أن تكوني جميلة فهذه نعمة، لكن أن تكوني جميلة وتجيدين التحدّث فهذا أهم.


إستطاعت ستيفاني صليبا أن تثبت موهبتها يوماً بعد يوم حتى أصبحت للتحدي وللأدوار الصعبة عنواناً.
من الصعب أن تستفز ستيفاني فهي ديبلوماسية الى أقصى الحدود حتى على حسابها، وتبتعد عن المشاكل الى أقصى الحدود وتعتبر أن المشاكل تقلّل من قيمة الإنسان ولا ترفع من شأنه.
تؤمن في حياتها أن الحب دائما ينتصر.
شكّل دورها "سمارة" في مسلسل "دقيقة صمت" الى جانب الممثل السوري عابد فهد قفزة نوعية في مسيرتها، ومن أجواء هذه الشخصية واستعداداتها للمرحلة المقبلة كان لنا معها هذا الحوار .

أهلاً وسهلاً بك ستيفاني في موقع "الفن"، الى أي مدى شكّل دور "سمارة" في مسلسل "دقيقة صمت " تحدّ بالنسبة لك؟
أركز دائما على الشخصية، ولا أفكر في ستيفاني ماذا تريد، بل أبحث عن ما تحتاجه الشخصية فأذهب الى أقصى الحدود من ناحية اللباس والماكياج ونمط العيش لأتقن الشخصية.ولوك "سمارة" مختلف تماماً، وعندما قرأت السيناريو وجدت أن القصة ومحور الشخصية وطريقة عيشها لا تحمل التضخيم في مظهرها، إذ قد تبدو مزيفة وتفسد المشاهد، وهذا ما لا أقبله لأنني عندما أكون بين أشخاص محترفين في عملهم لا أستطيع أن أخطو خطوة ناقصة. "سمارة" فتاة لا يهمها اللباس ولا ترتدي الملابس المثيرة والضيقة للفت النظر لأنها تعمل في وسط غير نظيف، من هنا قمنا باختيار الملابس أنا والمنسقة سهى والتي أوجه لها التحية. أما اختيار الشعر القصير فهذه كانت فكرتي ، لأن الشعر أنوثة المرأة واختيار الشعر القصير كان بهدف عدم الإغراء.

لكن ستيفاني كيف تجرأتِ على قص شعرك بهذه الطريقة؟
هذا من حبي لعملي، وهذه من التضحيات التي أقدّمها من أجل الشخصية على حساب شكلي وشعري ووجهي وجسدي وأؤديها الى أقصى الحدود. اتحمل الكثير، ففي النهاية بعد كل مسلسل أبكي لأنني أستخدم المجهود الجسدي من أجل الدور.

بعد "دقيقة صمت" على ماذا بكيت أكثر؟
بكيت لأنه زاد وزني، الأكل في سوريا ملذّة، هناك العديد من المأكولات اللذيذة التي لا يوصف طعمها، وجميعها كأنها مصنوعة في المنزل.

في الموريكس دور اعتمدت الشعر الطويل وكانت مفاجأة؟
أحب الموضة والملابس وفي الموريكس قررت أن أبالغ قليلاً في الإطلالة، بعيداً عن الشخصية التي كنت أؤديها أمام الكاميرا، فشكل "سمارة" رافقني طول مدّة التصوير وبعده وعندما أنظر الى المرآة كنت أنزعج من شكلي لأنها ليست أنا.​​​​​​​

هل أثّرت سلباً على نفسيتك؟​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​
كثيراً . "سمارة وضعها صعب، وتعلمنا شخصيتها أن لا نحكم على الشخص من مظهره إن كان سميناً أو ضعيفاً أو قبيحاً أو يهتم بنفسه أو لا ، لأننا لا نعلم ما هي ظروفه.

أشعرت بالمنافسة في شهر رمضان؟
لم أكن ضمن المنافسة أبداً في رمضان، المسلسل كان يحلق وحده خارج السرب، لأنّ قصته كانت مختلفة وأجواءه مختلفة من ناحية القصة والحبكة والتصوير وأماكن التصوير الغريبة جميعها كانت مختلفة عن الأعمال الأخرى.​​​​​​​

أخبريني عن مشقة التصوير والسفر من لبنان الى سوريا، كيف صمدتِ كل تلك الفترة؟​​​​​​​
كارثة، ساعات السفر الطويلة بالسيارة أمرٌ متعب الى أقصى الدرجات، بالإضافة الى المرور عبر الحدود والإنتظار طويلاً، لا يمكنك النوم في السيارة وفي الوقت عينه علي الإستراحة قبل ساعات التصوير الطويلة، إنه الإرهاق، تصبح مقسوماً الى قسمين بين لبنان وسوريا​​​​​​​خصوصاً أنني بعيدة عن عائلتي، وعندما كنت أعود الى غرفتي في الفندق كنت أشعر أنها باردة ، وصرت أكره الأوتيل خاصة في يوم العطلة وكذلك فريق العمل كنا نطالب بإلغاء يوم العطلة من أجل انهاء التصوير، لأنه يوم كئيب بالنسبة لنا ونحن الممثلون فكنا نظل مع بعضنا في أغلب الأوقات لم يكن باستطاعتنا الخروج دائما بسبب أزمة البنزين في سوريا.

الوضع كان آمناً هناك أثناء التصوير؟
في يوم قصفت إسرائيل على سوريا في عيد الميلاد ولكن بشكل عام لم يكن هناك شيء خطير.​​​​​​​​​​​​​​

بعد كل هذه المشقة، هل شعرتِ أنك أخذت حقك كاملاً في مساحة الدور؟​​​​​​​
الأهم من مساحة الدور هو الإنطباع الذي تركته عند الناس، هذا الدور لم يكن بطولتي المطلقة كما اعتدت في المسلسلات السابقة، في "دقيقة صمت" كانت البطولة جماعية. ولم أتوقع أن تتعلق الناس بشخصية "سمارة" وأن تحبها بهذا الشكل.

لاحظنا أن الممثل خالد قيش احتلّ مساحة كبيرة في العمل، ما رأيك؟
في الخط الدرامي الخاص به ، نعم. عندما قرأت النصّ قلت له أنه سيكون مفاجأة العمل، وأدى شخصية العميد عصام أقوى من ما تخيّلته، أدى دوره بطريقة جميلة جداً.
لكن في "دقيقة صمت" لا أحد احتل المساحة كلها ، كل ممثل أخذ حقه وزيادة حتى "أبو العزم" حصد نجاحاً كبيراً.

والأهم كان الإنطباع الذي تركته الشخصية عند الناس فما أهمية الدور إن لم يترك شيئاً عند الناس؟ لا يهم حجم الدور بقدر ما تهمني النتيجة وبالنسبة لي، أنا راضية جداً عن النتيجة.

كيف لمست انطباع الناس عن الشخصية؟​​​​​​​
عندما ألتقي ببعضهم يقولون لي "نريد تزوير جواز السفر.. بتزوريلنا ييه؟"

في إحدى المرات مررت بحاجز للجيش وأوقفني على اليمين شعرت بالخوف: "قلت الله يستر ماذا فعلت؟"، فقال لي الجيشي "كنا نمزح معك علمنا أنك تزورين جوازات السفر؟" و(ضحكنا).

ستلاحقك هذه التهمة، لكن هل يمكن أن تحبي شخصاً محكوماً عليه بالإعدام كما في المسلسل؟
لما لا فإن كان محكوماً بالإعدام، فهل يعني ذلك أنه ليس لديه شخصية؟ أو قصة؟ من قال إن كل الذين يُحكمون بالإعدام هم حقاً مذنبون؟

دائماً هناك فرص في الحياة لا أحد يعلم، كما حصل في "دقيقة صمت".

​​​​​​​هكذا في الحب تذهبين الى أقصى الحدود كما في التمثيل؟
نعم فعلاً، إن أحببت شخصاً، فمن قال إن الحياة لن تأخذه منّي في حادث سير فجأة؟

أخبريني عن التعامل مع الكاتب سامر رضوان، معروف عنه أنه معارض للنظام وممنوع دخوله الى سوريا ألم تخافي أن يؤثر ذلك على جمهورك الموالي للنظام؟
عندما وافقت على المسلسل لم أكن أعلم من هو موالٍ ومن معارض للنظام، حقاً ليست لدي فكرة عن السياسة في سوريا وعندما وافقت على النص لم أسأل عن دين الكاتب أو طائفته أو سياسته، صدقني لم أكن أعرف شيئاً لأنني لا أتابع. وافقت على المسلسل لأنني أعمل مع شركة إنتاج محترمة بالإضافة الى المخرج والقصة والممثلين المشاركين ولم أسأل عن هذا الموضوع. عرفت بذلك عندما صرح عنه في العلن لكني لم أعرف أن سامر معارض للنظام سابقاً. أنا لبنانية وهذا الأمر يخصه هو ببلده ولا يعنيني أنا بالتحديد.

لقد قال الكاتب سامر رضوان في إحدى المقابلات إنهم اختاروك بطلة لبنانية كي يباع المسلسل في لبنان ولكنه لم يكن​​​​​​​يعرفك من قبل، ما رأيك؟
هو لا يعرفني، وأنا لم أكن أعرف أنه معارض للنظام يعني لا مشكلة بيننا، وشكراً له لأنه يعرف أن إسمي يبيع في لبنان، والحمدلله على ذلك.

سألتك عن ذلك لأنك تعرضت لهجوم من قبل الجمهور السوري، فكيف حاولت معالجة الأزمة وتخطيتها؟
كانت محاولة رخيصة جداً لتشويه صورتي أمام الجمهور السوري، فبعضهم عندما يرى أن الجمهور أحب شخصاً ما يصبح يبحث عن نقطة ضعفه وينسبها للشخص، ونعلم أن الجمهور السوري لديه حساسية تجاه الفوقية أي يمكن لأي ممثل لبناني أو عربي ان يتعامل هكذا مع الجمهور السوري ومن حق الجمهور السوري الإنزعاج من هذه الفوقية. وكذلك نسبوا لي أنني قلت إن الدراما اللبنانية أنقذت الدراما السورية في آخر لحظاتها .

​​​​​​​هل شككت بأحد وراء هذه الأزمة ؟
لم أفكرّ بشخص معيّن، لكن فكرت من لديه مصلحة في تشويه صورتي، بالطبع هو شخص مقهور بأن الجمهور السوري أحبّ تمثيل ستيفاني صليبا.

برأيك هل من ممثلة سورية أرادت أن تكون مكانك في هذا المسلسل؟
لا ليس بالضرورة ذلك، الدور كتب لفتاة لبنانية وأول إسم رشح لهذا الدور كان إسمي ولم يكن مرشحاً أي إسم آخر.

الممثلات السوريات دائما لديهنّ مأخذ على المنتجين أن البطولات النسائية في الدراما المشتركة تعطى للممثلات اللبنانيات، فما رأيك؟
من حقهنّ الإعتراض، فهنّ أيضا يهمشن كما يتم تهميش الممثل اللبناني لكن ليس دائماً. ومن حق الممثل اللبناني أيضاً أن يطلق صرخته.

هل برأيك أن الممثل اللبناني لا يبيع في الخارج؟​​​​​​​
بالعكس الممثل اللبناني يبيع إذا قويناه، لا ينقصنا شيء.

من تختارين بينهم من أجل أن يؤدي دور البطولة؟
(ردت ممازحة وتضحك) الممثل الأميركي "AL Pacino" أو "Robert de niro".

يبدو أن طموحك العالمية؟
أجل نعم ،( وتضحك)

ستيفاني في كل مسلسل تتزوجين لكن في أي مسلسل شعرت أنك عروسة فعلاً؟​​​​​​​​​​​​​​

​​​​​في مسلسل "مثل القمر" لأنه أثناء التصوير كان النهار بأكمله للزفاف، وكذلك في مسلسل "دقيقة صمت" كان مختلفاً ولكن لم أتهن به لأن زوجي كان ملاحقاً. وشعرت أنني عروس حقيقية في مسلسل "فوق السحاب" عرس شعبيّ.

​​​​​​​هل أنت من الفتيات اللواتي يفضلن الزواج الكبير أم البسيط "عالسريع"؟
أحب الزواج البسيط.​​​​​​​

هل أنت مع الزواج الكنسي أم الزواج المدني؟
الإثنان.

متى سنراك عروساً حقيقية بعيداً عن المسلسلات؟
​​​​​​​حالياً لا، لدي مشاريع أخرى في رأسي.

​​​​​​​من من بين المصممين تلفتك تصاميمه أكثر؟​​​​​​​
ليس لدي مصمم واحد تلفتني تصاميمه دائما، هناك collection قد تعجبني، حتى من دور الأزياء العالمية. تلفتني تصاميم زهير مراد، نيكولا جبران، رامي قاضي يبدع مؤخراً في التصاميم.

منذ فترة التقيت بالممثلة دانييلا رحمة في عيد ميلاد المصمم زهير مراد أخبرينا كيف كان اللقاء بينكما؟
دائما عندما نلتقي دانييلا وأنا فإننا نبدو وكأننا فتاتان صغيرتان التقيتا في فرصة المدرسة.

لقد غابت دانييلا عن جلسة المصالحة بداعي السفر أخبريني هل شعرت أنها كانت مصالحة حقيقية؟​​​​​​​
أنا لست مختلفة مع أحد لم أذهب كي أتصالح مع أحد بل لنجتمع كلنا، كنت شاهدة فقط، أنا حقاً صديقة مع الجميع.​​​​​​​

لا تزلن على اتصال؟
أنا نعم "أصحاب" معهنّ ونتحدّث في أغلب الأوقات خلال الأسبوع.

لماذا غابت نادين نسيب نجيم عن حفل عيد ميلادك؟​​​​​​​
نادين أرسلت لي رسالة، اعتذرت عن المجيء لأنها كانت مشغولة، جدّ عليها شيء.

من بين هؤلاء الممثلات من هي الأقرب اليك؟
دانييلا الأقرب الى قلبي فعندما نلتقي نضحك كثيراً، نحن مقربتان منذ زمن لأننا عملنا معاً في محطة الـ MTV، ولكن الممثلات الباقيات علاقتي معهنّ نشأت عندما أصبحت ممثلة. أحب جيسي عبدو مهضومة وداليدا خليل أحبها كثيراً التقينا في عدّة مناسبات وماغي بو غصن بتعقّد وسيرين بتجنن كتير حلوة.

كنت تحضرين مسلسلاً مع رامي عياش؟​​​​​​​
​​​​​​​نعم لكنه تأجل، كان من المفترض عرضه في كانون الثاني. ولم نصوّره بعد. ويعود القرار لشركة الصباح في ذلك. لكنني ورامي وقّعنا عليه. وأعتقد أننا معاً ننجح كثيراً.

علمنا أنك ومعتصم النهار ستكونان معاً في رمضان 2020 أخبرينا ما القصة؟
الحمدلله مسلسلاتي السابقة يتم عرضها مجدداً بين "مثل القمر"، "كارما"، و"دقيقة صمت". وما زال في الوقت الحالي من المبكر الحديث عن رمضان 2020 ولا أزال في مرحلة التحضير.

هل تابعت معتصم النهار في "ما فيي" و"خمسة ونص"؟​​​​​​​
للصراحة لا، لأنه في وقت عرضهما كنت أصوّر مسلسل "دقيقة صمت" في سوريا ولم يتسن لي الوقت.

هل يلفتك معتصم النهار كممثل؟​​​​​​​
بالطبع هو ممثل أثبت نفسه وقدراته على الساحة ومطلوب من جانب المنتجين ولا يختلف اثنان على ذلك، وهو إنسان رائع على الصعيد الشخصي وتجمعني بزوجته صداقة.

ومع عابد فهد؟
نعم، هناك عمل مع عابد فهد أقوم بقراءته حاليا خارج رمضان ولكنني لا أزال في مرحلة القراءة.

شكرا ستيفاني على المقابلة ونتمنى لك التوفيق في اختياراتك واللقاء في القريب العاجل.

​​​​​​​

​​​​​​​​​​​​​​