيضاً... وذلك التوقيع الذي يرافق اللوحة ليس سوى قبلة شكرٍ يزرعها الرسام على أسفل لوحته، وتلك الألوان التي تمتزج وتتعانق، تخلق لوحةً تذهل كل من رآها، وربما من صنعها أيضا، لكنها تبقى لوحة تمجد الله خالق الجمال، لأنا لسنا من يخلق، بل من يُظهر جمال الخَلق".