مممثلة موهوبة تجمع إلى جانب موهبتها ثقافة فنية وعلمية، ذات حضور لافت وإطلالة متميزة في الأداء والعطاء والتعبير، فرضت نفسها على المخرجين كممثلة موهوبة ومتألقة، تحمل لواء النجومية في الدراما السورية.


صباح بركاتممثلة سورية، من مواليد 25 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1957 في حي ساروجة بدمشق، وتخرجت من كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية، وكانت بدايتها الفنية خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي.
تزوّجت من رجل أعمال جزائري بعد طلاقها من زوجها الأول، ولديها بنت وولد وتعيش في دمشق.

عملت مضيفة طيران

بعد حصولها على الشهادة العامة تقدمت صباح بركات لمسابقة المضيفات ونجحت بها، وعملت مضيفة جوية، الأمر الذي أكسبها خبرة كبيرة ومعرفة واسعة بالعالم ولغاته وحضاراته، والاطلاع على عادات وتقاليد الشعوب الأخرى، وفي الفترة نفسها تزوجت، وتوقفت عن العمل، ثم انتسبت إلى وزارة الثقافة (مديرية المسارح والموسيقى) وخلال فترة عملها في المسرح دأبت على متابعة دراستها في كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية، وفي الوقت ذاته عملت في الإذاعة لفترة من الزمن، ما عزز لديها اهتمامها بالعمل الدرامي التلفزيوني.

بدايتها مع ياسر العظمة

أثناء عملها في الإذاعة السورية تسنى لصباح بركات اللقاء بالعديد من الممثلين والممثلات، إلى أن إلتقت بالممثل السوري ياسر العظمة، الذي كان حينذاك يفتش عن وجه جديد لتصوير "مرايا 88" فاختارها للعمل معه، وحقق هذا العمل جماهيرية كبيرة جداً، وبدأت بعدها تدخل في عروض أخرى ومسلسلات جديدة كبيرة ومتنوعة، سواء كان في المسرح من خلال عروض "حمام روماني" و"الحسناء الناعمة" و"الأيدي" و"يقظة الربيع"، أو من خلال السينما في فيلم "المتبقي"، وكذلك من خلال الأعمال التلفزيونية الكثيرة التي كانت حاضرة فيها بقوة، حيث كان لها حضور قوي في مختلف الأعمال المعاصرة والتاريخية والشامية.

أبرز أعمالها

قدمت صباح بركات للدراما السورية حوالى ستين مسلسلاً درامياً، أبرزها "حارة نسيها الزمن" عام 1988 و"البركان" عام 1989 و"الدغري" عام 1992 و"أبو كامل" عام 1993 و"حمام القيشاني" عام 1994 و"أبو البنات" عام 1995 و"مزاد علني" عام 1999 و"فرصة العمر" عام 2000 و"تمر حنة" و"حكايات المرايا" عام 2001 و"عشنا وشفنا" و"هومي هون" عام 2004 و"أحلى المرايا" عام 2005 و"غزلان في غابة الذئاب" عام 2006 و"جرن الشاويش" عام 2007 و"باب الحارة" عام 2008 و"ساعة الصفر" عام 2010 و"طوق البنات" عام 2015 و"قناديل العشاق" عام 2017.

باب الحارة

من بين تسعة أجزاء، شاركت ​صباح بركات​ في الجزء الثالث والرابع والسادس والسابع والتاسع من مسلسل "باب الحارة" بشخصية "أم حاتم".
وقالت لموقع "الفن" إن الجمهور في الشارع يسألها دوماً عن مصير الجزء العاشر من العمل، معتبرة أن "باب الحارة" بات مائدة رمضانية محببة ومتابَعة من كافة أرجاء العالم العربي وبعض بلاد الاغتراب، وقد ذكّر الناس بالعادات والتقاليد الجميلة، على حد قولها.
وعن شخصيتها التي قدمتها في خمسة أجزاء، قالتصباح بركات: شخصية "أم حاتم" أصبحت جزءاً مني، تعلمت منها كيف أتعامل مع أفراد أسرتي وأبدو حنونة وعاطفية بشكل أكبر، كما أَغنتني أَغنيتها، وسعيدة جداً لأنني تعاملت معها.

وذكرت أن شخصيتها تمثل أقوى الشخصيات النسائية في العمل، ما أحدث توازناً بين كامل الشخصيات، مؤكدة استمرارها في الجزء العاشر بالشخصية نفسها.
وعن الانتقادات التي وجهت للعمل بظلم المرأة الشامية، قالت: "لو تابعنا الخطوط الأساسية فسنجد أن هناك شراكة بين المرأة والرجل ولها منعكسات، فلو فرضنا أن المرأة تظل في منزلها تنكد على الرجل فسينعكس ذلك سلباً على العلاقة بينهما، فالرجل هو طفل كبير ولذلك "أم حاتم" فهمت ذلك ودللت "أبو حاتم"، في حين أن بعض النساء لم يفهمن عقلية الرجل كما يصورها العمل في ذلك الوقت، وحتى في الوقت الحالي، وهذا استفدت منه في تجسيد شخصية أم حاتم، فأنا في الحياة العادية أدلل الرجل؛ أدلل ابني وأخي ووالدي قبل أن يتوفى، وأرى أن الرجل يجب أن يأخذ قيمته وموقعه في المنزل ولن يكون جاحداً عندما تغنجه المرأة وتستقبله بلهفة واحترام عندما يأتي للبيت".

ما الذي تغير؟

ما الذي تغير في صباح بركات بعد أن أصبحت ممثلة؟ سؤال أجابت عليه في أحد لقاءاتها: الفن أضاف أشياء كثيرة إلى شخصيتي، كونه إحدى حالات التميز لدى الشخصية الإنسانية، فالإنسان يولد ولديه بذور فنية تنمو وتترعرع من خلال اكتشاف الموهبة الفنية وصقلها حتى يصبح الإنسان في مرتبة فنان، وهذا انعكس علي شخصياً. فعندما أنهيت دراستي الجامعية في اللغة الإنكليزية عملت مضيفة طيران ثم مترجمة ولكن بطبيعتي لا أحب العمل الإداري وأبحث دائماً عن التجديد، وعندما أتيحت لي الفرصة لدخول عالم الفن أعجبني هذا العالم واستمريت به وأنا أترك تقييم نفسي للجمهور الذي يشاهد أعمالي لأنه ليس لي الحق في تقييم نفسي.