نجمة تونسية متميزة كانت تتمنى تقديم عمل تاريخي ولكن لم يحالفها الحظ من قبل، فإضطرت للإعتذار عن "سمرقند" لتتحقق أمنيتها هذا العام بالمشاركة بمسلسل "الحلاج" بشخصية "شغب" الجارية التي حكمت بغداد ضمن ملحمة فنية تاريخية، وفي الوقت نفسه لم تتخل عن حبها للدراما المصرية فأصرت على المشاركة بدور ليس كبيراً قياساً بحجم أدوارها الاخرى وذلك ضمن مسلسل "قابيل".

. هي الممثلة فاطمة ناصر التي تتحدث لـ"الفن" عن تفاصيل مشاركتها بـ"الحلاج" وتعاملها مع الهجوم الذي ناله العمل حتى من قبل عرضه، فضلاً عن صعوبة الحديث باللغة العربية الفصحى لأول مرة لها بعمل فني، واسباب مشاركتها بمسلسل "قابيل" بدور صغير، والتوفيق بين تصوير العملين ما بين مصر وسوريا، وأسباب قلة مشاركتها بالسينما وهذا ما قالته عن رأيها بالدراما التونسية ونهضتها هذا العام، في تفاصيل خاصة في اللقاء التالي:

في البداية.. ما الذي جذبك للمشاركة ببطولة مسلسل "الحلاج" والذي تم تغيير إسمه ليحمل اسم "العاشق-صراع الجواري"؟
منذ فترة طويلة وأنا أتمنى تقديم مسلسل تاريخي، فلقد سبق وعُرض علي مسلسل "سمرقند" ولم تسمح الظروف أن أكون موجودة فيه، ولكن مع عرض مسلسل "الحلاج" ودور بطولة قبلته، فضلاً عن شخصية "الحلاج" وهي شخصية جدلية والمسلسل بطولة عربية مشتركة وسيحقق لي الانتشار عربياً، كما أن شخصية "شغب" بها الكثير من التفاصيل ولها أهمية تاريخية كبيرة وأحببت أن أكون موجودة بهذا العمل.

ألم تخشي من الهجوم الذي تعرض له العمل منذ بداية تحضيره بسبب شخصية "الحلاج"؟
ولماذا أخاف من الهجوم؟ .. فلم يخف أي شخص من الأبطال أو يتراجع بسبب هذا الهجوم على الرغم من أنه كتب في بعض المواقع الخليجية، ولكن المفروض أن يتم الحكم على المسلسل عقب إنتهاء كل حلقاته وليس قبل عرضه، وهذا شيء غير مقبول بالنسبة لي، لذا لم أعر أي إهتمام لهذا الهجوم وخاصة أن هناك إختلافاً كبيراً على شخصية "الحلاج"، فهناك من كفروه وهناك من وجدوه شهيد الحق، ونحن نعرض المسلسل بحيادية من دون أن نؤيد أو نُعارض الشخصية، وخاصة أن الفترة التي عاش خلالها الحلاج كان فيها الكثير من الإضطرابات، وهو واحد ممن دفعوا ثمن هذا العصر المُضطرب في هذه المرحلة التاريخية، واعتقد أن الحلاج قُتل بسبب الفوضى التي كانت موجودة وليس لأنه مُذنب.

وكيف كانت تحضيراتك لشخصية "شغب" الجارية التي حكمت بغداد، فهل إستعنتِ بقراءات أخرى عن الشخصية أو إكتفيتِ فقط بما جاء في السيناريو؟
المرجعية الأولى بالنسبة لي كانت من خلال السيناريو، ولكنني قرأت كثيراً عن شخصية "شغب" من خلال بعض الكتب وعلى الإنترنت عن تفاصيل حياتها وما مرت به عندما كانت في قصر "المعتضد" والصراعات التي مرت بها داخل القصر ومحاربتها من أجل إبنها، ومن ثم نفيها لقصر "محمد القاهر" والذي عاشت فيه فترة طويلة وفي مكان اشبه بمنفى، وخلال هذه الفترة نشأت بداخلها نقمة على ما حدث فيها وإنطلاقاً من ذلك نشأ بداخلها حب العودة لتنصيب إبنها والذي لم يكن سهلاً أبداَ وسط صراعات كثيرة.

وكيف تدربتِ على الحديث باللغة العربية الفصحى، هل واجهتِ صعوبات في هذا الإطار؟
بالتأكيد..كانت هناك صعوبات كبيرة في الحديث باللغة العربية وخاصة أنها المرة الاولى التي أُقدم فيها مسلسلاً أتحدث فيه بالعربية الفصحى، وتدربت على اللهجة من خلال قراءة مع شخص مُتخصص في اللغة العربية، وكانت مخارج الالفاظ جيدة للنطق بالعربية الفصحى وكنت سأعتذر عن المسلسل لتخوفي من النطق والحديث بها، والصعوبة ليست فقط في النطق بالعربية الفصحى إنما توظيف الحديث بها دراميا كي لا يكون متلونا وأشبه بالغناء وهذا مرفوض تماما بالنسبة لتقديم دور بمسلسل تاريخي، وفي المجمل قدمت الشخصية بأفضل شكل ممكن وتحدثت بالعربية الفصحى بأفضل شكل فيه إجتهاد ومُثابرة نحو إتقان الحديث بها، وإعتبرت هذا الأمر تحدياً لم يكن سهلاً على الإطلاق وخاصة أنني الوحيدة بالمسلسل التي أتحدث بالعربية الفصحى لأول مرة.

وكيف كانت طقوس التصوير في ظل أوضاع صعبة تمر بها سوريا في الوقت الحالي؟
حينما كُنت أصور مسلسل "غرابيب سود" كان لي الكثير من زملائي الذين يصورون هناك وكنت أعرف أن الاوضاع مُستقرة بأغلب المناطق هناك، فضلا عن أنني صورت بسوريا عدة اعمال من قبل من بينها "عابد كرمان"، "الحرب والسلام" وأحب هذا البلد ولي فيها الكثير من الذكريات وقريبة للغاية من قلبي، وأحببت أن اذهب إليها وخاصة أنني لم أذهب إليها من وقت الازمة السورية، والأمر جرى على أفضل شكل رغم أنني كنت أصور مشاهدي بمسلسل "قابيل" في الوقت نفسه في ظل وجود ثلاث رحلات طيران إسبوعيا لسوريا.

على الناحية الأخرى..ما الذي جذبك للمشاركة بمسلسل "قابيل" وظهورك في أحداث الحلقة الحادية عشر ومن ثم الإختفاء لتعودي للظهور بدءاً من الحلقة العشرين؟
أبطال العمل أنفسهم الذين تصدّروا الأفيش، أدوارهم حتى الحلقة الخامسة عشر لم تكن كبيرة، ولم أستطع أن أترك الفرصة وأن اقف امام محمد ممدوح وخاصة أن خطي الدرامي كله معه، وكُنت مُلتزمة بمسلسل "الحلاج" والتصوير كان بسوريا ولم أستطع أن أحصل على بطولة عمل درامي بدور كبير أظهر فيه طوال أحداثه كما سبق وشاركت بمسلسل "قانون عمر"، وفي الوقت نفسه لم يُعرض علي دور مهم وكبير يدفعني للأمام على غرار "قانون عمر"، فضلا عن أنني أحب تركيبة مسلسل "قابيل" ومشاركة النجوم الشباب ووجود مخرج جديد لديه أدواته المُتمكن منها وأحببت أن أخوض التجربة معه، وكل الادوار كـ ضيوف شرف وظهور خاص والسيناريو هو البطل في نهاية المطاف.

وكيف كان التوفيق بين تصوير مسلسلي "الحلاج" و "قابيل" وخاصة أن الاول تم تصويره في سوريا والثاني بمصر؟
الموضوع كان مُرهقاً للغاية وخاصة أنني كُنت أصور مشاهدي بسوريا في "الحلاج" وأعود لتصوير "قابيل" من دون نوم لأيام وهذا الامر غير صحي، ولا احب القيام بذلك أن أُشارك بعملين واتعرض للإرهاق بسببهما، ولكن الموضوع مُصادفة ولم أستطع أن أرفض أي دور منهما لرغبتي الشخصية في المشاركة بالعملين.

هل كانت الرغبة في عدم الغياب عن الدراما المصرية هذا العام والتي أثبتتِ وجوداً فيها مؤخرا؟
بالطبع.. لم أكن ارغب في الغياب عن الدراما المصرية، ولذلك حينما عُرض علي عملان وهما "قابيل" و "حدوتة مُرة" فضلت المشاركة بـ"قابيل" هذا العام لأن الغياب سيؤثر على ما هو قادم بالنسبة للفنان.

برأيك.. لماذا الدراما التونسية ما زالت تُغرد في نطاق المحلية من دون الإنتشار عربياً؟
الدراما التونسية هذا العام أحرزت "هدفاً في المرمى" في الوقت الذي تعرضت له الدراما المصرية لهجوم شديد من الصحافة والإعلام ويُقال عن هذا الموسم أنه الأسوأ، وارى أن هناك نهضة فنية جديدة بالدراما التونسية للمرة الاولى على مستوى جميع الاعمال من حيث الإخراج والتمثيل والكتابة وكل شيء، وأرى أنها في الطريق للإنتشار عربياً.

وفي النهاية.. لماذا ظهورك في الدراما أكثر من السينما؟
لم تُعرض علي أدواراً سينمائية بمصر رغم أنني حينما جئت إليها كُنت ارغب في الظهور بأدوار بالسينما وكانت تأتيني عروض درامية وقتها لكني كنت أعتذر عنها لرغبتي في الظهور سينمائياً، وحينما لم أجد الفرص السينمائية توجهت للدراما، واتمنى أن يكون لي الحظ والنصيب أن أُشارك بأدوار سينمائية خلال الفترة المقبلة.