نجم عالمي سوري كبير سطع في سماء من يعرفون معنى كلمة "فن" بعيداً عن أية إستخدامات سيئة للفن بما يوصف بمستحدثي الشهرة، ليعيش في عالم موازٍ يؤكد يوماً بعد يوم أنه معلم وقائد للفن وصاحب رسالة نحو العالمية، فمشاركاته العالمية كانت مؤثرة وظهوره بأي عمل فني هو نجاح للعمل نفسه لموهبته الكبيرة وقدرته على تجسيد الشخصيات وفق الروح التي تجعل أداءه في أعلى مناطق المصداقية.

.هو النجم السوري غسان مسعود الذي يكشف لـ"الفن" في حديث حصري عن كيفية تعامله مع الجدل والهجوم الذي ناله مسلسل "الحلاج" أو "العاشق – صراع الجواري"، وأسباب وصفه الهجوم بأنه من المتأسلمين، وعن مشاركته بفيلم "مورين"، وعقده الجديد مع شبكة "فوكس"، وتعاونه عدة مرات مع المخرج ريدلي سكوت، ويتحدث أيضاً عمن يتحدثون عن أنفسهم من الفنانين ويصفون حالهم بأنهم رقم (1) وتفاصيل أخرى في اللقاء التالي معه:

في البداية.. كيف كانت الأصداء وردود الأفعال حول مسلسل "الحلاج" في رمضان الماضي؟
أظن أنه بالنظر إلى أننا لم نقم بالتسويق أو الترويج للمسلسل عبر الإعلان والدعاية حتى جاء شهر رمضان الماضي ولم نقم بجهد في الترويج له قبل عرضه، وفوجئنا قبل عرض المسلسل بـ12 ساعة تقريباً أنه سيبث على محطات عربية متنوعة، ولذلك بناء على هذا الواقع أعتقد أن ردود الافعال كانت جيدة حيثما عُرض، ولو بذلنا جهداً في التسويق للعمل لحظي بإنتشار على نطاق أوسع مما حققه.

وكيف تعاملت مع الجدل الذي حدث حول المسلسل منذ الإعلان عن التحضير لعمل فني يروي سيرة "الحلاج"؟
بالنسبة لي هذا أمر طبيعي أن شخصية إستثنائية مثل "الحلاج" أن تُثير هذا الجدل، لأنه كما تعلمون هناك خلاف وإختلاف حولها، ومن البديهي أن تثير الجدل والتساؤلات، وبالتالي هكذا نوع من الشخصيات أظن أنه لابد أن يكون مُغرياً أن تقدمه للناس، لأن الدراما في أحد وجوهها هي أمر قابل للسؤال وللإلتماس والجدل، وهذا يثير فضول المشاهد كي يتابع هكذا نوع من الشخصيات.

هل ترى أن الهجوم الذي حدث هو حملات من المتأسلمين أو أن من هاجموا العمل لهم مُبرراتهم؟
أتفق معك أن المتأسلمين هم من هاجموا "الحلاج" بقسوة، والمتأسلمون هؤلاء محكومون بالتطرف وبفكر إلغائي وإقصائي، فمن لا يتفق معهم في منهجهم الفكري فهو بالنسبة لهم خصم وأكثر من ذلك، حيث أنهم كفروا هذا الرجل وإتهموه بأنه يدعي النبوءة وهذا برأيي الشخصي كلام غير صحيح ولم يحدث، وأعتقد أن المتأسلمين وحدهم هم الذين شنّعوا وحرّضوا وقادوا حملات هجومية ضد المسلسل عبر وسائل التواصل الإجتماعي والفضائيات.

برأيك.. لماذا إنقسمت الآراء حول شخصية "الحلاج" بشكل عام، وهل قصدت إختيار وتقديم شخصية جدلية في هذا العمل؟
أعتقد أن هناك ما أسميه أنا "الثقافة الدينية الشعبية" التي كان لها أثر بالغ في وضع شخصية الحلاج في دائرة الإلتباس الجدلية، فأنا أميل إلى تقديم شخصيات من هذا النوع لأنني كما ذكرت لك أن الدراما إن لم تثر الاسئلة والإختلاف أو تترك جدلاً ما بين الجمهور في الشارع والنخب، فبالنسبة لي لا تقوم بدورها، لأن أحد أدوار الدراما أن تترك تساؤلات كثيرة في الشارع بين قابل ورافض وهذا أمر طبيعي وليس غريباً على الدراما أو على الشخصيات الإستثنائية مثل الحلاج.

أصبحت هناك فرق تروي تاريخ العالم العربي حسب أهوائها الشخصية ومصالحها، برأيك من يروي لنا التاريخ بمنتهى المصداقية والوضوح؟
علينا حينما نقرأ التاريخ أن نعقد مُقارنات ونستقرئ ونبحث في شخصية هذا المؤرخ الذي يكتب التاريخ ونتساءل لماذا كتب هذا المؤرخ التاريخ من هذه الزاوية مع الإختلاف في ما يكتبه مؤرخ آخر، وعلى القارئ الفطن والباحث في التاريخ والشخصيات التاريخية أن يقرأ العصر التاريخي نفسه والذي عاشت فيه الشخصية الذي وهذا قد يدلك لحقيقة أمور لم يتحدث عنها المؤرخ.

وماذا عن مشاركتك بفيلم "مورين" وخاصة أنها خطة جديدة عليك بشخصية تاريخية بمنطقة جديدة أيضاً عليك؟
أنا ممثل وفنان وعندما يُعرض علي دور ما وفي مكان ما أرى هذه التجربة وأقيمها، ومن ثم أتخذ قراري بالمشاركة أو عدم المشاركة، وهذا الامر يحدث في حياة الممثل بشكل طبيعي، لذا شاركت في الفيلم.

وماذا عن فيلم "توميريس"؟
أنجزت هذا العمل في كازاخستان في بداية الشتاء الماضي، وجسدت فيه شخصية "كورش" وهو ملك ملوك فارس، وعلى الاغلب هذا الفيلم سيعرض خلال الصيف وعندما يُعرض لنا حديث آخر.

وماذا عن عقدك الجديد مع شبكة "فوكس" لتقديم مسلسل جديد، إحكي لنا تفاصيله؟
هو يسمى عقد نوايا لأكون معهم في عمل يحضرون له، ولا يزال العقد قائماً ولكننا لم ننفذ هذا العمل حتى الآن.

ولماذا التعاون لأكثر من مرة مع المخرج "ريدلي سكوت"، هل لميوله لتقديم أعمال ونماذج من التاريخ العربي والإسلامي بشكل عام؟
لنقل ببساطة..أنا اشكره لأنه يفكر بي في بعض أعماله، وهناك عمل وحيد إعتذرت عن المشاركة فيه وهو "body of lies"، وتعاونت معه في ثلاثة أعمال من بينهم "kingdom of heaven"، وربما في المستقبل أتعاون معه من جديد فهو مخرج متميز ولكن لماذا يختارني في أعماله؟ فهذا السؤال لابد من توجيهه له وليس لي.

الكثير من الفنانين يقولون عن أنفسهم إنهم رقم 1 وإنهم على طريق العالمية..فما رأيك في ذلك، وهل هناك معايير مُحددة للوصول للعالمية؟
من يقول عن نفسه إنه رقم واحد في الوطن العربي نقول له "مبروك"، فمن يعتبر نفسه في الأول قواه الله على ذلك، فلا أعرف أحداً يقول عن نفسه هذا الكلام لأنه كلام خطير في الفن والجمال، فلا يوجد هناك رقم 1 لأنه لكل موهبة خصوصيات ومواطن قوتها وضعفها، فالمطلقات غير موجودة، فالله جل جلاله هو المطلق الأوحد والواحد.

وهل من الممكن أن تتعاون مع نجلك "السدير مسعود" في أعمال تحت قيادته الإخراجية؟
لا أمانع بأن أتعاون معه كمخرج لو هناك نص جيد ومشروع متميز يجمعني به، مع مراعاة الفصل بين أنه إبني وبين التعاون سويا كما ذكرت لك.

وفي النهاية..برأيك هل أفسد دُخلاء الفن الصناعة أو أفسدها أبناؤها؟
أجد أحياناً أن بعض أبناء المهنة هم دُخلاء على الفن، وهناك أيضاً دخلاء على الفن وبالتالي الإساءة من الطرفين سواء من الدخلاء أو بعض أبناء المهنة، وفي جوهر مهنة الفن هي مهنة نبيلة ورائعة، ولكن للاسف سلوك بعضنا قد يُسيء إلى هذه المهنة ويظهرها أمام الرأي العام والمجتمع بمظهر غير لائق للأسف الشديد.