رصيدها الفني 20 فيلماً سينمائياً، إستطاعت الممثلة المصرية كاميليا من خلالها أن تصبح واحدة من أشهر نجمات مصر، وإن كان الحظ لم يسعفها بسبب وفاتها المفاجئة وهي في عمر الـ31 عاماً، فإنتهت قصة حياتها المليئة بالأحداث التي عاشتها كاميليا، وكانت تحلم بالثراء والشهرة.

أب مجهول وحياة فقيرة مع أمها

ليليان فيكتور ليفي كوهين أو كاميليا، ولدت في 13 كانون الأول/ديسمبر عام 1919، بأحد الأحياء الفقيرة في مدينة الإسكندرية، وتعود أصولها إلى إحدى الدول الأوروبية ويشاع أيضاً بأنها من أصول يهودية، وفي الواقع هناك أكثر من رواية عن والد كاميليا، إحداها تقول إن أمها وهي مسيحية كاثوليكية مصرية من أصل إيطالي وتدعى أولغا لويس أبنور، قد حملت بها من دون زواج لعلاقة مع مهندس فرنسي يعمل خبيراً بقناة السويس، أما مصادر أخرى تقول إن والدها كان تاجر أقطان إيطالي هرب بعد خسارته إلى بلده، ولكن الأمر المؤكد هو أنها نسبت إلى صائغ يهودي يوناني هو فيكتور ليفي كوهين، والذي سميت بإسمه وكان زوج والدتها في ذلك الوقت أو صديقها.

وقد عاشت بحي الأزاريطة الشعبي في مدينة الإسكندرية، مع أمها على إيرادات البنسيون، الذي تمتلكه والدتها.

أحمد سالم إكتشفها ويوسف وهبي قدمها وأربع سنوات في السينما

كانت كاميليا فائقة الجمال وهي في سن المراهقة وبالتحديد في سن الـ17 عاماً، وكانت تتمنى الشهرة والثراء وكانت الصدفة بعدها بسنوات حين إلتقت بالمخرج أحمد سالم، والذي قرر أن يتبناها فنياً واختار لها "كاميليا" كإسم فني بدلاً من ليليان، وإتفق معها على أن يجعلها نجمة سينمائية كبيرة وقام بتعليمها الاتيكيت والرقص والتمثيل على يد متخصصين، إلا انه بعد ستة أشهر لم ينفذ وعده فقررت الإنضمام لفيلم "القناع الأحمر" مع يوسف وهبي والذي دفع لسالم وقتها 3 آلاف جنيه قيمة الشرط الجزائي، لكي يتنازل عنها وبدأت بعدها مشوارها نحو النجومية . فشاركت في العام 1947 بفيلم "الكل يغني" وبعدها بعام شاركت في أفلام مثل "خيال إمرأة" و"الروح والجسد" أمام محمد فوزي و"فتنة"، وفي عام 1949 قدمت "شارع البهلوان" وظهرت ضيفة شرف في "منديل الحلو" و"الستات كده" و"القاتلة" و"ولدي" ونص الليل" و"صاحبة الملاليم" و"أرواح هائمة" و"إمرأة من نار"، وفي عام 1950 شاركت في "آخر كدبة" أمام فريد الأطرش وسامية جمال و"قمر 14" وهو الفيلم الأشهر في مشوارها، وكانت لها مشاركة في الفيلم العالمي "طريق القاهرة" بعد أن رشحها المخرج ديفيد ماكدونالد لتصبح بذلك من أوائل الممثلات المصريات اللواتي شاركن في أفلام عالمية، وشاركت مع نعيمة عاكف في بطولة فيلم "بابا عريس" ومع إسماعيل ياسين في فيلم "المليونير" و"العقل زينة"، وهو آخر أفلامها حيث أن مشوارها الفني لم يتخطَ الـ4 سنوات.

قصة حب رشدي أباظة تتحدى الملك فاروق

تعرفت كاميليا على رشدي أباظة ولم يكن وقتها نجماً معروفاً، فقد شارك في ثلاثة أفلام فقط، لكنه وقع في حبها وبشدة، وكان في ذلك الوقت يحبها الملك فاروق أيضاً، والذي توعد أباظة وحذره من هذه العلاقة ولكن على الرغم من ذلك كانت كاميليا قد إتفقت مع أباظة على أن يكون الزواج في تشرين الأول/أكتوبر عام 1950، إلا أنها رحلت قبل الزواج بشهرين، وأصيب أباظة بإنهيار عصبي ومكث في المستشفى لأسبوعين، وكان يتناول خلالهما المهدئات والمنوم.

وكان الملك فاروق قد تعرف على كاميليا في أحد الكازينوهات، ووقع في غرامها وظل يطاردها حتى أنها علمت بقرار طلاقه من الملكة فريدة قبل إعلانه رسميا، وبسبب قربها من الملك إتُهمت كاميليا بأنها جاسوسة لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي في ذلك الوقت.

وقد قال عنها أباظة إن شخصيتها كانت قوية للغاية، وكانت كالحصان الجامح لا تخشى أحداً حتى الملك نفسه فتفعل ما يحلو لها. وكان أباظة أيضاً ذكر في أحد حواراته بأن الملك فاروق أحب كاميليا بجنون خصوصاً بعد أن حملت منه، وتوقع أن تنجب له ولداً ليكون ولي العهد، لكنها أجهضت في الشهر السادس، بعد أن سقطت عن الحصان.

أحبها أباظة عاماً و8 أشهر، قبل أن تطلب منه والدته أن يسافر إلى إيطاليا خوفاً من أن يتعرض للأذية، إذ عاد بعدها إلى القاهرة والتقى كاميليا، وإتفقا على أن يتزوجا في روما وهي في طريق عودتها إلى مصر.

وقيل أيضاً أن الممثل أنور وجدي أعجب بها وحاول أن يثير غيرة ليلى مراد من خلالها، لكن كاميليا شعرت بنيته فلم تعطه الفرصة.

وفاتها في حادث مروع

في 31 آب/أغسطس عام 1950 توفيت كاميليا في حادث طائرة، كانت تستقلها متجهة إلى روما والتي سقطت في حقول بالبحيرة شمال غرب القاهرة، وهناك من إعتبر أن الحادث مدبر من المخابرات، لأنها كانت جاسوسة بحسب ما قالوا، وهناك أقاويل أيضاً تفيد بأن الاسرائيليين هم من فجروها، أما آخرون فإعتبروه مجرد حادث عادي. وتعتبر الطائرة أول حادث في تاريخ الطيران المدني المصري، وقد تم التعرف على جثتها رغم الحروق، وقد أرجع الطبيب سبب الوفاة إلى الجروح النارية، وما صاحبها من صدمة عصبية وكسور في عظام الساقين، وقد صلّت عليها والدتها صلاة المسيحيين الكاثوليك في كنيسة القديس يوسف بالأنتيكخانة.

وبعد وفاتها كشف الكاتب أنيس منصور في مقاله "ماتت هي لأحيا أنا"، بأن كاميليا لم تجد مكاناً للحجز في الطائرة وكان قد ذهب ليعيد تذكرة السفر، بعد أن شعر بتغيير في صوت والدته ووجد هناك كاميليا مع الناقد الفني حسن إمام عمر، فأعطاها التذكرة بدلاً منه.