جمع الفنان وائل كفوري اتقان الأداء وروعة الصوت وقوّة الحضور، فأبهر الجمهور المتعطّش للفن والتواق للأصالة والإبداع، فهو الغني بالثقافة الفنية، دائماً ما يثبت نجاحه باختياراته ويترجمها على أرض الواقع من خلال حفلاته التي ينتظرها معحبوه بفارغ الصبر، كي يمضوا معه سهرة فنية بامتياز.

أشعل وائل المسرح ضمن فعاليات مهرجان أعياد بيروت بدورته الثامنة في بيروت والتي افتتحها مساء يوم الخميس الماضي، بحفل جماهيري ضخم بحضور عدد كبير من الجمهور اللبناني ومن جنسيات مختلفة.

لم يكن الحفل عادياً، بل كان أشبه بحلم جميل نقل الحاضرين إلى أجواء تملؤها ذكريات الحب والحنين، امتزج صوت وائل بصراخ المعجبين والمعجبات الذين أُطربوا لسماع أغنياتهم المفضلة، ولم يبخل على جمهوره بالتحية حيناً ملوحاً بيده لمعجباته، وبغنائه أغلب أغنياته المحبوبة التي رددها معه كل الحضور.

فور صعوده على المسرح لمس وائل حب الجمهور له عن قرب، ولمسوا بدورهم مدى حبّه للقائهم وتواضعه معهم، فاستذكروا لحظات عشقهم وقصص الحب التي عاشوها او التي يمرون بها مع كل أغنية من أغنياته.

في سهرة فنية مميزة دامت لنحو الساعتين، قدّم وائل باقة من أجمل أغانيه بداية مع "خايف"، ثم رحّب بالحضور من خلال موال "أهلا وسهلا شرفونا حبابنا، بعدها غنى يا هوى روح وقلو ، استشبهت فيكي ولو حبنا غلطة وكذابين وولاد الحرام"، كما استذكر الكبار بغنائه موال "رح حلفك بالغصن يا عصفور وموال بتحبني وشهقت بالبكي للراحل الدكتور وديع الصافي، واغنية إمي نامت عابكير للسيدة فيروز، مستكملاً أغنياته بـ جايي عالهدا، وصرنا صلح، يا ضلي يا روحي، ليل ورعد وبرد وريح، وما وعدتك بنجوم الليل".

واللافت هو ارتداؤه هذه المرّة كاجوال باللون الأسود، عكس اطلالاته السابقة بالزي الرسمي، وتعليقاً على هذا الأمر قال ممازحاً: "اول مرة بلبس كاجوال حاسس حالي غريب".

تفاعل الجمهور مع الحفل بشكل كبير وكلهم غنّوا مع وائل وتراقصوا مع أجمل النغمات، فتناسوا مرارة الأوضاع قليلاً، وقد أتوا من كل المناطق والطوائف ليجتمعوا تحت راية الفنّ، فالسياسة فرّقتهم إلا أنهم اجتمعوا بقصص عشقهم التي عبّروا عنها من خلال أغانيه واتحدوا بحبهم له.

بين اغنية واخرى، كانت الفتيات يصعدن الى المسرح لإلتقاط الصور التذكارية مع وائل وليعبّرن عن حبّهن الكبير له وشوقهن للقائه، فرحّب وائل بهنّ بكل تواضع. وإضافة إلى إلتقاطهم معه الصور التذكارية، قُدّم لوائل العديد من باقات الورد المفعمة بالحب، وتعليقاً على هذا الأمر قال ممازحاً: "الكل اشترى ورود لياخد الصورة"، وأيضاً صعد شخص على المسرح وسلّم وائل صورة رسمها له.

وخلال هذه السهرة الممتعة، لفتنا مشهد إنساني رائع، وهو نزول وائل من على المسرح لالتقاط صورة تذكارية مع شاب أراد أن يتصوّر معه، لكنه لم يستطع المشي والصعود على المسرح لأسباب صحية، فهنا علت صيحات وصراخ الجمهور الذي تمنّى جميعه ان يلتقط الصور مع وائل، ومرحباً أيضاً بهذه الخطوة أو المباردرة الجميلة التي عبّرت عن انسانية وأخلاق وائل الكبيرة، وبعدها عاد الى المسرح لاستكمال وصلته الغنائية.

ليس من الغريب على وائل أن يتلقّى هذا الكمّ الهائل من الحب من قبل الجمهور، فمسيرته الفنية الطويلة الغنية بعدد كبير من الأغاني الناجحة اثبتت نجوميته وحققت له انتشاراً كبيراً لا يقتصر على لبنان فقط، فباختصار كانت سهرة ممتعة أضاءها وائل بأجمل روائعه الفنية.

وعند انتهاء الحفل إلتقينا بالممثلة اللبنانية برناديت حديب التي أعربت عن حبها الكبير لوائل، مشيرة إلى أنها دائماً تحضر حفلاته، ومضيفة: "وائل من أجمل الأصوات، وهو شخص يمتلك شعبية كبيرة، أحب كل أغانيه، إلا أن أغنية "لو حبنا غلطة" مميزة عندي".